تعرف الأكلة الشعبية المعروفة ب" الدوبارة" لاسيما في شهر رمضان المبارك إنتشارا واسعا لدى العائلات السوفية، فهو الطبق الذي أصبح يتصدر بدون منازع أطباق مائدة الإفطار. ويعود منشأ "الدوبارة" وهي أكلة شعبية محلية إلى البيوت الصحراوية وعرفتها ولاية الوادي كطبق مستقل بداية القرن العشرين ي حيث تتميز بسرعة تحضيرها التي تعتمد على خلط 10 مكونات بمقادير محددة أبرزها الفول أو الحمص المغلي، بالإضافة إلى الفلفل الأخضر وطماطم طازجة وطماطم مصبرة وملح و ثوم وهريسة وتوابل، قبل يضاف إليها قليلا من زيت الزيتون . وتفضل عديد العائلات السوفية تحضير هذه الأكلة التقليدية بمطابخها بعد انتقاء مكوناتها من السوق، فيما تفضل أسر أخرى شرائها من الفضاءات التجارية بالأسواق اليومية لاسيما بالسوق المركزي بوسط مدينة الألف قبة الذي تروج به هذه الأكلة كل يوم بعد الظهيرة بشكل منقطع النظير . ويتم اقتناؤها لأنها -في نظر عديد الصائمين- أكلة كاملة وتقضي على الإحساس بالعطش طيلة يوم الصيام لإحتوائها على عناصر غذائية هامة، من ضمنها الحبوب سواء الحمص أو الفول وأيضا زيت الزيتون والطماطم. وذكرت السيدة (آمال.ب 52 سنة) ربة بيت التي صادفناها على مقربة من الأجنحة المخصصة لبيع الدوبارة بوسط مدينة الوادي بأنها تفضل إعداد أكلة الدوبارة ببيتها العائلي لأن المقادير من مكوناتها هي الوحيدة التي تعرفها بناء على احتياجاتها ومتطلبات أذواق أفراد أسرتها. ومن جهتها أشارت السيدة (فجرة.ع 70 سنة ) التي كانت تتأهب لشراء أكلة "الدوبارة" من الفضاءات التجارية المستحدثة بالسوق المركزي أنها "تجد نكهة لا نظير لها في هذه الأكلة عندما تشتريها من السوق"، لافتة الى أنها هي من تحدد مكونات ومقاديرها لاسيما أنها تسوق بمكونات مجزأة. --- إنتعاش فضاءات بيع "الدوبارة" بالأسواق مع حلول كل شهر رمضان --- تنتعش تجارة بيع أكلة" الدوبارة" مع حلول شهر رمضان المعظم من كل سنة في عديد أسواق ولاية الوادي لاسيما السوق المركزي بوسط المدينة سواء من طرف مختصين في إعداد هذا الطبق اللذيذ الذين يتوفرون على محلات تجارية مخصصة لبيعه أو من قبل هواة موسميين ينشطون مع حلول الشهر الفضيل فقط في مجال تحضير وبيع هذه الأكلة بالفضاءات التجارية بالأسواق. و يقول (محمد.ح 50 سنة ) الذي يمتهن بمحله تحضير وتسويق هذه الأكلة منذ أزيد من 20 سنة "أن بيع الدوبارة في شهر رمضان المبارك بهذه الفضاءات التجارية المستحدثة ي يأتي نزولا عند رغبة زبائنه وغيرهم من محبي هذا الطبق الرمضاني بإمتياز" -على حد تعبيره -، مشيرا الى أن عملية التسويق تبدأ عادة مع نهاية الفترة المسائية يوميا. وبدوره أوضح (وليد.ب 30 سنة ) وهو عامل يومي أنه يمتهن بيع هذه الأكلة الشعبية إلا في شهر الصيام ي قائلا أنه يحظى بمساعدة والدته (80 سنة) في إعدادها والتي تعلمت تحضيرها منذ أمد طويل، مضيفا "أن بيع الدوبارة في شهر رمضان المبارك نشاط تجاري يدر فوائد مالية معتبرة ". وتظل "الدوبارة " سيدة أطباق مائدة الإفطار للعائلات السوفية على اختلاف القدرات الشرائية حيث يتراوح سعر الطبق الواحد ما بين 100 و150 دج، ولا زالت تحتفظ بنكهتها التي يتفنن في صنعها "الدوبارجية " بمهارة تستقطب أفواجا من الصائمين قبيل آذان الإفطار.