سجّل الكتاب الرياضي حضورا "مُحتشما" بمناسبة فعاليات النسخة ال 24 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (31 أكتوبر - 9 نوفمبر), حيث اقتصر على بعض العناوين بأقلام كتاب و إعلاميين رياضيين. ففي رحلة البحث بين مختلف أروقة الصالون الدولي للكتاب على عناوين تخص الرياضة الجزائرية, يقف القارئ المهتم بهذا المجال, محتارا ومتسائلا عن سبب هذه الندرة. فعلى مدار سنوات متتالية, اعتادت أروقة الصالون على شُحّ الكتب والمؤلفات التي تعني بتاريخ الرياضة الجزائرية : واقعها, إنجازاتها و أبطالها, مع استثناءات طفيفة تشهدها كل طبعة, على غرار ما تعرفه هذه السنة بتواجد كتاب "أحسن لالماس الأسطورة", بقلم الإعلامي الرياضي يزيد وهيب. وهو واقع أكده المحترفون بقطاع النشر والتأليف الذين التقتهم "واج" في جولتها الميدانية, على غرار ممثل دار القصبة للنشر, عبد الرحمان علي باي, قائلا : "الكتب الموجهة للرياضة بصفة عامة تم تجاهلها كلية في السابق, حيث صدرت عناوين قليلة منذ الاستقلال. شخصيا أتذكر إصدارات عبد الحميد قرين (صحفي رياضي و وزير الإتصال سابقا), الذي ألّف كُتبا حول المنتخب الوطني لكرة القدم وبعض لاعبي جيل الثمانينيات". ليتابع : "أما في الوقت الراهن, لاحظت اهتمام عديد الصحفيين الرياضيين بهذا المجال وهو قطاع جد مطلوب والدليل على ذلك, الإقبال الذي جلبه كتاب +أحسن لالماس الأسطورة+. أتمنى أن يساهم الرياضيون أيضا في تدوين مشوارهم الرياضي وبطولاتهم في مؤلفات". نفس الإنطباع أبداه بعض القراء الزائرين للمعرض, بعدم إشباع شغفهم لهذا التخصص, حيث قال عبد السلام : "الكتب الرياضية ناقصة بشدة و أعتقد أن ذلك راجع الى اهتمام الكُتّاب بمجالات أخرى", ليستطرد قائلا : "لكن ما أثلج صدري هو كتاب +VAR القصص السرية لأبطال إفريقيا+ للإعلامي الرياضي نجم الدين سيدي عثمان وكتاب يزيد وهيب وهما من مدرسة الصحافة الرياضية ولهما إلمام واسع بكرة القدم. هو أمر إيجابي". من جانبه, أفاد مراد هوّاس, ممثل شركة نوميديا للطباعة والنشر, أن الكتاب الرياضي "غير متواجد بكثرة وذلك راجع لغياب المبادرات من طرف الكُتّاب" في هذا المجال, "فنحن دخلنا أول تجربة في الكتاب الرياضي مع نجم الدين سيدي عثمان, عبر مؤلفه+ VAR القصص السرية لأبطال إفريقيا+, ولاحظنا إقبالا معتبرا من طرف القراء على هذا العنوان ونحن نشجع المؤلفين الشباب ونفتح لهم الأبواب لتقديم منتوجاتهم والحكم النهائي يعود للقارئ". -- وهيب وسيدي عثمان يتصدران مشهد الأدب الرياضي -- وبالرغم من قلتها وندرتها على الرفوف, سُلّطت الأضواء على كتاب الإعلامي الرياضي بجريدة "الوطن", الصادرة باللغة الفرنسية, يزيد وهيب, بمناسبة إصداره لأول كتاب في مشواره المهني الذي يمتد على مدار 41 عاما في الصحافة الرياضية, أطلق عليه تسمية اللاعب الدولي الجزائري ونجم شباب بلكور (شباب بلوزداد حاليا) في سنوات الستينات وبداية السبعينات, +أحسن لالماس .. الأسطورة+, حيث تطرق فيه لجوانب خفية من