يجرى التحضير لاجتماع دولي جديد ضمن إطار "أستانا" حول سوريا, من المزمع عقده نهاية نوفمبر الجاري, بغرض ازالة العوائق امام تشكيل اللجنة الدستورية, التي تطالب بها الاممالمتحدة للمساعدة للدفع بمسار التسوية في سوريا, وذلك في ظل رفض دمشق لأي مكون لهذه اللجنة, لا يتم فيه استشارة الحكومة السورية. و تشكل مسألة تشكيل اللجنة الدستورية وأهمية ذلك في الوصول إلى الحل السياسي في سوريا, موضوع اهتمام السوريين و المجتمع الدولي ككل, بينما يبقى الخلاف قائم بين الاطراف المعنية -بحسب المهتمين بالملف السوري- في كيفية اختيار أعضاء اللجنة و صلاحياتها و آليات عملها, و كذا كيفية تحويل المخرجات إلى دستور مقبول وطنيا وغير مفروض دوليا. و يتمثل جوهر الخلاف حول الصلاحيات المنوطة بهذه اللجنة, و الجهة المشرفة على تحديد تشكيلتها و وسائل الاعتراض عليها, فيما سيتم العمل على تحديد آليات العمل التي تعد قضية حساسية, كونها تهتم بمدة عمل اللجنة, وكيفية اقرار المواد بالأغلبية المطلقة أم النسبية. و تبقى قضية تحويل المخرجات إلى دستور نقطة بالغة الاهمية لتجسيدها على ارض الواقع و جعلها مقبولة وطنيا غير مفروضة دوليا, حيث يبقى الهدف الاساسي من وراء التعجيل في صياغة الدستور الجديد لسوريا, هو وضع حد للنزاع في سوريا الذي اندلع عام 2011 مخلفا 360 الف قتيل و ملايين النازحين و اللاجئين. كما بحث وزير الخارجية الروسي, سيرغي لافروف,مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو, سير التحضيرات لعقد لقاء دولي في صيغة أستانا حول سوريا, حيث اعلنت الخارجية الروسية, أنه جرى التأكيد بهذه المناسبة على استمرار السعي المشترك والجهود الرامية إلى تحقيق تسوية دائمة في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254, إذ استعرض الوزيران سير التحضيرات للاجتماع الدولي المقبل بصيغة "أستانا" حول سوريا, المقرر عقده في نهاية نوفمبر الجاري, وتبادلا وجهات النظر حول الخطوات لضمان فعاليته. وفي سياق متصل, كان نائب وزير الخارجية الروسي, ميخائيل بوغدانوف, قد أعلن في وقت سابق, عن وجود اتفاق بين الأطراف المشاركة في عملية "أستانا" للتسوية السورية على ضرورة عقد الاجتماع نهاية شهر نوفمبر الجاري. == وضع امني و انساني صعب في سوريا == و على صعيد آخر, واصلت التنظيمات الإرهابية انتهاكاتها لاتفاق منطقة تخفيف التوتر, في عدد من المناطق خاصة منها إدلب, باستهدافها محيط بلدتي جورين ومعان في ريف حماة الشمالي, الامر الذي يعيق التخفيف من معاناة السوريين القاطنين بهذه المناطق و من تم استحالة ايصال المساعدات الانسانية لها. و قد بعثت سوريا رسالتين للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإدانة غارات للتحالف الدولية على احدى القرى شرق مدينة دير الزور, أول أمس الجمعة, و التي أسفرت عن مقتل 26 مدنيا بينهم نساء و أطفال و اصابة العشرات بجروح فضلا عن خسائر مادية. من جهة اخرى, تتواصل عملية وصول مئات اللاجئين السوريين إلى معبر الزمراني الحدودي قادمين من الأراضي اللبنانية, تمهيدا لنقلهم إلى قراهم التي حررها الجيش السوري, حيث كانت الجهات المعنية بريف دمشق أنجزت جميع الإجراءات والترتيبات في معبري الزمراني وجديدة يابوس الحدوديين لاستقبال مئات اللاجئين العائدين من لبنان لنقلهم إلى قراهم وبلداتهم المحررة من الإرهاب. و بخصوص مخيم الركبان, الواقع في الصحراء بالقرب من الحدود الاردنية, فيوجد به حوالي 50 ألف لاجئ سوري عالقين لم تصلهم مساعدات منذ يناير الماضي. وقال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي, هيرفيه فيرهوسل, انه سيتم إجراء تقييم من قبل برنامج الغذاء في المخيم عند الانتهاء من توزيع المساعدات خاصة وأن هذا التقييم سيوفر فكرة أفضل عن المشكلة هناك.