انطلقت الندوة الدولية الثانية، حول حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي، أمس بفندق دار ضياف بالعاصمة، وسط مشاركة أجنبية واسعة لشخصيات برلمانية و ممثلين عن جمعيات و أحزاب من المجتمع المدني و ممثلين عن منظمات دولية على غرار مفوضية الاتحاد الإفريقي، وحضور رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية محمد عبد العزيز، وقد رافع المشاركون فيها لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ومقاومة الاحتلال المغربي بجميع الوسائل. وفي كلمة له خلال افتتاح أشغال الندوة، جدد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري، موقف الجزائر (الثابت)، (المنسجم) و(الشعبي) إزاء كفاح ونضال ومقاومة الشعب الصحراوي للمحتل، والداعم له إلى غاية تحقيق الحرية والاستقلال. وأوضح العماري، أن مساندة الجزائر للقضية الصحراوية، قناعة لا تزعزعها لا المحاولات الإرهابية ولا سياسة الهروب إلى الأمام، ولا محاولات تكريس الفكر الكولونيالي، ولا مواصلة الجرائم ضد المقاومة الصحراوية، ولا إرهاب الدولة الممارس من طرف الاحتلال المغربي وخروقات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، فقد بقي موقفها ثابتا حتى في سنوات الجمر والإرهاب حيث ظلت الجزائر وفية لمبادئها وقيمها النوفمبرية. ممثلة الاتحاد الإفريقي: سنواصل دعمنا إلى غاية تنظيم استفتاء تقرير المصير بدورها، أكدت ممثلة الاتحاد الإفريقي المكلفة بالشؤون الاجتماعية في كلمة لها بالمناسبة، أن الاتحاد الإفريقي سيواصل رفع صوته في كل المحافل الدولية إلى غاية تمكين الشعب الصحراوي من تنظيم استفتاء لتقرير المصير. ودعت ذات المسؤولة جميع الدول المشاركة في الندوة لا سيما تلك التي عانت ويلات الاستعمار إلى إعلاء أصوات الصحراويين المضطهدة، وإسماع مطلبهم الوحيد القاضي بتطبيق الشرعية الدولية وتمكينهم من حقهم في تقرير المصير.ولفتت المتحدثة، النظر إلى أن الجمهورية العربية الصحراوية هي عضو كامل في الاتحاد الإفريقي وليست دولة وحيدة، وهو ما يفسر «حضورنا اليوم للتضامن مع شعبها»، فالاتحاد الإفريقي «لا يعتبر إفريقيا حرة إلا إذا كان الشعب الصحراوي حر ويتمتع بسيادته كاملة».وتطرقت ممثلة الاتحاد الإفريقي إلى الثروات الطبيعية للصحراء الغربية، والتي قالت بشأنها «أنها ينبغي أن تكون من حق الشعب الصحراوي، ولا يتأتى له ذلك إلا إذا كان حرا ومستقلا». ممثل لبنان: إنشاء جبهة شعبية متضامنة لتحريك القضية أما الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة، فقد خرج عن الأطروحات الكلاسيكية حينما دعا إلى تكوين جبهة شعبية متضامنة مع القضية الصحراوية، تعمل على انتزاع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، بدل الاتكال على الحكومات التي لم تستطع إلزام الأممالمتحدة بتطبيق المواثيق والقرارات الدولية في هذا الشأن. واعتبر حدادة أن المقاومة هي الطريق الوحيد للوصول إلى حق تقرير المصير، داعيا الشباب الصحراوي إلى استغلال الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة العربية لتكوين جبهة شعبية لاستعادة الوعي العربي المتضامن مع قضيتهم، وذلك عن طريق استغلال وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة لمخاطبة شعوب العالم العربي، وليس أنظمته (الميتة)، مشيرا إلى أن المبادرات العربية والعالمية هي الدافع لتطبيق القرارات الدولية المغيبة في الأممالمتحدة. ممثل المكسيك: البرلمانيون بإمكانهم أن يكونوا مصدرا لتحرر الصحراويين وإذا كان ممثل لبنان، قد رافع لصالح إنشاء جبهة شعبية عالمية متضامنة مع الشعب الصحراوي لدفع قضيته باتجاه الحل، فإن السيناتور المكسيكي خوليو سيزار أغيري، رأى أن البرلمانين بإمكانهم أن يكونوا مصدرا لتحرر الشعب الصحراوي، رغم أنه أقر بأن المفاوضات تبقى البديل الوحيد لتمكين الصحراويين من العودة إلى أراضيهم. واقترح السيناتور المكسيكي أن توضع إستراتيجية مشتركة في إطار صلاحيات البرلمانيين، للتأثير بها على القرارات الأممية والدفع بها إلى التطبيق. وأوضح في هذا السياق، أن مجلس الشيوخ المكسيكي يعمل من أجل دعم قرارات مجلس الأمن وتعزيز مهمة بعثة المينورسو وهي الآلية التابعة للأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية. وأشار ذات المسؤول إلى أن الوضع متعفن في الأراضي الصحراوية المحتلة ويحتاج إلى مزيد من الجهود الدولية من أجل فرض السيادة ووضع حد لهذا النزاع الذي دام أكثر من 36 سنة، مضيفا أن الخارجية المكسيكية تعمل على فرض الحق في السيادة والحرية والوصول إلى حل سياسي لهذا النزاع.واستغل المناسبة ليوجه نداء إلى رئيس بلاده، لتعزيز الجهود المبذولة في إطار دفع الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية مثلما قرر في ذلك مجلس الأمن. ممثل أستراليا: على كل الدول أن تحذو حذو الاتحاد الإفريقي من جهته طالب رئيس الفرع الاسترالي للجنة الحقوقيين الدولية روبرت جون آرثر دون، جميع الدول التي لم تفصل بعد في موقفها إزاء القضية الصحراوية أن تحذو حذو الاتحاد الإفريقي وتعترف بحق الشعب الصحراوي ليتحرر من الاحتلال. ووافق ممثل استراليا رأي نظيريه من لبنان، والمكسيك حينما قال «أنه ينبغي ألا نناقش القضية الصحراوية مع الحكومات ولكن مع البرلمانيين والشعوب، والكونغرس، ومجالس الشيوخ والغرف السفلى» لإيصال رسالة الشعب الصحراوي وكسب تأييد كبير لقضيته العادلة. واعتبر ذات المسؤول، أن الأمر متاح، خاصة وأن عهد الانترنت يسمح للمساندين للقضية الصحراوية في كل مناطق العالم بإيصال رسائل الصحراويين والضغط على الأممالمتحدة من أجل تطبيق قراراتها الشرعية.