يرى الملاحظون أنه من شأن التطورات الجديدة في الأزمة الناشبة بين كل من كييف وموسكو منحى آخر, و هذا إثر طلب اوكرانيا من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو), بما فيهم ألمانيا, نشر سفن حربية في بحر آزوف دعما لها في الأزمة مع روسيا, يوم الخميس. وكان الوضع قد عرف تصعيدا, اثر اطلاق جنود حرس الحدود الروسي النار على ثلاثة سفن اوكرانية والسيطرة عليها واعتقال أطقمها. و قالت اوكرانيا حينها ان سفنها تعمل وفقا للقواعد البحرية الدولية, في حين زعمت روسيا انها لم تحصل على اذن المرور. ودعا الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو, اليوم ,الناتو والمانيا , إلى نشر سفن حربية في بحر آزوف دعما لبلاده في الأزمة مع روسيا. وذكرت مصادر اعلامية أنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي أعرب, عن "قلقه الشديد" إزاء "الزيادة الخطيرة" في حجم التوترات بين روسياوأوكرانيا في بحر آزوف, إلا أنه قال إنه لا يعتزم اتخاذ إجراءات عقابية للرد على احتجاز روسيا ثلاث سفن أوكرانية. من جانبها قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني, إن حكومات الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد تشعر "بالاستياء" حيال استخدام القوة من جانب روسيا, وتعتبر أن هذا الأمر غير مقبول. ويبدو ان الازمة , قد تعدت "نطاق" كل من موسكو وكييف,حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية, ماريا زاخاروفا, إنها "لا تستبعد مشاركة بعض الدول الغربية في التخطيط لأحداث 25 نوفمبر في مضيق كيرتش, عندما اخترقت ثلاث سفن أوكرانية المياه الإقليمية الروسية". وأضافت زاخاروفا - في تصريحات نقلتها مصادر اخبارية محلية, اليوم - "هذا استفزاز متعمد, ليس لدي أي شك في أن البعض من شركائنا الغربيين كانوا على علم بذلك الأمر أو حتى شاركوا في التخطيط له, لذلك فإن كل ما حدث ليس صدفة, فالتقييم الحالي الذي نسمعه والحملة الإعلامية الجارية لا تثبت سوى ذلك". من جانبها دعت اوكرانيا امس الاربعاء روسيا الى الافراج عن البحارة الاوكرانيين الذين احتجزوا خلال الحادث الذي وقع في بحر آزوف و ذلك في مذكرة ارسلتها وزارة الخارجية الاوكرانية الى موسكو. وقالت الوزارة في بيان "لقد جددنا المطلب الضروري للجانب الروسي بالإفراج فورا عن المواطنين الأوكرانيين المحتجزين وضمان عودتهم سالمين إلى وطنهم". وعلى خلفية هذه التطورات المتسارعة, قالت روسيا انها تحضر بيان ا تفصيلي بشأن الأحداث التي وقعت في مضيق كيرتش الواقع شرق شبه جزيرة القرم والرابط بين البحرين الأسود و آزوف, واصفا إياها ب"الاستفزاز الخطير". في المقابل, أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن الجانب الأوكراني يطالب روسيا بإعادة بحارة سفن البحرية الأوكرانية المحتجزين بعد خرقهم حدود الدولة الروسية إلى وطنهم مطالبة ايضا بتقديم مساعدة طبية عاجلة للجنود المصابين وضمان عودتهم الامنة إلى وطنهم وكذلك إعادة الممتلكات العسكرية المضبوطة وتعويض الجانب الأوكراني عن الخسائر التي لحقت به". و سبق و ان حذرت روسياأوكرانيا من أية محاولات لإعادة النظر في وضع بحر آزوف داعية كييف للامتناع عن أية مغامرات تهدف إلى إنشاء حدود دولة في حوض بحر آزوف من جانب واحد و ردت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على هذا الامر بأن القوات العسكرية وضعت في حالة "تأهب قتالي كاملة", بسبب الوضع في بحر آزوف, مشيرة الى ان "فرض الأحكام العرفية لا يعني ان أوكرانيا ستقوم بأي أعمال هجومية". == ردود فعل دولية مناشدة بتحكيم العقل لحل الازمة بين اوكرانيا و روسيا == وسط تصاعد الازمة بين الطرفين ,دعا الاتحاد الأوروبي روسيا إلى "إعادة حرية المرور في مضيق كيرتش" وحث "جميع الأطراف على التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس", مؤكدا على انه "يؤيد تماما سيادة أوكرانيا و وحدتها الإقليمية بما في ذلك حقوقها الملاحية في مياهها الإقليمية". و في مسعى لحل الازمة القائمة, تعتزم ألمانيا وفرنسا القيام بوساطة بين روسياوأوكرانيا لوضع حد للتصعيد الأخير بين الجانبين في بحر آزوف, و قال هايكو ماس وزير الخارجية الألماني, خلال منتدى السياسة الخارجية لمؤسسة "كوربر" الألمانية امس الثلاثاء انه يعتزم القيام بدور الوساطة بين روسياوأوكرانيا بالتعاون مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان. يشار إلى أن مشاورات هذه المجموعة- التي يتم عقدها بصورة غير دورية وعلى مستويات مختلفة تصل أحيانا إلى اجتماع رؤساء دول وحكومات-, تعمل على تنفيذ اتفاقية "مينسك" للسلام في منطقة النزاع شرق أوكرانيا, والتي تشهد قتالا بين انفصاليين وقوات الحكومة الأوكرانية منذ عام 2014 , حيث لم يجتمع وزراء خارجية هذه الدول منذ مطلع عام 2017 سوى مرتين. من جهته,أعلن المكتب الإعلامي للقصر الرئاسي الروسي "الكرملين" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, ناقشا خلالها حادثة البحر الأسود حيث تمت مناقشة الحادث وقدم الرئيس الروسي "تقييما للأعمال الاستفزازية الأوكرانية والانتهاك الصارخ لسفنها الحربية لمعايير القانون الدولي, بتجاهلها عمدا قواعد المرور السلمي في المياه الإقليمية لروسيا". من جهتها,دعت بولونياأوكرانيا و روسيا الى "ضبط النفس ومعالجة الخلاف في بحر "آزوف" بالحكمة والتبصر, في إشارة الى حالة التوتر العسكري التي تعرفتها المنطقة قائلة "في الوضع الحالي تتوقع وارسو استعادة حرية الملاحة من قبل روسيا مع دعوة الجانبين الى التحلي بضبط النفس". و حذرت رعاياها من السفر الى المحافظات الأوكرانية التي شملها قرار حالة الطوارئ والأحكام العرفية في البلاد داعية مواطني البلد الى عدم التوجه الى محافظات مثل دونيتسك ولوغانسك والمحافظات الثمانية الأخرى وهو الفضاء الجغرافي الذي حددته السلطات الأوكرانية الذي يشمله قرار الاحكام العرفية الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء. و يقع بحر آزوف الضحل شرق شبه جزيرة القرم وإلى الجنوب من مناطق في أوكرانيا, ويقع ميناء أوكرانيا على ساحله الشمالي, وهما بيرديانسك وماريوبول, حيث يجري عبرهما تصدير الحبوب والصلب واستيراد الفحم, وفي عام 2003 وقعت أوكرانياوروسيا اتفاقية عرفت بحر أزوف بأنه مياه داخلية لكلا البلدين, ومنحت الاتفاقية حرية الملاحة لجميع السفن الأوكرانية والروسية.