تصاعد التوتر بين اوكرانيا و روسيا عقب حادثة بحر آزوف كأزمة جديدة انفجرت بين البلدين بعدما تم اعتراض سفن أوكرانية من قبل روسيا التي قالت أنه تم اختراق مياهها الإقليمية، في الوقت الذي تعتزم ألمانيا وفرنسا القيام بوساطة لوضع حد للتصعيد بين البلدين. و قد اعترضت منذ ثلاثة أيام البحرية الروسية السفن الأوكرانية مستعملة إطلاق النار عليها، و قامت باحتجاز ثلاثة منها قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وهو ما اعتبرته كييف تصعيدا يهدف إلى "السيطرة الروسية الكاملة على مياه البحر الإقليمية المشتركة بين البلدين...". و لمنع الملاحة أمام سفن أوكرانيا وضعت روسيا ناقلة نفط تحت جسر يمتد فوق مضيق كيرتش الذي يعد المعبر الوحيد إلى بحر آزوف الذي تتقاسمه الدولتان. وخلال اجتماع لمجلس الأمن والدفاع الوطني في كييف، وصف الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، التصرفات الروسية بأنها "غير مبررة"فيما أعلنت روسيا أن السفن الأوكرانية الثلاث "بيرديانسك" و "نيكوبول " و"ياني كابو" اخترقت الحدود الروسية الأحد الماضي محاولة القيام بأعمال غير قانونية متحدية أوامر السفن المرافقة التابعة للأمن الاتحاد الروسي وأسطول البحر الأسود الروسي. وعلى خلفية هذه التطورات المتسارعة، قالت روسيا انها تحضر بيان ا تفصيلي بشأن الأحداث التي وقعت في مضيق (كيرتش) الواقع شرق شبه جزيرة القرم والرابط بين البحرين الأسود و آزوف، واصفا إياها ب"الاستفزاز الخطير". في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن الجانب الأوكراني يطالب روسيا بإعادة بحارة سفن البحرية الأوكرانية المحتجزين بسبب خرقهم حدود الدولة الروسية إلى وطنهم مطالبة أيضا بتقديم مساعدة طبية عاجلة للجنود المصابين وضمان عودتهم الآمنة إلى وطنهم وكذلك إعادة الممتلكات العسكرية المضبوطة وتعويض الجانب الأوكراني عن الخسائر التي لحقت به". و سبق و أن حذرت روسياأوكرانيا من أية محاولات لإعادة النظر في وضع بحر آزوف داعية كييف للامتناع عن أية مغامرات تهدف إلى إنشاء حدود دولة في حوض بحر آزوف من جانب واحد و ردت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على هذا الأمر بأن القوات العسكرية وضعت في حالة "تأهب قتالي كاملة"، بسبب الوضع في بحر "آزوف"، مشيرة إلى أن "فرض الأحكام العرفية لا يعني ان أوكرانيا ستقوم بأي أعمال هجومية". وسط تصاعد الأزمة بين الطرفين ،دعا الاتحاد الأوروبي روسيا إلى "إعادة حرية المرور في مضيق كيرتش" وحث "جميع الأطراف على التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس"، مؤكدا على انه "يؤيد تماما سيادة أوكرانيا و وحدتها الإقليمية بما في ذلك حقوقها الملاحية في مياهها الإقليمية". و في مسعى لحل الأزمة القائمة، تعتزم ألمانيا وفرنسا القيام بوساطة بين روسياوأوكرانيا لوضع حد للتصعيد الأخير بين الجانبين في بحر آزوف، و قال هايكو ماس وزير الخارجية الألماني، خلال منتدى السياسة الخارجية لمؤسسة "كوربر" الألمانية أمس الثلاثاء انه يعتزم القيام بدور الوساطة بين روسياوأوكرانيا بالتعاون مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان. يشار إلى أن مشاورات هذه المجموعة- التي يتم عقدها بصورة غير دورية وعلى مستويات مختلفة تصل أحيانا إلى اجتماع رؤساء دول وحكومات-، تعمل على تنفيذ اتفاقية "مينسك" للسلام في منطقة النزاع شرق أوكرانيا، والتي تشهد قتالا بين انفصاليين وقوات الحكومة الأوكرانية منذ عام 2014 ، حيث لم يجتمع وزراء خارجية هذه الدول منذ مطلع عام 2017 سوى مرتين. من جهته،أعلن المكتب الإعلامي للقصر الرئاسي الروسي "الكرملين" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ناقشا خلالها حادثة البحر الأسود حيث تمت مناقشة الحادث وقدم الرئيس الروسي "تقييما للأعمال الاستفزازية الأوكرانية والانتهاك الصارخ لسفنها الحربية لمعايير القانون الدولي، بتجاهلها عمدا قواعد المرور السلمي في المياه الإقليمية لروسيا". من جهتها،دعت بولونياأوكرانيا و روسيا إلى "ضبط النفس ومعالجة الخلاف في بحر "آزوف" بالحكمة والتبصر، في إشارة إلى حالة التوتر العسكري التي تعرفتها المنطقة قائلة "في الوضع الحالي تتوقع وارسو استعادة حرية الملاحة من قبل روسيا مع دعوة الجانبين الى التحلي بضبط النفس". و حذرت رعاياها من السفر إلى المحافظات الأوكرانية التي شملها قرار حالة الطوارئ والأحكام العرفية في البلاد داعية مواطني البلد إلى عدم التوجه إلى محافظات مثل دونيتسك ولوغانسك والمحافظات الثمانية الأخرى وهو الفضاء الجغرافي الذي حددته السلطات الأوكرانية الذي يشمله قرار الأحكام العرفية الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة التاسعة من صباح اليوم الأربعاء. و يقع بحر آزوف الضحل شرق شبه جزيرة القرم وإلى الجنوب من مناطق في أوكرانيا، ويقع ميناء أوكرانيا على ساحله الشمالي، وهما بيرديانسك وماريوبول، حيث يجري عبرهما تصدير الحبوب والصلب واستيراد الفحم، وفي عام 2003 وقعت أوكرانياوروسيا اتفاقية عرفت بحر أزوف بأنه مياه داخلية لكلا البلدين، ومنحت الاتفاقية حرية الملاحة لجميع السفن الأوكرانية والروسية.