انطلقت أشغال الندوة الأوروبية ال46 لدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي (أوكوكو) أمس الجمعة بمدريد في اسبانيا بحضور حوالي 400 مشارك قدموا من القارات الخمسة من بينهم برلمانيين و ممثلي حكومات. وخلال حفل الافتتاح، أعربت الوفود الدولية المشاركة في هذا الحدث التضامني الكبير عن عزمها على مواصلة دعم مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية، آخر مستعمرة في افريقيا. وبعد خطابات الممثلين، التحق المشاركون بمختلف الورشات المنظمة لهذا الغرض على هامش الندوة. وقد التزمت العديد من الوفود الرسمية والشعبية بمواصلة دعم القضية العادلة لنضال الشعب الصحراوي وتطوير وعصرنة طرق العمل. في هذا الاتجاه، صرح مسؤول التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي، بيار غالاند أنه يتعين على الأوروبيين احترام حق الشعب الصحراوي في التمتع بموارده الطبيعية و رفض المناورات التي لجأت إليها المفوضية الأوروبية مع المحتل المغربي للتملص من قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في فبراير الماضي والذي يلغي كل اتفاق مبرم مع المغرب قد يدرج المياه الإقليمية و ثروات الصحراء الغربية المحتلة. ومن جهتها، أكدت سفيرة الجزائر في اسبانيا السيدة طاوس فروخي أن أهمية تنظيم هذا اللقاء في اسبانيا تنم عن التزام الشعب الاسباني تجاه الشعب الصحراوي حيث قالت "أن هذه التظاهرة تدعم جهودنا من أجل وضع حد لهذا الاحتلال الذي يضر بقارتنا الإفريقية منذ 1975 و يؤثر على التعاون الإفريقي وحتى التنسيق بين أوروبا وإفريقيا". كما أوضحت السفيرة الجزائرية أن الجزائر تشيد بقبول طرفي النزاع في الصحراء الغربية جبهة البوليساريو و المغرب لدعوة المبعوث الشخصي الأممي للصحراء الغربية، هورست كوهلر للجولة الأولى من المحادثات مضيفا أن الجزائر ستواصل سياستها البناءة الرامية إلى إيجاد حل عادل للنزاع في الصحراء الغربية بالعمل مع جميع الأطراف سيما اسبانيا بالنظر الى دورها التاريخي كقوة إقليمية. ومن جهته، نوه رئيس لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الشعبي الوطني، عبد الحميد سي عفيف بإنشاء الشبكة البرلمانية الدولية لدعم نضال الشعب التي تمت المصادقة عليها خلال الملتقى التنسيقي الأخير و التي أسست بفضل جهود البرلمانيين. وقد أعرب سي عفيف عن ارتياحه للنتائج الايجابية المحققة من طرف الشبكة البرلمانية الدولية من أجل دعم الشعب الصحراوي مشيرا إلى عزم البرلمان الجزائري تنظيم ملتقى دولي للبرلمانيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي مطلع السنة القادمة. كما نددت بالوما لوبيز ، عضو بالبرلمان الأوروبي لحزب اليسار الاسباني كون المفوضية الأوروبية و المغرب يحاولان التملص من قرار محكمة العدل الأوروبية مشيرة إلى فشل اللوبي المغربي في ترقية فرضية الاحتلال المغربي بالبرلمان الأوروبي. وحسب بالوما لوبيز فان النواب الأوربيين المؤيدين للشعب الصحراوي نظموا عددا من النشاطات في إطار النضال الصحراوي من أجل العدالة. وبفضل هذه الجهود، أصبحت القضية الصحراوية حاضرة أكثر على مستوى التشريع الأوروبي. وانطلقت أشغال هذه الندوة التي تدوم يومين مساء أمس الجمعة بمدريد بمشاركة حوالي 400 مندوب أوروبي و ممثلي حكومات بلدان مختلفة إضافة إلى جمعيات ولجان صديقة مع الشعب الصحراوي. ويشارك وفد برلماني جزائري بقيادة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون و الجالية بالمجلس الشعبي الوطني، عبد الحميد سي عفيف في أشغال الطبعة ال43 لهذه الندوة الأوروبية (أوكوكو 2018). كما تمثل الجزائر في هذا الحدث سفيرة الجزائر في اسبانيا كضيف شرف ووفد عن اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي بقيادة رئيسها سعيد عياشي و برلمانيين و مناضلين عن الحركة الجمعوية.