يظل العيش من الفن الامنية التي عبر عنها أغلبية الفنانين بمناسبة اليوم الوطني للفنان المصادف ل8 يونيو من كل سنة، بالرغم من بعض المكاسب المهنية و الاجتماعية المُحققة على غرار تأسيس البطاقة المهنية للفنان و الحق في الضمان الاجتماعي و في التقاعد. واعتبر رئيس المجلس الوطني الاستشاري للفنون و الآداب عبد القادر بن دعماش أن إنشاء هذه الهيئة الاستشارية، الخاضعة لوصاية وزارة الثقافة يعتبر في حد ذاته "تأكيدا" على الاعتراف بمهنة الفنان كمهنة بأتم معنى الكلمة. وأوضح السيد بن دعماش انه لا يمكن انكار ان الفنان الجزائري يتمتع اليوم بمزايا اجتماعية و مهنية عديدة مثل الحق في الضمان الاجتماعي. وفي هذا السياق، اعتبر ان هذا الحق الذي تأسس بموجب مرسوم صدر سنة 2014، يترجم الإرادة الأكيدة للدولة في مرافقة الفنانين و تحسين وضعيتهم الاجتماعية. وأضاف مغني الشعبي أن مدونة مهن الفن المحددة في إطار مرسوم تضاف الى المكاسب المحققة لصالح الفنانين الذين يعتبرون ان "مهنة المبدع" أصبحت الان معترف بها. ولدى تطرقه إلى نقص النقاشات والتفكير حول الفن، دعا هذا المنتج والمخرج للعديد من الأفلام القصيرة منها "الشيخ مبروك" (1998) و "البرتقال" (2003) و "حي الشيوخ" (2009) الفنانين إلى الاتحاد في جمعية من اجل الدفاع عن مصالحهم". كما اعتبر ذات المخرج أن الابداع شجعته جائزة "علي معاشي" وهي جائزة تمنح سنويا للمبدعين في المجالات الفنية. ويضاف إلى ذلك المساعدات الممنوحة إلى السينمائيين الشباب من طرف صندوق تطوير الفن والتقنية والصناعة السينمائية وهو هيئة عمومية تنشط تحت وصاية وزارة الثقافة. من جهته، أوضح الممثل المسرحي عبد القادر جريو أن غياب سوق للفن في الجزائر هو ما يؤثر "سلبا" على مستوى الإنتاج الفني وكذا الوضعية المهنية و الاجتماعية للفنان الذي أصبح حسبه مجرد "كومبارس" يؤدي أدوارا. وهو ما جعله يدعو إلى استراتيجية "سياسية" مع إعادة بعث النشاط المسرحي عن طريق إعداد برامج تمولها الصناديق العمومية. من جهته، تأسف الفنان التشكيلي رشيد جمعي على غياب سوق للفن من شأنها استحداث مسالك مالية للفنانين وأصحاب أروقة العرض. كما انتقد خريج الفنون الجميلة (دفعة 1969) تباطء السوق خلال العشرية السوداء (التسعينيات) على اعتبار أن الجزائر كانت تعيش وضعية أمنية حساسة ناجمة عن العمليات الإرهابية للجماعات الإسلامية المسلحة.