لقيت محاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا أمس الثلاثاء تنديدا واسعا من قبل الدول المؤيدة لشرعية الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو و أجمعت على رفض هذه المحاولة الهادفة الى "تدمير النظام الدستوري و الديمقراطي" في البلاد , مع دعوتها الى ضرورة حل الأزمة القائمة هناك من خلال الحوار بين جميع القوى السياسية المسؤولة. و حث الرئيس مادورو أمس الدول "التي تواصل دعم محاولة الانقلاب التي نظمتها المعارضة بدعم خارجي" على "تصحيح مواقفهم". وقال في خطاب للشعب نقله التلفزيون "أريد تنبيه الحكومات التي تدعم الانقلاب الذي نظمته المعارضة. إننا نظهر فقط جزءا من الدليل الذي يثبت أنه كانت هناك نية مبيتة لهذا الانقلاب." و ندد الرئيس الفنزويلي ب"تورط" الولاياتالمتحدة في العملية الانقلابية الفاشلة , وقال إن مستشار الأمن الوطني الأمريكي جون بولتون "أعطى أوامر للسلطات العليا والمدنيين للمشاركة في الانقلاب." و انضمت تركيا الى الدول المنددة بمحاولة الانقلاب في فنزويلا بعد أن دعا زعيم المعارضة غوايدو إلى "انتفاضة عسكرية" ضد الرئيس مادورو . وتعقيبا على ذلك كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على موقع /تويتر/ ردا على العملية الفاشلة " كدولة عانت من العواقب السلبية الناجمة عن الانقلابات ندين محاولة الانقلاب في فنزويلا", حاثا دول العالم على "احترام الخيارات الديمقراطية للشعب في فنزويلا". وقال أردوغان "أولئك الذين يحاولون تعيين حاكم استعماري بدل رئيس من خلال الانتخابات ينبغي أن يعرفوا أن الانتخابات الديمقراطية هي فقط التي تحدد طريقة حكم البلاد", فيما أوضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من جهته أن "أنقرة تعارض أية محاولات لتغيير الحكومة الشرعية في فنزويلا من خلال أساليب غير ديمقراطية", معربا عن تأييد بلاده لتسوية القضايا من خلال الحوار ووقوفها الى جانب شعب فنزويلا. بدورها أدانت دمشق بشدة اليوم محاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا، معتبرة أن فشل هذه المحاولة يمثل "صفعة شديدة" للإدارة الأمريكية و"فشلا ذريعا لسياساتها" الماضية "لزعزعة الاستقرار في فنزويلا (..) وتحويل فنزويلا إلى دويلة تدور في فلك السياسة الأمريكية". ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله إن "سوريا تدين بشدة محاولة الانقلاب الفاشلة على الشرعية الدستورية في جمهورية فنزويلا ". وجددت دمشق تضامنها الكامل مع "فنزويلا الصديقة قيادة وحكومة وشعبا"، داعية إلى "وقف كل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية والقرار المستقل لجمهورية فنزويلا". الاممالمتحدة و باسم أمينها العام أنطونيو غوتيريس حثث أمس على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" في فنزويلا لتفادي الانزلاق في العنف واستعادة الهدوء. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريس خلال مؤتمر صحفي إن "الأمين العام للأمم المتحدة يحث كل الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ويدعو كل الأطراف المعنية إلى تجنب أي شكل من أشكال العنف واتخاذ خطوات فورية من أجل استعادة الهدوء". وأوضح المتحدث أن الأمين العام "يتابع عن كثب أحدث التطورات في فنزويلا ويتواصل مع الأطراف هناك". كما دعا الاتحاد الأوروبي من جهته إلى التحلي ب "أقصى درجات ضبط النفس" في فنزويلا , مجددا التأكيد على أن "المسار السياسي والسلمي والديموقراطي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة" التي تعيشها البلاد و ذلك بعد أن اعلان كراكاس عن احباط محاولة انقلاب بقيادة زعيم المعارضة. وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان أمس أن "الاتحاد الأوروبي يرى أن المسار السياسي والسلمي الديموقراطي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمات العديدة التي تواجهها البلاد", مؤكدة أن أوروبا " لن تدخر جهدا من أجل إعادة الديموقراطية وسيادة القانون عبر انتخابات حرة ونزيهة وفقا للدستور الفنزويلي ". وتواجه فنزويلا منذ يناير الماضي أزمة سياسية حادة بعدما أعلن غوايدو نفسه /رئيسا مؤقتا/ للبلاد, إثر رفض المعارضة فوز مادورو في انتخابات ديسمبر الماضي و اعتبار فوزه "غير شرعي" بحسبها. و يذكر أن الولاياتالمتحدة التي اعترفت بغوايدو /رئيسا مؤقتا/ لفنزويلا في 23 يناير الماضي , أي بعد أيام من تنصيب مادورو لولاية ثانية, تفرض عقوبات اقتصادية و تتبع سياسة العزل الدبلوماسي ضد الحكومة الفنزويلية. وردا على دعم واشنطن لغوايدو , أعلن مادورو قطع العلاقات "الدبلوماسية والسياسية" مع الولاياتالمتحدة.