لا يختلف اثنان في الاقرار أن الكرة الافريقية تحمل طابعا خاصا بها يميزها عن باقي قارات العالم، ولعلّ هذا الاختلاف يبدو جليا من خلال اسماء الشهرة التي تحملها جل المنتخبات التي تنشط الطبعة ال32 من كأس امم افريقيا التي تحتضنها مصر من 21 يونيو الى 19 يوليو و التي تهدف جميعها الى اعطاء شحنة حماسية اضافية للاعبيها من اجل بذل قصارى جهدهم في أكبر محفل كروي بالقارة السمراء. و من اجل بلوغ هذا المسعى، تفننت المنتخبات الافريقية في اختيار اسماء مستعارة تنم عن قوتها و شجاعتها، فوجدت اغلب هذه المنتخبات ضالتها في استعارة أسماء الحيوانات كدلالة على القوة و السرعة فيما اختارت منتخبات اخرى قليلة العدد مقارنة مع الفئة السابقة تسميات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالصفات البطولية الدالة على الشجاعة و البسالة، بالإضافة الى فئة اخرى من الفرق فضلت اختيار الدلالة التاريخية من خلال الربط بالفترات البارزة في تاريخها و تقاليدها، مثل ما هو الشأن بالنسبة للمنتخب المصري مستضيف الدورة الملقب بمنتخب "الفراعنة"، دون نسيان الفئة الرابعة التي استلهمت تسمياتها المستعارة من بريق و لمعان النجوم. وعلى الرغم من اختلاف و تباين الدلالات للأسماء المستعارة للمنتخبات الافريقية، الا ان الكناية فيها متشابهة و متطابقة لحد كبير، باعتبار ان كل منتخب يرغب في اخذ احسن الصفات الموجودة في الاسم المستعار الذي تبناه. وفي تركيبة المنتخبات المتأهلة الى موعد القاهرة، تأخذ الاسماء المستعارة للحيوانات حصة الاسد في التسميات، باعتبار ان المتجول في حظيرة هذه المرحلة النهائية مطالب بتوخي الحيطة و الحذر، لأنه سيصادف في طريقه حتما اصنافا كثيرة من الحيوانات، منها المفترسة مثل "الاسود" و "الفهود" و "الكلاب البرية"، و منها الطيور التي تجمع بين الجمال و القوة مثل "النسور" و "السنونو" و حتى الحيوانات الضخمة كالفيل و الدرباني. بالمقابل، فضلت بعض المنتخبات الافريقية الارتباط بصفات الشجاعة و البطولة مثل تسمية "المحاربين" او تسميات اخرى تميل أكثر الى بريق ولمعان النجوم مثل "النجوم السوداء". وعلى سبيل المثال لا الحصر، يعرف المنتخب الجزائري ب"الأفناك" و كذا "الخضر" نسبة الى لون قميصه، فيما ارتبط منتخب جنوب افريقيا بتسمية "البافانا بافانا"، الذي يرمز الى عودة "الأولاد" (بلغة زولو المحلية) الى المشاركة الدولية بعد الحظر الذي كان مسلطا على المنتخب من قبل الاتحاد الدولي بسبب ممارسات حكومته العنصرية سابقا. بالمقابل، تميزت منتخبات اخرى باختيارها لألقاب لها دلالة تاريخية واضحة مثل ما هو الشأن بالنسبة للمنتخب المصري الذي ارتبط اسمه بحقبة "الفراعنة" او المنتخب الموريتاني المكنى بمنتخب "المرابطون". ومن خلال ما تقدم، يمكن القول ان الابتسامة ستلازم حتما وجوه النقاد و المحللين عند قراءة تلك الألقاب، فيما ستطغى الدهشة على الجمهور البعيد عن الطبيعة الافريقية عندما يسمع او يقرأ عناوين صحف تتحدث عن الاسود و الافيال و السناجب و العقارب و الفهود، بالرغم من ان تلك الألقاب تظل دائما ذات معنى عند اهلها. فالشخص البعيد عن الكرة الافريقية يتخيل انه امام غابة حقيقية لدى متابعته لتغطية وسائل الاعلام في القارة السمراء، فالأسماء لا تخرج ابدا عن طبيعة القارة الجغرافية و بيئتها، لدرجة ان تلك الألقاب باتت احد الامور الجوهرية في اللعبة لأنها تضفي حماسة خاصة على المنافسات. التسميات المستعارة للمنتخبات المتأهلة لكأس امم افريقيا 2019 : المجموعة 1 : مصر (الفراعنة) جمهورية الكونغو الديمقراطية (الفهود) أوغندا (طائر الكركي) زيمبابوي (المحاربون) المجموعة 2 : نيجيريا (النسور الممتازة) غينيا (السيلي الوطني أي الفيل الوطني) مدغشقر (الدرباني) بوروندي (طائر سنونو) المجموعة 3 : السنغال (الأسود، أسود تيرانغا) الجزائر (الأفناك، الخضر) كينيا (هارمبي ستارز أي نجوم هارمبي و هي عادة محلية) تانزانيا (طايفا ستارز أي نجوم البلاد) المجموعة 4 : المغرب (اسود الاطلس) كوت ديفوار (الفيلة) جنوب إفريقيا (البافانا بافانا أي الأولاد باللغة المحلية زولو) ناميبيا (المحاربون الشجعان) المجموعة 5 : تونس (نسور قرطاج) مالي (النسور) موريتانيا (المرابطون) أنغولا (الظباء السوداء) المجموعة 6 : الكاميرون (الاسود غير المروضة) غانا (بلاك ستارز أي النجوم السوداء) البنين (السناجب) غينيا بيساو (الكلاب البرية).