صادق أعضاء مجلس الأمن الدولي على تمديد عهدة بعثة الاممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لستة أشهر إضافية الى غاية أفريل 2019 ، مجددا تأكيده على التزامه بمساعدة طرفي النزاع في الوصول الى حل يؤدي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي. صادق المجلس الاممي باثني عشر (12) صوتا مؤيدا وامتناع ثلاث دول (بوليفياوروسياواثيوبيا) على القرار رقم 2440 (2018) الذي يمدد ولاية المينورسو لمدة ستة أشهر إلى غاية أفريل 2019 مع دعوة لطرفي النزاع إلى استئناف المفاوضات برعاية الأمين العام الاممي من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره. جاء هذا التصويت عقب يومين من المفاوضات المكثفة حول نص اللائحة الذي قدمتها الولاياتالمتحدة، علما أنه تم تأجيل التصويت على اللائحة، وإلى غاية الاثنين الماضي لم يتم مناقشة النص الا على مستوى مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية (الولاياتالمتحدةوروسيا والمملكة المتحدة واسبانيا وفرنسا). مناورات فرنسا لم تفلح أمام الاصرار الأمريكي بينما طلب الأمين العام للأمم المتحدة، تمديدها بسنة، دفعت الإدارة الأمريكية للحصول على تجديد لستة أشهر من أجل ابقاء الضغط على طرفي النزاع المغرب والصحراء الغربية ليعودا الى طاولة المفاوضات. ورغم حجم ضغطها وكثرة مناوراتها لم تفلح فرنسا في تغيير الموقف الأمريكي. كما أن الولاياتالمتحدة المنزعجة من توقف مسار السلام مقتنعة أن عهدة مدتها ستة أشهر هي الوسيلة الوحيدة لوضع حد للوضع القائم في الصحراء الغربية. على مجلس الأمن تحمّل مسؤوليته عقب مصادقة مجلس الأمن، على قراره رقم 2440 (2018)، دعت جبهة البوليساريو مجلس الأمن للرمي بكامل ثقله من أجل التقدم في مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليساريو، بهدف تمكين الشعب الصحراوي من الممارسة الحرة والكاملة لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وأكد سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة, أن «المغرب ظل يحتل بصورة غير شرعية إقليم الصحراء الغربية الخاضع لعملية تصفية استعمار، وذلك منذ 31 أكتوبر عام 1975 الذي صادف تاريخ تبني هذا القرار «، مشددا على ضرورة أن «يصون مجلس الأمن بنحو لا لبس فيه الوضع القانوني للإقليم ويحافظ على سلامته الإقليمية» وأن جبهة البوليساريو «لن تقبل بأقل من الاحترام الكامل لحق شعبنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال». كما دعت الجبهة، مجلس الامن، لضمان عمل بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية بما يتماشى مع المعايير الأساسية والمبادئ العامة السارية على عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأن تكلف البعثة بمراقبة وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، حيث تستمر هناك انتهاكات كثيرة وموثقة لحقوق الإنسان. هذا فضلا عن دعوة ملحة تضمنتها رسالة البوليساريو الى مجلس الامن الدولي وتتعلق بضرورة مطالبة المغرب ب «الامتناع عن القيام بكل أعماله الرامية إلى زعزعة الاستقرار في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وأن يكف عن نهب الموارد الطبيعية الصحراوية». دعم أمريكي لتقرير المصير تعالت النداءات الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بقوة بمجلس الأمن الأممي حيث جددت أغلبية الوفود بكل وضوح تأييدها لحق الصحراويين الثابت في تقرير مصيرهم. تطرق الوفد الأمريكي الأول الذي قدم تدخل في هذا الشأن بعد التصويت على اللائحة التي تمدد عهدة المينورسو إلى «مقاربة جديدة» للولايات المتحدة فيما يخص تسوية النزاع، مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك «تلاعب» بعد الآن مع المينورسو و الصحراء الغربية. و صرح السفير الأمريكي المساعد جونتان كوهن «أولا لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه