كللت أول عملية زرع لكلى من مانح في حالة موت دماغي إلى متلقي حي أجريت بالمركز الإستشفائي الجامعي بباتنة بالنجاح حسب ما أكده بعد ظهر اليوم الثلاثاء الطاقم الطبي الذي قام بالعملية. وأوضح المصدر في ندوة صحفية أن المتلقي البالغ من العمر 35 سنة والمنحدر من منطقة عين تاغروت بولاية برج بوعريريج هو الآن وبعد 5 أيام من إجراء عملية الزرع في حالة "جيدة ولم تظهر عليه أية تعقيدات وكليته تعمل بصفة عادية وبنسبة 100 بالمائة". وأكد المصدر أن المريض بالقصور الكلوي الذي كان يتابع علاجه بمصلحة أمراض الكلى بباتنة و ضمن قائمة الانتظار فيها لزرع الكلى تم اختياره من طرف الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء من بين 5 مرضى مقترحين للعملية من عدة ولايات لتوفر شروط استقبال كلية المانح المتوفي دماغيا. ولم يخف بالمناسبة مسؤول الطاقم الجراحي بمصلحة أمراض الكلى بالمركز الإستشفائي الجامعي بباتنة الدكتور حسام الدين واغلانت وهو أستاذ مساعد في جراحة الكلى والمسالك البولية أن هذه العملية التي تم التحضير لها منذ سنوات "كانت حلما بالنسبة للفريق الطبي الشاب بباتنة ولما جاءت كنا في أتم الاستعداد لها". من جهته أشار رئيس مصلحة أمراض الكلى بذات المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور أحمد بوقرورة إلى أن الجميل في هذه التجربة هو "تكاثف جهود الجميع من طاقم طبي وشبه طبي وجراحي وحتى إداري محليا" وكذا التنسيق بين الأطقم الطبية بقسنطينة و الجزائر العاصمة وكذا باتنة في إنجاح هذه العملية النوعية انطلاقا من عملية نزع متعدد الأعضاء من متبرع ميت بقسنطينة الأسبوع الماضي. وتمكن فريق زرع الكلى بالمركز الإستشفائي الجامعي بباتنة الذي تحول في السنوات القليلة الماضية إلى قطب في هذا المجال إلى حد الآن من إجراء ما مجموعه 344 عملية زرع كلى ناجحة من مانحين أحياء إلى متلقين من مختلف أنحاء الوطن و ذلك منذ انطلاق هذه التجربة في 31 مارس 2014 بإشراف من البروفيسور حسين شاوش. و قد أجرى هذا الفريق الشاب الذي استقل في هذه العمليات منذ أواخر 2016 100 عملية زرع كلى ناجحة في سنة 2018 و وصل منذ بداية السنة الجارية إلى إلى 40 عملية ويطمح -حسب المدير العام للمركز الإستشفائي الجامعي بباتنة مسعود بولقرون- لأن يحقق أسبوعيا 8 عمليات زرع لاسيما وأن قائمة الانتظار حاليا تضم أكثر من 200 مريض من مختلف أنحاء الوطن. وأوضح المصدر أن مرفق خاص لعمليات زرع الأعضاء يجري إنجازه حاليا بالمركز الإستشفائي الجامعي بباتنة بنسبة تقدم في الأشغال تقدر ب 80 بالمائة وسيسمح بتحسين ظروف عمل فريق زرع الكلى بعاصمة الأوراس الذي يقوم بعملياته حاليا في مصلحة الاستعجالات الطبية داخل المستشفى الذي شرع أيضا منذ سنتين في زرع القرنية كما يتوفر على فريق من 4 جراحين تلقى تكوينا بالخارج وتم تحضيره للقيام بعمليات زرع الأعضاء من الميت إلى الحي. للتذكير فإن عملية الزرع هذه تعد تكملة لعملية نزع متعدد الأعضاء (كليتين و كبد) جرت نهاية الأسبوع الماضي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس بقسنطينة انطلاقا من متبرع ميت دماغيا. و قد تم نقل الأعضاء الثلاثة في أحسن الظروف و في نفس اليوم إلى المستشفى العسكري عبد العالي بن بعطوش بقسنطينة و المركز الاستشفائي الجامعي لباتنة و المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بارني بالجزائر العاصمة لإجراء عمليات زرع لفائدة 3 مرضى و ذلك في إطار تعاون مثمر بين الأطقم الطبية للمركز الاستشفائي الجامعي لقسنطينة و الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء.