أثارت بعثات دبلوماسية صحراوية ودولية, خلال ندوة احتضنها مقر مجلس حقوق الإنسان الأممي مساء امس الثلاثاء على هامش دورته العادية 42 في جنيف, مسألة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة والوضع الإنساني المقلق في مخيمات اللاجئين الصحراويين على ضوء النقص الذي شهدته مؤخرا من قبل الجهات المانحة. وجددت في هذا السياق, مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية, خلال الندوة - حول موضوع ''حقوق الإنسان في سياق المساعدات الإنسانية''- دعوتها للمفوض السامي لحقوق الإنسان إلى إستئناف برنامج البعثات التقنية إلى الصحراء الغربية بشكل دوري مرة كل ستة أشهر وتقديم تقرير عن حالة حقوق الإنسان خلال دورات المجلس,أو تقديم الأسباب التي أدت منع مكتبها من الوصول إلى الصحراء الغربية المحتلة. وطالبت في هذا الصدد الوفاء بهذا الإلتزام تجاه 173,600 صحراوي في مخيمات اللاجئين وأزيد من 600 صحراوي من ضحايا الإختفاء القسري لدى الإحتلال المغربي وعشرات الأسرى المدنيين المحتجزين في سجون الإحتلال المغربي على بعد مئات الكيلومترات عن عائلاتهم يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الحق في الزيارة والرعاية الطبية. -- حجم الأوضاع الإنسانية في مخيمات اللاجئين على طاولة مجلس حقوق الإنسان الأممي— شكل الوضع الانساني للاجئين الصحراويين في مخيمات اللاجئين "بندا مهما" طرح على طاولة المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف وهو الامر الذي أكده وزير المياه والبيئة في الحكومة الصحراوية إبراهيم بوجمعة بومخروطة, موضحا أن الندوة التي احتضنها مقر مجلس حقوق الإنسان الأممي كانت غاية في الأهمية, حيث تمكن خلالها المحاضرون من إبراز الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين وكذلك وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة بشكل عام. واعتبر المسؤول الحكومي الصحراوي مثل هذه الأحداث والإجتماعات الهامشية التي تم عقدها "ستساعد بشكل كبير الحد من المشاكل الإنسانية للاجئين الصحراويين, كما من شأنها أن تساهم بدفع مسار التسوية الأممي نحو حل سلمي عادل للنزاع في الصحراء الغربية على الأساس المنصوص عليه في قرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي". من جانبه , أشاد رئيس الهلال الأحمر الصحراوي, يحيى البوحبيني, بالحدث وأهمية إثارة موضوع المساعدات الإنسانية خلال الدورة ال42 لمجلس حقوق الإنسان الأممي لفسح المجال أمام المشاركين والحضور للإطلاع على الأوضاع الإنسانية في مخيمات اللاجئين الصحراويين بالتحديد. كما أعرب عن امتنانه "لمستوى وحجم الحضور من سفراء وممثلين للبعثات الدبلوماسية المعتمدة في سويسرا", إلى جانب منظمات دولية وخبراء في المجال الإنساني والحقوقي الشيء الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا الموضوع المرتبط بشكل كبير بالحقوق الأساسية للإنسان. هذا وقد شكلت الندوة فرصة أمام المحاضرين لإثارة الوضعية الإنسانية المقلقة في مخيمات اللاجئين الصحراويين, من خلال تسليط الضوء على مسألة المساعدات الإنسانية التي سجلت في السنوات الأخيرة نقصا حادا من قبل الجهات المانحة, في مقابل ارتفاع نسبة اللاجئين مع مرور الوقت ومعها نسبة الإحتياجات الضرورية للعيش ومقاومة الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها المنطقة. للاشارة, نظمت الندوة التي أشرفت عليها مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية, على هامش أشغال الدورة العادية ال42 لمجلس حقوق الإنسان الأممي, حول موضوع ''حقوق الإنسان في سياق المساعدات الإنسانية'' بمشاركة سفيرة جنوب إفريقيا لدى سويسرا والامم المتحدة نيزوفو ميتشاكتود-ديسكو و جوزيف سيشلا منسق شبكة حقوق الإنسان والإسكان, ومندوبة منظمة موندوبات مونيكا الونسو سان ميلان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء, سجل حضور عدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الأممالمتحدة لبلدان من إفريقيا, أوروبا, أمريكا اللاتينية, آسيا ومندوبين عن المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بمجال حقوق الإنسان والأعمال الإنسانية المشاركة في أشغال الدورة ال42 للمجلس.