في الصحراء الغربية و ثانيا علينا أن نقدم كل دعمنا للمبعوث الشخصي كوهلر في جهوده الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل و دائم و مقبول من كلا الطرفين يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير». و الجدير بالذكر أن التصريح الأمريكي الذي نشر مباشرة بعد المصادقة على اللائحة لا يحمل أي تلميح لمخطط الاستقلال الذاتي المغربي كما يندرج في إطار موقفه المعبر عنه في أكتوبر الفارط خلال أشغال اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار و المتمثل في «تمكين الشعوب المستعمرة من تحديد الوضع السياسي لأراضيها بكل حرية». صرح جونتان كوهن أن اجتماع جنيف لن يكون «حدثا منفردا» و إنما بداية مسار من أجل تسوية النزاع. و وعد أن مجلس الأمن «لن يترك المينورسو و الصحراء الغربية السقوط مجددا في طي النسيان». أصوات دولية ترافع لحريّة الصحراويين أكدت عدة وفود على غرار وفد روسيا و السويد و إثيوبيا و المملكة المتحدة و بوليفيا دعما الكامل لحل يضمن للصحراويين الحق في تقرير مصيرهم. في السياق، دعا الممثل الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة السيد فاسيلي نيبينزيا أثناء جلسة مجلس الأمن المنعقدة حول الصحراء الغربية الأربعاء ، إلي ضرورة إيجاد حل عادل ومقبول من طرفي النزاع، ويحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير . أوضح السيد فاسيلي نيبينزيا «أنه ينبغي على المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن أن يساهم في نجاح العملية التي أطلقها المبعوث الشخصي للامين العام للام المتحدة السيد هورست كوهلر، مما يخلق فرصة فريدة من اجل إحراز تقدم في تسوية مسألة الصحراء الغربية. وابرز الممثل الروسي في هذا السياق «انه من خلال عملنا الجماعي ينبغي أن نعتمد على قرارات مجلس الأمن الدولي ، التي تستند الى المبدأ الأساسي المتمثل في إيجاد حل مقبول من الطرفين يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفقا لميثاق وقرارات الأممالمتحدة. من أجل حل عادل ومقبول من الطرفين من جانبها، أكدت جمهورية البيرو في مداخلتها أثناء جلسة مجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية «أن المصادقة على القرار 2440(2018)، يهدف الى التسهيل في إيجاد حل عادل، دائم ومقبول من الطرفين يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويضمن حق الشعب الصحراوي في تقري المصير». كما صرح ممثل المملكة المتحدة لدى الأممالمتحدة بالمناسبة ، أن «بلاده تدعم عمل المبعوث الخاص هورست كوهلر وتركز على التقدم المحرز للوصول الى حل دائم مقبول من الطرفين يؤدي الى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية». ومن جهته، صرح ممثل اثيوبيا أن «بلاده لم تفتأ تقول أن حل هذا الخلاف يجب أن يقوم على حل سياسي مقبول من الطرفين يحترم الحق في تقرير المصير الذي ينص عليه ميثاق الأممالمتحدة»، مضيفا أن «تنفيذ هذا الحق وحده يمكن ان يساعد للخروج من الأزمة». أوضح أن اثيوبيا قد امتنعت عن التصويت على النص لأن الملاحظات التي أبدتها بعثتها لم تأخذها الولاياتالمتحدة بعين الاعتبار. هذا و أكدت وزيرة الخارجية الجنوب افريقية السيدة لينديوي سيسولو انشغال بلادها بطول أمد النزاع بالصحراء الغربية، مذكرة بالدور الذي ينبغي ان تقوم به بعثة المينورسو والمتمثل في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير . جددت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا دعمها لنضال الشعب الصحراوي العادل و المطالب بحقه في تقرير المصير ونيل الاستقلال . وعبرت رئيسة الدبلوماسية الجنوب افريقية عن املها ان يؤدي اعتماد القرار إلى إحياء المفاوضات التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر من اجل التوصل لحل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير.