أوضحت دراسة دولية حديثة أن توافر خدمة الإنترنت السريع في المنزل "يمكن أن يؤثر سلبا على النوعية والوقت الذي يقضيه الأشخاص خلال النوم يوميا". الدراسة قام بها باحثون في جامعة بوكوني الإيطالية، بالتعاون مع باحثين في جامعة بيتسبيرج الأمريكية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من الدورية العلمية جورنال اوف ايكونوميك بيهافيور أند اورغانيزايشن. ولرصد تأثيرات وجود خدمة الإنترنت السريع في المنازل على النوم، راقب الفريق حالة آلاف المشاركين من مختلف الأعمار، ووجد الباحثون أن توافر خدمات الإنترنت فائق السرعة في المنزل يقلل مدة النوم لدى الأفراد الذين يواجهون قيودا تدفعهم للإستيقاظ صباحا لأسباب تتعلق بالعمل أو الأسرة ويجعلهم غير راضين عن نوعية نومهم. وكشفت الدراسة أن الأفراد الذين يتمتعون بخدمات إنترنت سريعة في المنزلي ينامون أقل بمتوسط 25 دقيقة يوميا من نظرائهم الذين لا تتوافر لديهم تلك الخدمة كما أنهم أكثر عرضة لعدم الحصول على القسط الكافي من النوم. ووجد الباحثون أن الإغراءات التي يتعرض لها الأشخاص تختلف بحسب العمر حيث يرتبط الإنترنت بين المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و30 سنة بالوقت الذي يقضونه في ألعاب الحاسوب أو متابعة الفيديوهات، مما يؤثر على نوعية النوم ،أما الكبار الذين تتراوح أعمارهم بين 31 إلى 60 عاما، فإن أكثر ما يتابعونه على الإنترنت هو تصفح الحواسيب والهواتف الذكية. وقال الدكتور" فرانشيسكو بيلاري" قائد الفريق البحثي إن الإغراءات يتعرض لها الأشخاص أثناء فترة المساء وليس على مدار اليوم حيث يسهم تصفح الإنترنت بالمنزل مساءً في عدم الحصول على نوم جيد كما أن الضوء الأزرق الذي يخرج من شاشة الهاتف قد يتسبب في إحداث مشاكل خطيرة للصحة البدنية والعقلية للمستخدمين. وقد حذرت دراسات سابقة من إفراط الشباب في الدخول على حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من هواتفهم المحمولة لأن ذلك يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم، كما ربطت الدراسات بين اضطرابات النوم وخطر التعرض للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وضعف الجهاز المناعي. وأكدت أن الحصول على قسط كاف من النوم ليلا يحسن الصحة العامة ويقي الإنسان الكثير من الأمراض وعلى رأسها السكري والسمنة والزهايمر.