سيدعو المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي الى الصحراء الغربية، هورست كوهلر، طرفي النزاع والبلدين المجاورين إلى مائدة مستديرة جديدة يومي 21 و 22 مارس بجينيف، حسبما علم يوم السبت من مصادر مقربة من الملف. وستجري هذه المائدة على مدار يومين على غرار المائدة الاولى التي نظمت شهر ديسمبر بنفس المدينة السويسرية. ولم تتلق الاطراف إلى حد الساعة الدعوات الرسمية التي تؤكد تاريخ ومكان انعقاد هذا اللقاء، حسب نفس المصادر. وكان السيد كوهلر قد نظم شهر ديسمبر الفارط أول مائدة مستديرة بعد ست سنوات من انسداد المفاوضات حول الوضع في الصحراء الغربية. وكانت آخر مرة تفاوضت فيها جبهة البوليساريو مع المغرب شهر مارس 2012 بمانهاست (قرب نيويورك) ومنذ ذلك الحين والمفاوضات في طريق مسدود. و قد اعرب المبعوث الاممي عقب تنظيم المائدة المستديرة في شهر ديسمبر الماضي عن تفاؤله الكبير وأكد أن حلا سلميا في الصحراء الغربية يعتبر "ممكنا". الا ان عراقيل لازالت قائمة وينبغي تجاوزها من اجل وضع مسار السلام بشكل نهائي على السكة على غرار عروض اجراءات الثقة التي رفضها المغرب خلال اجتماع جنيف. ورد الجانب المغربي بسلبية على عرض جبهة البوليساريو بتحرير السجناء السياسيين و السماح لملاحظي حقوق الانسان بزيارة الاراضي المحتلة و التوقف عن نهب الموارد الطبيعية الصحراوية. من جانبها اعتبرت جبهة البوليساريو هذا الرفض بمثابة دليل على "عدم الاهتمام بإحراز تقدم في مسار السلام". و يتعرض طرفا النزاع الى ضغوط من اجل التقدم في المسار الاممي قبل انتهاء عهدة بعثة الاممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية (مينورسو) بتاريخ 30 ابريل 2019. اما الولاياتالمتحدة صائغة اللوائح الاممية حول الصحراء الغربية فقد صرحت في نهاية شهر اكتوبر على اثر المصادقة على لائحة تمديد عهدة المينورسو انه لا يمكن ان يستمر الوضع في الصحراء الغربية على ما هو عليه و ان طرفي النزاع مطالبين بالبقاء متمسكين بالمفاوضات الى غاية استكمال المسار السياسي. اما سفيرها المساعد لدى الاممالمتحدة، جوناثان كوهين فقد اوضح حينها ان مجلس الامن الدولي مطالب بتقديم "دعمه للمبعوث الشخصي كوهلر في جهوده من اجل التوصل الى حل سياسي عادل و دائم و مقبول من الجانبين يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية".