الجزائر تجمع فرقاء الأوبك على أمل تجميد الإنتاج ** حسابات معقدة تحيط باجتماع الجزائر * سلال: الجزائر تناضل من أجل سعر عادل ومعقول للبترول ن. أيمن على وقع حسابات بالغة التعقيد تجمع الجزائر اليوم الأربعاء (فرقاء منظمة الأوبك) في اجتماع غير رسمي يعتبر تاريخيا وحاسما في الوقت نفسه فهو تاريخي نظرا للظروف التي يعقد فيها وحاسم بالنظر إلى تأثيره المحتمل والمرجح على سوق النفط التي باتت رياحها تجري بما لا تشتهي سفن منتجي النفط. وفيما تشير مصادر مختلفة إلى غياب روسي عن الاجتماع يبدو أن بعض البلدان تتقدمها إيران غير مستعدة لتقديم (تنازلات) تخص خفض الإنتاج أو على الأقل تجميده وهو المأمول وفي المقابل لم تمانع العديد من الدول تتقدمها بلدان الخليج العربي وعلى رأسها السعودية اتخذ أي قرار مناسب لإعادة التوازن لسوق النفط. الجزائر تستعيد مكانة دبلوماسيتها الطاقوية قال عبد المجيد عطار الرئيس المدير العام الأسبق لسونطراك ونائب رئيس الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز إن الجزائر استرجعت مكانة دبلوماسيتها الطاقوية باحتضانها هذا الأربعاء لحدث طاقوي عالمي مهم موضحا أن المعطيات المبدئية تشير إلى نجاح اللقاء نظرا إلى عدد والدول التي أكدت مشاركتها. وأكد عبد المجيد عطار لدى استضافته في حصة خاصة للقناة الإذاعية الأولى أن الاجتماع غير الرسمي للبلدان المصدرة للنفط (أوبك) يعد فرصة ثمينة لتبادل الآراء وإمكانية التوصل إلى قرار توافقي لتجميد إنتاج النفط لتفادي تدني أسعار النفط إلى ما دون ال 40 دولارا. وفي هذا الإطار توقع المتحدث ذاته أن تشكل الأزمات الجيوسياسية بين الدول المنتجة للنفط كالمملكة العربية السعودية وإيران عقبات تعرقل التوصل إلى قرار توافقي بخصوص تجميد إنتاج النفط يرضي جميع الأطراف. وفي هذا الصدد أشار عبد المجيد عطار إلى أنه على هامش هذا المنتدى يجب أن يكون هناك اجتماع غير رسمي لممثلي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يمكنها من محاولة إبرام اتفاق حول إنتاجها من النفط الخام. سلال يذكّر بمسعى بوتفليقة جدد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة حرص الجزائر الدائم على إرساء روح حقيقية للحوار والتشاور بين مختلف الفاعلين في مجال الطاقة الجهوي والعالمي مبرزا أن هذا المسعى أوضحه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ 2004. وفي كلمة له في إفتتاح الإجتماع الوزاري ال15 للمنتدى الدولي للطاقة قال السيد سلال أنه (لم تظهر هذه الحاجة إلى الحوار والتفاهم المتبادل بصفة ملحة أكثر من بداية القرن الحالي الذي يشهد مفارقة عجيبة) موضحا أنه (من جهة نجد معرفة كاملة برهانات العالم وتحدياته وسرعة غير مسبوقة في تنقل الأشخاص والمعلومات وقدرات بشرية بلغ تطورها الذروة وفي مقابل ذلك نسجل عجزا محبطا على إفشاء السلام وانتشال شعوب كاملة من البؤس وإعادة بعث الإقتصاد العالمي الذي يواجه صعوبات مزمنة وتشييد بيتنا المشترك كي نتركه في حالة مقبولة لأبنائنا). وتابع قئلا (في هذا العالم المضطرب والغامض الأفق علينا رفض الإستسلام والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وإصرار) مؤكدا أن المنتدى (رسالة أمل ستساهم بالتأكيد في دفع مناخ الثقة) لأن الأمر -كما قال- يتعلق بإجتماع هام من شأنه توضيح الرؤية ودعم إستقرار الاسعار ورفع نمو الاقتصاد العالمي ومن ثم العمل من اجل رفاهية سكان العالم. وأبرز السيد سلال أن هذا الاجتماع ينعقد والسوق البترولي يدخل سنة ثالثة من الإنكماش والتدهور الكبير للأسعار بسبب الإختلال المزمن بين العرض والطلب مشددا على أن هذا الوضع (لا يخدم مصالح أي دولة في العالم). وأكد الوزير الأول وجوب أن يتمكن المنتجون من عرض سلعهم في (إطار مستقر يضمن عائدا كافيا لتغطية إستثماراتهم وتنشيط النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية) مضيفا أنه من جهة أخرى (سيؤمن المستهلكون تموينهم على المدى المتوسط والبعيد إذا انتهجوا سياسة طاقة واضحة تسمح للمنتجين بتحديد أحسن لاستثماراتهم وتجنب تقلبات سوق غير ناضج). في سياق متصل شدد السيد سلال على أن الجزائر تناضل من أجل سعر عادل ومعقول يسمح بإعادة الإستثمار في سلسلة الطاقة وتثمين الإنتاج وتأمين تموين المستهلكين و الحفاظ على استقرار الأسواق مشيرا إلى أنه (يجب على الفاعلين الرئيسيين في مجال الطاقة الوصول إلى اتفاق حول مستويات الإنتاج على نحو يسمح بتقويم مستدام للأسعار). وأردف موضحا أن الأسواق معرضة في حالة عدم ضبطها لتقلبات (خطيرة) قد تهدد ديمومة الصناعة البترولية وتجر الإقتصاد العالمي إلى مرحلة طويلة من الركود والإنكماش. وبخصوص أثار الصدمة البترولية على الجزائر التي (قلصت مواردها بأكثر من النصف) أكد الوزير الأول