مشواره الكروي الحافل وكذا حياته الشخصية المليئة بالقصص المشوقة. "فكرة هذا المنتوج الفكري انطلقت منذ سنوات التسعينات أين كنت في اتصال دوري مع لالماس وأجريت معه آنذاك حوارا دام سبع ساعات كاملة مقسمة على يومين, ولكن لم يتم نشره لعدة أسباب. و إثر انسحابه من عالم الكرة وتدهور حالته الصحية, تمكنت من ملاقاته بعدها وانطلقت في أبحاث عن أشخاص عايشوه منذ صغره في المدرسة ومن شاركوه في فتراته الكروية الزاهية في النوادي والمنتخب". ليشرح الصحفي المتخصص مبررات عزوف زملاء المهنة على الكتابة قائلا : "صحيح أن عدد الكتب المختصة في الرياضة ضئيل وهذا لعدة عوامل, أبرزها ضغط العمل للصحفي المرتبط يوميا بمواضيع مختلفة, فلا يمكنه التأليف, سيما في كتب تاريخ الأندية أو مشوار الشخصيات الرياضية القديمة التي تحتاج عملا شاقا لجمع المعلومات والشهادات الحية من أشخاص طاعنين في السن و إلزامية التأكد من صحتها". ليختتم وهيب حديثه: "بالمقابل أنا أشجع جميع الصحفيين على المبادرة بالكتابة ولو بمؤلفات من 150 صفحة فقط, فالمواضيع موجودة بغزارة ويجب المساهمة في كتابة تاريخ وحاضر الرياضة الوطنية". "واستقت "واج" رأي الدكتورة مونية شاكر في علم الإجتماع, التي اقتنت كتاب الصحفي سيدي عثمان : "من باب الفضول, هذا أول كتاب سأتناوله في مجال الأدب الرياضي. ورأيي أن التركيز على تقديم منتوجات فكرية في الأدب الرياضي سيسمح لهذا المجال بالتطور السريع بالنظر للإهتمام البالغ للشعب الجزائري بكرة القدم على وجه الخصوص, التي تنسيه همومه". من جانبه, أفاد الصحفي الرياضي نجم الدين سيدي عثمان أن إنجاز "الخُضر" خلال الصائفة الماضية بنيلهم التاج القاري بأرض "أم الدنيا", دفعه لتأليف هذا الكتاب بعنوان +VAR القصص السرية لأبطال إفريقيا", يسرد فيه قصص لاعبي المنتخب الجزائري من جوانب خفية. وصرح قائلا : "ملحمة مصر حرّكت مشاعري ولذا قررت سرد قصص ومعلومات غير معروفة على نجوم المنتخب بالتركيز على اللحظة الإنسانية للاعبين, في قالب لغوي أدبي مُشوق". لينهي إبن مدينة قسنطينة حديثه بتفاؤل : "الصدى الإيجابي والإقبال الذي خلفه كتابي هذا يشجعني على مزيد من العطاء وما أتمناه هو أن يكون هناك ترويج أكبر لهذه الأعمال الأدبية الرياضية". وتم الوقوف عند دار النشر "البيازين" على إعادة عرض كتاب +حزام أسود و قلب أبيض+, الذي يروي المحطات الرئيسية في الحياة والمشوار الرياضي لأيقونة الجيدو النسوي الجزائري, سليمة سواكري. إضافة إلى كتاب +رشيد مخلوفي .. قطعة سماء زرقاء في عالم كرة القدم+ من تأليف حسين صدّيقي, حول مسار نجم فريق سانت إيتيان الفرنسي سنوات الخمسينات والتحاقه بفريق جبهة التحرير الوطني للمساهمة في تحرير الجزائر من المستعمر الفرنسي. ناهيك عن كتاب +ملحمة الرياضة الجزائرية+ يرويها الكاتب الصحفي فيصل شحّات, الذي تطرق لفريق جبهة التحرير الوطني وأبرز الإنجازات الرياضية في باقي التخصصات والسيرة الذاتية لبعض الوجوه البارزة في سماء الرياضة الوطنية.