« كنت في البرازيل» في إصدار جديد للكاتب نجم الدين سيدي عثمان أغلق الكاتب و الصحفي نجم الدين سيدي عثمان مؤخرا، مذكرات حارس الحظيرة الذي كان بطلا لروايته الأولى، ليعيد فتح مدونة أسفاره الشيقة، ويقدم لنا إصدارا جديدا بعنوان « كنت في البرازيل»، وهو عبارة عن توليفة من القصص والمغامرات التي عاشها صاحب العمل في أرض «السامبا» عندما رافق المنتخب الوطني لكرة القدم الى المونديال، ليعود من هناك وفي جعبته حكايا عن الكرة و الرياضة و الإنسان و الحياة، يرويها في 222 صفحة. الكتاب يصنف في خانة أدب الرحلة، وهي ثاني تجربة لنجم الدين في هذا اللون الأدبي، بعد إصدراه الأول «رحلات جزائري في ربوع إفريقيا»، حيث يعود من جديد ليمنحنا تذكرة سفر مجانية، إلى أمريكا الجنوبية هذه المرة، و تحديدا إلى أرض المسيح الفادي البرازيل، التي قال بأنه حاول تقديمها للقارئ الجزائري بطريقة مغايرة، تكسر الصورة النمطية الشائعة لديه عن هذا البلد، فاختار لكتابه لغة سردية بسيطة، يمكن أن يستوعبها الجميع على اختلاف مستوياتهم، ليضمن أن تصل فكرته عن هذه البلاد إلى الجميع، خصوصا وأنه قدم من خلال العمل قصصا عن البرازيل التي لا نعرفها، فقد زار مدنا مختلفة ، على غرار ساو باولو و ريو دي جانيرو، و بورتو أليغري، وسروكوبا، منها ما يتواجد في الشمال، وهي حسبه، مدن تعكس النمط الأوروبي ، بينما يوجد البعض الآخر في الجنوب وهي مدن هاربة من خريطة الهند. في هذه البلاد يقول الكاتب، توجد المعالم الشهيرة التي نعرفها جميعا كتمثال المسيح الفادي و الملعب الشهير ماراكانا، لكن يوجد أيضا مدن تملك إقتصاد دول كسروكوبا، التي حققت اكتفاءها الذاتي وانتقلت إلى التصدير لما يناهز 115 دولة، عبر العالم. توجد في البرازيل، كما قال، الأطعمة ذات الخصوصية، و هناك جالية عربية لبنانية قوامها 8 ملايين شخص يسيطرون على أساسيات الاقتصاد و يتوغلون في أروقة الحكم، هناك أيضا الكثير من جوانب الحياة التي تستحق أن يكتشفها الفرد والعديد من التجارب التي يتوجب أن تقتدي بها الدول النامية. العمل، حسب مؤلفه، يتضمن أيضا، جانبا آخر من الوصف فيه الكثير من التشويق و يتمثل في تفاصل رحلته كصحفي مرافق للفريق الوطني، حيث يستعرض بإسهاب مقتطفات من ذاكرته عن تلك الرحلة وعن اللاعبين و يروي قصصا إنسانية عنهم و عن حياتهم و قصصهم مع النجاح، حتى جنود الظل من أعوان الحماية وغيرهم لديهم نصيب من السرد. يكشف الكتاب كذلك، حقائق عديدة عن الفريق و كواليس رحلته إلى المونديال، وهي رحلة، قال محدثنا، بأنه كان ينوي أن يكتب عنها قبل الكتابة عن رحلاته في إفريقيا لكن الظروف حالت دون ذلك، حيث قدم مسودة العمل إلى إحدى دور النشر لكنها تماطلت في إصدار الكتاب قبل أن تخبره باستحالة ذلك، ما جعله يعيده إلى مكتبه أين ظل لسنوات، قبل أن يشجعه الكاتب عبد الرزاق بوكبة على محاولة نشره مجددا ، فالكتاب، كما أوضح نجم الدين، كان في البداية مقيدا بظرف زمني و حدث رياضي ألا وهو المونديال، و إعادة إصداره تطلبت وقتا لتنقيحه و ترتيب أفكاره من جديد، لتقرر دار الأمة، نشره مؤخرا ، ليكون حاضرا ضمن منشوراتها خلال فعاليات صالون الجزائر الدولي « سيلا»2019.وعن عودته لأدب الرحلة بعد تجربة الرواية في « هجرة حارس الحظيرة»، قال الكاتب بأن هناك ما يجذبه دائما إلى هذا المجال، فقد يكون للأمر علاقة بتراكمات الخبرات التي اكتسبها من خلال عمله كصحفي، كما يمكن أن يكون ذلك إحساسا و ميلا أدبيا وفقط، وفي كلتا الحالتين، أشار المتحدث، إلى أن الكتابة في هذا المجال تظل إضافة نوعية للساحة الأدبية الجزائرية، خصوصا وأن الكثير من الطلبة و الأساتذة يعتبرون مثل هذه الأعمال بمثابة مرجعيات للبحث، و مع ذلك فإن مشروعه الجديد لن يكون سردا لرحلاته بل عودة إلى الرواية، حيث يعمل على كتابة رواية ذات بعد تاريخي تؤرخ لقسنطينة في زمن ما.