عقد مجلس الأمن يوم الأربعاء اجتماعا على مستوى الخبراء لمناقشة مشروع اللائحة الأمريكية حول بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (مينورسو). وتمت مناقشة المسودة الأولى أمس الثلاثاء من طرف مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية (الولاياتالمتحدة، روسيا، المملكة المتحدة، إسبانيا وفرنسا)، في اجتماع لم يدم طويلا بنيويورك. وتعتزم الولاياتالمتحدة وهي صائغة اللوائح حول الصحراء الغربية مصادقة النص بالتوافق، بحيث صدرت شهر أكتوبر المنصرم آخر لائحة صادق عليها مجلس الأمن الدولي حول المينورسو ب 12 صوتا مقابل ثلاثة امتناعات عن التصويت (روسا وبوليفيا وإثيوبيا). وبعد انقضاء مدة التمديد التي دعت إليها الولاياتالمتحدة من أجل الضغط على طرفي النزاع لمواصلة المفاوضات، فإن المشروع الأمريكي يؤكد على ضرورة تدعيم هورست كوهلر في مهمة وساطته. ويأتي اعتراف مجلس الأمن الدولي بأهمية دور المينورسو في مرافقة الوسيط الأممي كتذكير للمغرب الذي لايزال مستمرا في عرقلة حرية حركة هورست كوهلر. وكان الأمين العام الأممي قد تأسف في التقرير الجديد حول الوضع في الصحراء الغربية، الذي تم تسليمه بداية أبريل الجاري لمجلس الأمن، بشأن منع البعثة الأممية من "القيام بهذا الجزء من مهمتها المتمثل في تقديم المساعدة لمبعوثي الشخصي". وجاء في التقرير أن المبعوث الأممي لم يتمكن من الالتحاق بالمحادثين الصحراويين في الأراضي المحتلة، "وهذا ما يحد قدرته على تقييم نزيه للوضعية السائدة في الصحراء الغربية لأهداف تحليلية أو أمنية". ويطالب مشروع اللائحة بإجراءات ملموسة قصد السماح للطاقم الأممي بالالتحاق الفوري بجميع المحادثين الصحراويين طبقا للاتفاقات الموقعة. كما أعرب مجلس الأمن، من جانب آخر، عن انشغاله أمام انتهاكات اتفاقات وقف إطلاق النار، داعيا الطرفين لتجسيد التزاماتهما اتجاه المبعوث الشخصي والتوقف عن أي عمل من شأنه أن يقوض المفاوضات التي تسهلها الأممالمتحدة أو زعزعة الوضع السائد في الصحراء الغربية. وإذا كان مجلس الأمن لا يسمي بصراحة بلد المغرب، فإن دعوته تتوجه حصريا للسلطات المغربية التي ينظر إليها في التقرير الجديد للأمين العام على أنها الطرف الذي ارتكب "انتهاكا أكبرا" للاتفاق العسكري رقم 01. وقد طلبت الأممالمتحدة بإزالة الجدار الرملي الجديد الذي أقامه المغرب بالقرب من إقليم "المحبس" المحتل، وكذا جميع المراكز العسكرية المنتشرة بشكل غير قانوني في المناطق المحظورة الخاضعة لعدة قيود متعلقة بالنشاطات وتعزيز المنشآت العسكرية.