وجاء في بيان لوزارة الطاقة أن السيد قيطوني -في مداخلة خلال المنتدى الدولي السابع لمنظمة الدول المصدرة للبترول "اوبك" التي افتتحت أشغاله يوم الأربعاء بالعاصمة النمساوية- حذر من وقوع "صدمة عرض على المدى القصير"، و التي بالإمكان تفاديها للتمكن من حماية مصالح الدول المنتجة و الدول المستهلكة على حد سواء. وخلال مشاركته في ورشة تناولت إشكالية الاستثمارات في الصناعة النفطية، أكد الوزير أيضا على أهمية ذلك الاستثمار بالنسبة للدول المنتجة و للشركات البترولية و أيضا المستهلكين، حيث يستلزم تموينهم القيام بتلك الاستثمارات. وفي هذا الصدد، ذكر الوزير بالأضرار التي تنجر عن تذبذب في أسعار البترول و هي مرتبطة بعدم توازن الأسواق النفطية، حيث تزداد تأزما بانخفاض مستويات الاستثمارات في العالم. اقرأ أيضا: خبراء فرنسيون يثمنون التوجه الاقتصادي الجديد للجزائر واستطرد السيد قيطوني قائلا: "التاريخ علمنا أن كل مرحلة تتميز بتذبذب في الأسعار النفط ينجر عنها انخفاض في الاستثمارات و تكون متبوعة بمرحلة ارتفاع الأسعار و ضغط على التموين لامحالة. و يكون ذلك مضرا بالدول المنتجة و المستهلكة". و أضاف السيد قيطوني في ذات السياق انه "انطلاقا من تلك العبر، عملت الجزائر في سبتمبر 2016 - بفضل مبادرة من رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة- على إقناع الدول المعنية من اجل التوصل إلى إبرام اتفاق من شأنه توازن السوق النفطية و توفير الظروف المواتية لإعادة بعث الاستثمار البترولي". وبعد أن ذكر بالنتائج التاريخية لاتفاقية الجزائر، أشاد الوزير بالنجاح المتميز الذي عرفه اتفاق التعاون بين دول منظمة الاوبك و غير الأعضاء في اوبك ، معتبرا أن الدول ال24 الموقعة على الاتفاق قد أظهرت بعد النظر و حوكمة مما منح السوق النفطية رؤية معتبرة. اقرأ ايضا: الجزائر تحقق "تقدما" في إعادة البناء الوطني "رغم محيط خارجي غير هادئ تماما" وعلى صعيد أخر، ثمن الوزير احترام التزام تخفيض إنتاج النفط و الذي سمح للسوق باستعادة وضعية توازن كان قد فقدها منذ عدة سنوات. ومن اجل ان يستمر هذا التوازن دعا وزير الطاقة المنتجين و المتعاملين في الصناعة البترولية و المستهلكين للاستفادة من الآثار الايجابية لاتفاق التعاون و ضمان انتقال تدريجي من اجل تعزيز المسيرة الحالية نحو توازن السوق و تفادي إضعاف نتائج الجهود الماضية. في غضون الأربع سنوات الماضية حوالي ترليون دولار من الاستثمارات في النشاطات البترولية و الغازية تم إلغائها أو أجلت و "هذا رقم كبير" حسب الوزير مضيفا بان عدد الآبار تراجع بأزيد من 40 بالمئة في العالم منذ 2014. ولقد تم تراجع نشاطات استكشاف المحروقات المنجزة في العالم إلى النصف مقارنة بالفترة 2010-2013. الشراكة، مفتاح النجاح للإستراتيجية الجزائرية و لإبراز الحاجة الملحة إلى زيادة الاستثمار أوضح الوزير انه حتى لو أخد في الاعتبار تخفيض التكاليف والرفع في الإنتاج فان العجز في الاستثمار يبقى كبيرو يصعب من مواجهة تراجع الثروات على مستوى حقول الإنتاج ، سنويا بمعدل 3 إلى 4 مليون برميل /يوم . و أوضح الوزير أن هذا الآمر صعب لأنه علينا الاستجابة لنمو الطلب العالمي بحوالي 5ر1 مليون برميل/يوم، مشيرا انه 20 إلى 25 مليون برميل/يوم من الطاقات الجديدة ستكون ضرورية في غضون السنوات الخمس المقبلة. وقال السيد قيطوني -انه ومن اجل تحقيق المستوى المطلوب للاستثمار- فان الوضع يتطلب خلق بيئة تحفيزية لأسعار النفط بما يكفي لتشجيع الاستثمار. اقرأ ايضا: سوناطراك: ولد قدور يدعو الى تضافر الجهود من أجل بلوغ الأهداف وفي هذا الصدد، تطرق الوزير إلى الجهود التي تبدلها الجزائر لاستكمال و تكتيف جهدها الاستثماري خاصة عن طريق الشراكة بغية زيادة احتياطاتها البترولية من اجل تلبية الاحتياجات المتزايدة لسوقها الداخلي و أيضا لتعزيز موقفها كممون رئيسي للبترول و الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية. و أضاف السيد قيطوني يقول "سترتكز هذه الجهود على مشاريع الاستكشاف و البحث عن النفط و كذلك تحسين استغلال الحقول محل النشاط و تطوير قطاعات التكرير و البيتروكمياء". كما أبرز الوزير إستراتيجية الشراكة مع المؤسسات العالمية و التي اعتبرها " مفتاح النجاح" و مراجعة القانون الجزائري المتعلق بالمحروقات في المستقبل القريب، "من أجل جعل الجزائر أكثر جاذبية للاستثمار و تحسين شروط استقبال للشركات النفطية العالمية". وأوضح السيد قيطوني أن" خفض التكاليف و استعمال التكنولوجيات العصرية الأكثر تكيفا و تسهيل خطوات اتخاذ القرار الأكثر نجاعة تعتبر من بين أولويات للقطاع". وجدير بالذكر فان الطبعة السابعة للمنتدى العالمي لمنظمة أوبك تعتبر من بين المنتديات الأكثر أهمية لخبراء الطاقة على الصعيد العالمي. ويجتمع وزراء بلدان الأعضاء في أوبك و بلدان منتجة للنفط غير أعضاء في المنظمة منذ يوم أمس ( الأربعاء) مع كبار مسؤولي شركات و منظمات طاقوية عالمية و كذلك علماء و خبراء في مجال الطاقة. وشارك السيد قيطوني اليوم الخميس في الاجتماع التاسع للجنة المتابعة و المراقبة المشتركة لاتفاق تقليص الإنتاج أوبك - خارج أوبك في فيينا. بهذه المناسبة، سيعكف وزراء الطاقة الأعضاء في اللجنة على بحث مدى امتثال الدول ال 24 الأعضاء في أوبك و خارجها للالتزامات الموقع عليها في اتفاق خفض الإنتاج المبرم في 10 ديسمبر 2016. للتذكير فان لجنة المتابعة اتفاق اوبك- خارج اوبك تتكون من 4 دول أعضاء في اوبك ( الجزائر، فنزويلا و الكويت و العربية السعودية ) و دولتين من خارج المنظمة (روسيا و عمان). وسيكون رئيس ندوة ( الإمارات 2018 ) حاضرا أيضا في أشغال اجتماع اللجنة . فضلا عن ذلك سيشارك وزير الطاقة في العاصمة النمساوية في أشغال الندوة الوزارية ال 174 لدول اوبك المرتقبة غدا الجمعة 22 يونيو و كذا في أشغال الاجتماع الوزاري الرابع لدول اوبك و خارج أوبك المرتقب يوم السبت 23 يونيو 2018.