دعا متضامنون جزائريون وممثلون عن المجتمع المدني وصحراويون، يوم الأحد بالجزائر، الى الاسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية من خلال تفعيل آلية بعثة الاممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال تطبيقا للمواثيق الدولية و القرارات الاممية ذات الصلة. وفي وقفة تضامنية مع الشعب الصحراوي في اطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 65 لاندلاع الثورة الجزائرية، الفاتح نوفمبر 1954، والمصادفة لعيد الشباب الإفريقي لترسيخ ذاكرة الشهيد في وجدان الجميع، أكد محمد الوليدة عضو القيادة الوطنية لجبهة البوليساريو، أنه أمام التقاعس المتكرر للامانة العامة للامم المتحدة ولمجلس الامن من إنفاذ مهمته في الصحراء الغربية والتي ينص عليها صراحة اسم البعثة الاممية المرابطة بالتراب الصحراوي منذ ثلاثة عقود فان "القيادة الصحراوية ومن ورائها الشعب بصدد مراجعة الموقف الصحراوي من المسار الذي آلت اليه قضية الصحراء الغربية". وأكد ممثل وفد ابناء الشهداء الصحراويين، أيضا على جهوزية الشعب الصحراوي اليوم وقبل أي وقت مضى للدفاع عن حقوقه المشروعة بكل السبل والوسائل المتاحة الى غاية تحقيق اهدافه الوطنية من تحرير كامل لترابه الوطني والعيش بكرامة كباقي الشعوب المعمورة. وأضاف السيد الوليدة أن مسلسل التسوية الاممية للنزاع في الصحراء الغربية يشهد نوعا من "المماطلة والتأجيل، مما يضيع الوقت ويؤجل البحث عن حلول سلمية ويدفع بالنزاع نحو المجهول". كما ناشد الشباب الافريقي واحرار العالم ان يرافعوا باسم القارة التي عانت ويلات الاستعمار والفقر والتجويع ليرافعوا عن اخوانهم في الجمهورية الصحراوية كآخر كمستعمرة في القارة "من اجل الضغط على النظام المخزني المغربي للانصياع لقرارات الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة وتطبيقها لحل النزاع في الصحراء الغربية". وبدوره طالب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، السعيد العياشي، بضرورة تطبيق القانون الدولي الذي يوصي في ميثاقه على تنظيم استفتاء تقرير المصير لكل الشعوب المستعمرة وهو المطلب الذي ما فتئت الجزائر ترافع من أجله لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية في اقرب الاجال ل"تمكين شعبها من أن يقول كلمته ويبني دولة حديثة قائمة على الحرية والمساواة". كما جدد بالمناسبة موقف الجزائر الثابت النابع من توصيات عهد نوفمبر لأن يقف كرجل واحد أمام وضد كل أشكال الاحتلال والاستعمار، مؤكدا تضامن الشعب الجزائري مع المناضلين الاحرار في آخر مستعمرة في افريقيا وذلك الى غاية النصر الاكيد. وأبرز الامين العام للمنظمة الوطنية لابناء الشهداء، الطيب الهواري، أن المنظمة بقيت وستبقى دوما وفية لرسالة الشهداء ولرسالة اول نوفمبر ولتقاليد ونضال المجاهدين البواسل والشهداء الاحرار الذين كانت رسالتهم دعم قضايا التحرر عبر افريقيا والعالم ولازالت متمسكة الى اليوم بنفس القيم والوفاء لرسالة اول نوفمبر المجيدة. وجدد في كلمته التأكيد على أنه "لا يمكن لأحد أن يغير موقف شعب ودولة اتجاه قضية شريفة وهي قضية الشعب الصحراوي"، مشددا على أن "الجزائر لازالت صامدة وواقفة مهما كانت مشاكلها ومهما كانت الإختلافات بين أبناء شعبها"، مجددا دعم المنظمة ومن خلالها الشعب بكل شرائحه في دعم ومساندة نضال وكفاح الصحراويين الى غاية تمكنهم من حقهم اللامشروط في تقرير المصير والاستقلال. أما فيما يتعلق ب"بعض المواقف السياسية التي لا تمثل إلا أصحابها" و التي تحاول عبثا "التشكيك في عدالة القضية الصحراوية" ، كما قال "فقد خانت قضية مقدسة وخانت ضمائرها وهذا بعد ان وضعوا في قفص المتابعة والمحاسبة، فلم يجدوا أمامهم الا اللجوء الى دولة المحتل المغربي للدفاع عن أنفسهم" مجددا التأكيد على ان الشعب سيدعم اي قرار مستقبلي تتخذه القيادة الصحراوية في مسيرتها التحررية". وفي تدخله، أوضح رئيس لجنة الصحفيين الجزائريين المتضامنين مع قضية الصحراء الغربية، مصطفى آيت موهوب، أن قضية الصحراء الغربية تعود اليوم في "سياق تاريخي هام وتمر بمنعرج خطير" حيث تعرف بعض "المواقف التراجعية تماطل من القوى الاستعمارية و كذا الاحتلال المغربي الذي استنفذ كل الامكانيات من أجل عرقلة الوصول الى حل عادل للقضية الصحراوية، يفضي الى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير". وبدوره، دعا ممثل المجلس الوطني الجزائري لحقوق الانسان، إلى ضرورة تجسيد وتفعيل آليات احترام حقوق الانسان بعيدا عن الحسابات والاجندات السياسية تدعيما لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتحقيق استقلاله التام لتمكينه من بلوغ التنمية الشاملة في ظل اهداف التنمية المستدامة. وناشد في هذا الاطار الفاعلين في المجتمع المدني الدولي والاقليمي والمجموعة الدولية الى إيجاد حل لهذه القضية في أسرع وقت تفاديا لحدوث كوارث انسانية وتحقيق الامن والسلام العالميين المنشودين.