يتم إحياء اليوم الدولي للسلام لهذه السنة، المصادف ل21 سبتمبر من كل سنة، تحت شعار "العمل المناخي من أجل السلام" في ظل قناعة بتلازم الامرين والذي برهنت عليه وقائع عدة عبر العالم أدت فيها يد الإنسان الى تدمير بيئته وخلق أزمات صحية وانسانية واجتماعية. فبالفعل تواصل خريطة العالم في التحول جراء التغييرات الحاصلة في مناخ الارض وارتفاع درجة حرارتها، من قضم للاراضي مع تزايد نسبة مياه البحار والمحيطات وتعرض أخرى للتسحر . وقد اثبت التقديرات أن الكوارث الطبيعية أدت إلى نزوح ثلاثة أضعاف النازحين في حالات النزاع، حيث يضطر الملايين إلى ترك منازلهم والبحث عن الأمان والعيش في أماكن أخرى . كما تهدد زيادة ملوحة المياه والمحاصيل الأمن الغذائي، مما يزيد من تأثير ذلك على الصحة العامة. وكان أحدث تقرير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، أكد أن جميع البلدان والمجتمعات المحلية في شتى أنحاء العالم تعاني بالفعل من زيادة وطأة التغيرات المناخية، والتي تشمل موجات الجفاف والفيضانات وتسارع وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، واستمرار ارتفاع مستويات سطح البحر، والفئات الأشد فقرا وضعفا هي الأكثر تضررا في كل مرة . أهمية زيادة الوعي والتصدي لحالة الطوارئ المناخية "هذه هي معركتنا الكبرى ونحن الان في سباق مع الزمن"،عبارة لخص بها الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس دعوته الى العالم بأهمية تضافر الجهود لمكافحة تغير المناخ بوصفه وسيلة لحماية السلام وتعزيزه في جميع أنحاء العالم كما أكد على أن العمل المناخي العاجل بات ضرورة عالمية. وتحيي منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"يوم 21 سبتمبر من كل عام اليوم الدولي للسلام. ويأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار "العمل المناخي من أجل السلام " ، حيث يسلط الضوء على أهمية مكافحة تغير المناخ بوصفه وسيلة لحماية السلام وتعزيزه في جميع أنحاء العالم. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 36/67 في عام 1981 ، باعتبار يوم 21 سبتمبر للاحتفال باليوم العالمي للسلام ، حيث خصصت هذا التاريخ لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفيما بينها. وقد احتفل بأول يوم للسلام في سبتمبر 1982. يجذر الذكر إلى ان الدول الأعضاء في الأممالمتحدة اعتمدت عام 2017 ، سبعة عشر (17) هدفا للتنمية المستدامة تشمل مجموعة واسعة من القضايا، بما فيها الفقر والجوع والصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين والمياه والمرافق الصحية والطاقة والبيئة والعدالة الاجتماعية وأيضا تغير المناخ. حيث يدعو الهدف ال 13 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالعمل المناخي إلى ضرورة عمل الجميع وبشكل فوري لخفض انبعاث غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، فضلا عن بناء القدرات على المرونة والتكيف وتحسين التعليم في مجال تغير المناخ. وقد تضمنت رسالة الامين العام للامم المتحدة ،أنطونيو غوتيريس، بهذه المناسبة، صور للخطر الذي يتهدد العالم والبشرية اذا لم يلتزم سكان المعمورة باتباع أنماط عيش مغايرة لتلك التي دأب عليها وأدت الى تدهور المناخ. وفي هذا الشأن ، قال غوتيريس ، أن موضوع "العمل المناخي من أجل السلام" يحمل في طياته رسالة واضحة مفادها أن حالة الطوارئ التي يشهدها المناخ العالمي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار. فالمناطق الساحلية والمناطق الداخلية المتدهورة في طورها لأن تصبح غير صالحة للسكن، مما يضطر ملايين الناس إلى التماس الأمان والبحث عن حياة أفضل في أماكن أخرى. وفي ظل تزايد تواتر وحدة الظواهر الجوية القصوى والكوارث المرتبطة بها، تهدد المنازعات التي تنشب حول الموارد المتناقصة بتأجيج النزاعات المتصلة بالمناخ. وذكر الأمين العام ، أنه في شهر أغسطس الماضي، زار منطقة جنوب المحيط الهادئ وتسنى له الوقوف على التحديات التي يواجهها أولئك الذين يعيشون على الخطوط الأمامية في مواجهة هذا الخطر الوجودي . بيد أن هذا الخطر، يضيف المسؤول الاممي ، لا يهدد مستقبل الجزر النائية فحسب بل ما يحدث هناك إنما هو إرهاص بما سيلحق بسائر البشرية في المستقبل. ومن أجل تعبئة الجهود لمواجهة هذا الخطر الداهم، أعلن غوتيريس عن عقده لمؤتمر قمة للعمل المناخي في 23 سبتمبر الجاري، بمقر الأممالمتحدة في نيويورك. وطالب من قادة العالم الإسهام فيه بخطط ملموسة وواقعية لتعجيل وتيرة الإجراءات الرامية إلى تنفيذ اتفاق باريس، وإحداث تحول جوهري نحو مستقبل أنظف وأكثر أمانا ومراعاة للبيئة. يشار إلى انه بموجب اتفاقية باريس، التزم العالم بالسعي للحد من الارتفاع في درجات الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات حقبة ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن. وستركز القمة سالفة الذكر، على أساس المشكلة أولا وهي القطاعات التي تسبب أكبر قدر من الانبعاثات والمجالات التي يمكن لبناء القدرة فيها إحداث فرق هائل بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للقادة والشركاء لإبراز الإجراءات المناخية الحقيقية واستعراض طموحاتهم. وتمهيدا لليوم الدولي للسلام ( 21 سبتمبر)، دعت الأممالمتحدة الجميع إلى اتخاذ إجراءات للتصدي لتغير المناخ، وأكدت أن كل إنسان يعتبر بمثابة جزء من الحل، سواء بإطفاء المصابيح وبركوب وسائل النقل العام، أو تنظيم حملة لرفع الوعي العام في مجتمعاتهم.