يأتي انشاء الاكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية التي صادق يوم الثلاثاء مجلس الوزراء على مشروع القانون الخاص بها لتتويج مسار طويل لترسيم اللغة الأمازيغية التي ارتقى بها دستور 2016 الى مصف لغة وطنية رسمية بحيث تضمن انشاء هذه المؤسسة لدى رئيس الجمهورية. و تنص المادة 4 من الدستور المعدل سنة 2016 أن تمازيغت اللغة الوطنية و الرسمية التي تعمل الدولة لترقيتها بكل تنوعاتها اللسانية عبر التراب الوطني و هكذا تقرر في سياق تطوير هذه اللغة, انشاء أكاديمية جزائرية للغة الأمازيغية. وأوضح بيان مجلس الوزراء الذي اجتمع هذا الثلاثاء برئاسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن مشروع القانون العضوي يحدد مهام وتشكيلة وتنظيم وسير هذه الهيئة التي تتولى على الخصوص جمع الرصيد الوطني للغة الامازيغية بكل تنوعاتها اللسانية وتوحيد الأمازيغية على كافة مستويات الوصف والتحليل اللساني و كذا إعداد قاموس مرجعي للغة الأمازيغية. وتتكون تشكيلة الأكاديمية من خمسين (50) عضوا على الأكثر يتم انتقائهم من بين الخبراء و الكفاءات المثبتة في علوم اللغة والمجالات التي لها علاقة باللغة الامازيغية و العلوم ذات الصلة, حسب البيان الذي أشاؤ إلى أن الأكاديمية سيكون لها مجلسا و رئيسا و مكتبا و لجانا متخصصة. و لدى تدخله بعد المصادقة على مشروع القانون العضوي للأكاديمية الجزائرية للغة الامازيغية, أعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه لتقديم مشروع القانون هذا في الآجال المحددة, مؤكدا أن مصادقة البرلمان على هذا النص سيكون تتويجا لمسار استعادة الجزائر قاطبة لتمازيغت كأحد عوامل تعزيز وحدة شعبها. و استطرد رئيس الجمهورية "أن تمازيغت اللغة الوطنية و الرسمية التي تعمل الدولة لترقيتها, مثلما نص عليه الدستور, هي اليوم في حاجة إلى اسهام الكفاءات الوطنية في هذا المجال من أجل أن تُطور ضمن الأكاديمية الأدوات والقواعد التي تسمح بزيادة استعمال واشعاع هذه اللغة التي هي جزءً لا يتجزأ من هويتنا الوطنية". وقد شهد تعليم اللغة الأمازيغية, منذ انشاء المحافظة السامية للأمازيغية يوم 27 مايو 1995, تقدما لا يمكن إنكاره مما أفضى الى انشاء الاكاديمية التي تعد امتدادا لترقية و تطوير اللغة الأمازيغية. و يبقى انشاء هذه الأكاديمية أيضا مكسبا بالنسبة للغة الأمازيغية التي يتم حاليا تدريسها على المستوى الوطني في 38 ولاية مما يسمح ب "السهر على الحفاظ على الأمازيغية كلغة و ثقافة و تراث من خلال تقنيات علمية كفيلة بضمان ترقيتها و إعطاء دفع لاستعمالها في المجالات العلمية و الأدبية و الاعلامية و ضمان تعميمها على كافة الجزائريين". و في رسالة له بمناسبة يوم العلم في أبريل المنصرم, أوضح الرئيس بوتفليقة أن "اللغة الأمازيغية التي تمت ترقيتها في 2002 لغة وطنية و رسمية (...) ستجد باعتبارها مكون أساسي في هويتنا الوطنية مكانتها الطبيعية مع الاسلام و العروبة كروافد من التراث المشترك للشعب الجزائري" موضحا أن "ترقية اللغة الأمازيغية لغة وطنية و رسمية يندرج في إطار مسعى توطيد الوحدة الوطنية و تعزيز الانسجام الاجتماعي". و حسب معطيات وزارة التربية الوطنية فان تعليم اللغة الأمازيغية انتقل من 11 ولاية في 2014 إلى 38 خلال السنة الدراسية 2017-2018 بحيث ارتفع عدد طلبة اللغة الأمازيغية إلى نحو 350.000 يؤطرهم 2.757 أستاذ. و سيتم توظيف 300 أستاذ اضافي للغة الأمازيغية سنة 2018-2019, حسب الوزارة التي سطرت هدفا لها تعميم تعليمها عبر 48 ولاية من الوطن و يضاف إلى ذلك مكسب آخر تحقق سنة 2018 و هو ادراج يوم رأس السنة الأمازيغية في قائمة الأعياد الوطنية.