انطلقت يوم الأربعاء بأبيدجان (كوت ديفوار) أشغال الورشة الإقليمية ال9 حول دور العلماء والدعاة والأئمة في التنمية المحلية من أجل محاربة التطرف والتطرف العنيف, بحضور أكثر من 60 إماما وممثلين عن حكومة البلد المضيف. وتم الإعلان عن انطلاق أشغال هذه الورشة باسم وزير الداخلية والأمن الافواري, صديكي دياكيتى, من طرف المنسق الوطني للاستعلام والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية, فاسيريكي تراوري. وأشاد السيد تراوري بمسيرة رابطة علماء وأئمة و دعاة دول الساحل في مكافحة الإرهاب والتطرف , والتي وصفها ب "الفريدة". كما أشاد بالحكومة الجزائرية على كل دعمها لهذه الرابطة منذ إنشائها في عام 2013. وقال الأمين العام لرابطة علماء وأئمة و دعاة دول الساحل الدكتور يوسف بلمهدي أن "البطالة والفقر والحرمان من الاسباب المساعدة على نمو ظاهرة الارهاب والتطرف خاصة في اوساط الشباب", مضيفا أنه "من الواجب علينا نحن العلماء البحث عن الوسائل العلمية والعملية لتجفيف أو التقليل من هذه المنابع من خلال منابر المساجد ووسائل الاعلام المختلفة وتجديد الفتاوي والخطاب الديني الفاعل". واعتبر أن دفع عجلة التنمية المحلية في بلدان الساحل يتم من خلال الآليات الشرعية المتاحة منها : تفعيل دور الزكاة والاستثمار في مواردها مستدلا بالتجربة الجزائرية حيث تم انشاء أزيد من 80 ألف مؤسسة مصغرة في إطار الصندوق الوطني للزكاة. و إحياء منظومة الوقف الاسلامي وتطويرها بهدف انشاء مؤسسات مصغرة تثمن وتنمي المهارات والتخصصات في أوساط الشباب والاسر. النهوض بالعمل الخيري الفردي ليصبح عملا مؤسسا من ثم اشراك كل الجمعيات الاهلية (الخيرية) وجمعيات الاحياء والمحسنين لتجسيد هذه الفكرة. من جانبه دعا رئيس الرابطة, النايجيري أحمد مرتضى, إلى حشد المشاركين لمضاعفة الجهود في تعزيز التنمية المحلية من أجل مكافحة أكثر فعالية للإرهاب والتطرف. من جهته , دعا أوسمان ديابي , ممثل رئيس المجلس الأعلى للأئمة الإيفواريين, الشيخ بويكري فوفانا, إلى القضاء على الإرهاب من المصدر. مشيرا إلى أن الفقر والحرمان أرض خصبة لهذه الظواهر العنيفة, وهذا ما يؤكد الحاجة إلى تسريع عجلة التنمية. ويشارك في هذه الورشة أكثر من 60 إماما وعالما من الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر, بوركينا فاسو, موريتانيا, مالي, النيجر, نيجيريا و تشاد بالإضافة إلى كوت ديفوار, السنغال وغينيا. كما يشارك ممثلين عن المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب التابع للاتحاد الإفريقي, لجنة أجهزة الأمن و الاستعلام الإفريقية و بعثة الاتحاد الافريقي إلى مالي و الساحل. ويتم تنظيم هذه الورشات بالشراكة مع وحدة التنسيق و الإتصال وهي آلية إقليمية للتنسيق الأمني و تبادل الخبرات و الممارسات الحسنة بين دول الساحل في مجال مكافحة الإرهاب و التطرف العنيف أنشئت سنة 2010, ويتركز نشاطها على التنسيق بين دول المنطقة و تفعيل جهود المجتمع المدني في الوقاية من التشدد و التطرف. وتعد هذه الورشة التاسعة من نوعها في إطار سلسلة الورشات التي تنظم بدول المنطقة والتي عكفت على مواضيع مختلفة أبرزها, "مادة التربية الدينية في مدارس دول مسار نواكشط", "دور العلماء والائمة بمنطقة الساحل, في مجال حماية الشباب من التطرف و التطرف العنيف" و "قيم التعايش السلمي في مواجهة التطرف الديني و التطرف العنيف". وتأتي هذه الورشة تجسيدا لنتائج سابقاتها لاسيما بيان داكار (مايو 2016) المنبثق عن الورشة الإقليمية الرابعة و الذي أكد على ضرورة تبني سياسة إستباقية من خلال إنتاج خطاب مضاد للإيديولوجيات المتطرفة يجنب دول المنطقة التشدد و الإرهاب و كذا تعزيز المرجعية الدينية الأصيلة لدى شعوب دول الساحل والتي تزخر بقيم التسامح و السلم. كما شدد بيان انجامينا ( يناير 2017) الصادر عن الورشة الإقليمية الخامسة للرابطة على حتمية مراجعة الخطاب الديني من أجل التصدي لمحاولات جلب الشباب إلى التطرف, مع التوصية ب"وضع فئة شباب في مقدمة الاهتمامات من أجل حمايتهم من الجماعات الإرهابية المتطرفة".