تسعى كل من الجزائر والعربية السعودية، إلى إعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي وفتح آفاق للمستثمرين من أجل رفع حجم التبادل التجاري، وذلك بتجسيد مشاريع الشراكة والاستثمار التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارات المكثفة لكبار المسؤولين في البلدين خلال السنوات الماضية. وتندرج الزيارة التي سيقوم بها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، نائب رئيس مجلس الوزراء و وزير الدفاع، إلى الجزائر يومي 2 و3 ديسمبر على رأس وفد عالي المستوى يضم أعضاء في الحكومة ورجال أعمال وشخصيات سعودية بارزة، في إطار هذا المسعى الذي ينطلق من العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والإرادة المشتركة لقيادتيهما في وتوسيع الشراكة الاقتصادية بينهما. وينتظر أن تعطي هذه الزيارة زخما متجددا لمختلف الورشات الثنائية المنبثقة عن اجتماع الدورة ال13 للجنة المشتركة الجزائرية-السعودية، المنعقدة بالرياض في أبريل الفارط، والتي توجت بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات للتعاون في مجالات الاستثمار والمطابقة والتقييس وكذا في مجال العلاقات الدولية. وترغب العربية السعودية في إقامة شراكات استثمارية استراتيجية مع الجزائر بهدف دفع العلاقات الاقتصادية وترقيتها الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، فيما تبدي الجزائر استعدادها للتعاون مع الرياض في جميع المجالات الاقتصادية لاسيما الصناعية منها والتي سجلت خلال السنوات تقدما معتبرا. كما يسعى البلدان إلى إقامة شراكات في مجالات المحروقات والبتروكيمياء والفلاحة والصناعة واقتصاد المعرفة والسياحة، وهي كلها قطاعات تدعم الحكومة الجزائرية الاستثمار فيها بتسهيلات متعددة. يذكر أن زيارة الأمير محمد بن سلمان تعد الثانية من نوعها لمسؤول سامي سعودي، حيث قام وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، بزيارة رسمية إلى الجزائر شهر مارس الماضي دامت أربعة أيام، أكد خلالها على "أهمية تقوية العلاقات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية والارتقاء بها إلى المستوى المأمول الذي تسعى للوصول إليه قيادتي البلدين"، مذكرا بأهمية الدور الذي تلعبه الجزائر على الصعيدين الجهوي والإقليمي. للإشارة، فإن الجزائر تعتبر المحطة الخامسة في الجولة العربية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي شملت حتى الآن الإمارات العربية المتحدة، البحرين، مصر وتونس.