أن الجزائر لا تزال تقاوم وتحافظ على مؤشرات اقتصادية مستقرة نسبيا مضيفا أنه تم في إطار النموذج الجديد للنمو الإنطلاق في اصلاحات من شأنها تقريب أساليبنا في الإدارة الإقتصادية من المعايير الدولية فيما يتعلق بالنجاعة والترشيد مع بناء إجماع وطني حول ضرورة تنويع الإقتصاد الوطني نحو خلق الثروة وربطه بالإقتصاد العالمي. هذا ما قاله الأمين العام للأوبك صرح الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) محمد سنوسي بركندو أمس الثلاثاء بالجزائر أن المحادثات حول إمكانية التوصل الى اتفاق يسمح بتقليص الفائض في المعروض من النفط (تسير في الطريق السليم). وردا على أسئلة الصحفيين على هامش المنتدى الدولي للطاقة حول اتفاق بين أعضاء أوبك في إطار الاجتماع غير الرسمي الذي سيجرى الأربعاء قال السيد بيركندو إن (ذلك يعتمد على المشاورات الجارية) مضيفا ان هذه الأخيرة (تسير في الطريق السليم). (نحن نعمل بجد من أجل نجاح هذا الاجتماع غير الرسمي) -يضيف الأمين العام مشيرا الى أن هذه المحادثات تدخل في إطار مسار انطلق في الدوحة خلال اجتماع كبار منتجي النفط في أفريل الماضي. وحسبه فمن (الطبيعي) أن تكون هناك اختلافات في الرأي بين البلدان الأعضاء فيما يخص سبل تحسين أسعار النفط في السوق. فالمسار الذي أطلقه منتجو النفط يتطور (بشكل متواصل) وسيتم توسيع المشاورات بعد هذا الاجتماع بين البلدان المنتجة غير الأعضاء في الأوبك والبلدان المستهلكة. وفي هذا السياق حيا دور الجزائر الاستراتيجي في العمل لإيجاد حل توافقي. وفي سؤال حول تصريح أدلى به الوزير الإيراني للبترول بيجان نمدار زنكنه الثلاثاء بالجزائر حيث قال بان بلاده ليست مستعدة لإبرام اتفاق بالجزائر حول تجميد إنتاج النفط رد بركندو: (كوني أمينا عاما للأوبك فلا استطيع التعليق على تصريحات إيران). حوار منتجين - مستهلكين ضروري لاستقرار السوق أكد الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة كيان شينغ سون أمس الثلاثاء بالجزائر على الحاجة للشروع في حوار بين البلدان المنتجة والمستهلكة للطاقة التي تواجه سوقا يعاني من تذبذبات. وأفاد السيد سون في مداخلته خلال اليوم الأول للدورة ال15 للمنتدى الدولي للطاقة الذي يجري بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال قائلا: (حان الوقت لتقريب وجهات النظر بين الدول المنتجة والمستهلكة وهذا المنتدى ياتي من أجل تعزيز الحوار بين مختلف الاطراف). هذا موقف إيران من اجتماع الجزائر أكد وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنة أن بلاده لا تحبذ أن يفضي الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الأوبك اليوم الأربعاء بالجزائر الى قرار رسمي بشأن إنتاج المنظمة. وفي تصريح صحفي له قبيل افتتاح اشغال الندوة ال15 للمنتدى الدولي للطاقة أشار السيد زنغنة الى أن إيران تفضل أن يقتصر اجتماع يوم غد الأربعاء على إجراء مشاورات بين اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخصوص الإنتاج على أن يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الخصوص خلال اجتماع فيينا نهاية شهر نوفمبر المقبل. وأضاف الوزير الإيراني أن بلاده تسعى لإنتاج 4 مليون برميل يوميا على المدى القصير أي العودة الى مستوى الإنتاج لما قبل العقوبات وبالتالي استرجاع حصتها من السوق العالمية والمقدرة ب13 بالمائة. مشاورات بين روسيا ودول أخرى لتحسين الأسعار قال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أمس الثلاثاء بالجزائر إن المشاورات جارية بين بلده وبلدان نفطية أخرى لتحسين أسعار النفط. وصرح نوفاك على هامش منتدى الطاقة الدولي ال15 (نجري محادثات مع دول منتجة أخرى حول الأسعار) معتبرا أن هذه المحادثات تعد (جد هامة). إلا أنه أكد أن هذه الجهود يتم القيام بها من دون أجندة محددة . وأضاف الوزير الروسي يقول: (هذا يعتمد على وضعية السوق). الإماراتي تدعم جهود الجزائر أكد وزير الطاقة لدولة الإمارات العربية المتحدة سهيل محمد المزروعي أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة (دعم) بلاده لجهد الجزائر الرامي الى ضمان (توازن السوق النفطية). وأضاف المسؤول الكويتي في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خص به من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال (إن شاء اللّه سيفضي هذا الجهد الى اتفاق بين جميع أعضاء منظمة الأوبك). وتابع السيد المزروعي بأن الجزائر دولة شقيقية وفي السابق جميع الاتفاقات تم التوصل اليها بهذا البلد . وبخصوص العلاقات الثنائية أكد وزير الطاقة الإماراتي بأن بلاده (من أكبر المستثمرين بالجزائر في عدة مجالات) معربا عن تطلع الإمارات العربية المتحدة ل (زيادة هذه الاستثمارات في أقرب فرصة).