اعتبر ناشرون من الجزائروالسنغال اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة أن النشر المشترك بين البلدان الإفريقية "ضعيف جدا" نظرا ل "ضعف النشر المحلي" بسبب حداثة هذا الأخير وقلة القراء. وأوضح هؤلاء الناشرون -في ندوة بصالون الجزائر الدولي ال24 للكتاب- أن ضعف النشر المحلي بالبلدان الإفريقية يرجع أساسا لحداثة نشأته -بعد الاستقلال- وأيضا ل "ضعف المقروئية" والتي هي واقع ملموس ولو غابت الإحصائيات في هذا الشأن. واعتبر مدير منشورات "بابيروس" ساييدو نورو ندياي أن النشر في إفريقيا "حديث ويرجع فقط لما بعد الاستعمار" مقارنة بأوروبا. وشدد المتحدث في هذا السياق على أن ترقية النشر الإفريقي المشترك "يجب أن يمر أولا على ترقية النشر المحلي" وهذا من خلال "تعليم وتثقيف الفرد الإفريقي بلغاته المحلية" التي تتحدث بها أغلبية شعوب هذه البلدان مؤكدا أن الفرنسية هي لغة "+النخبة+ التي أفرزها العهد الاستعماري". وكانت "بابيروس" قد تعاونت مع داري النشر الجزائريتين الخاصتين "أبيك" و"البرزخ" في إصدار عدد من العناوين. واعتبرت من جهتها أمينة سي مديرة "المنشورات الإفريقية الجديدة للسنغال" أن صالونات الكتاب الدولية "يجب أن تكون مناسبة" لترقية التعاون المشترك في مجال النشر لافتة إلى أن هذا القطاع "لا يزال في طريق النمو". واعتبرت الناشرة أيضا أن الأفارقة بصفة عامة "ليست لهم ثقافة قراءة الكتب وخصوصا الأدبية منه". وأما كريم شيخ مدير منشورات "أبيك" فيرى أن ضعف النشر في إفريقيا يرجع لعدة أسباب أبرزها أن الثقافة الإفريقية "لاتزال في مرحلة انتقالية من حالة الشفوي إلى الكتابي". ولفت إلى أن هدفه الأول من إقامة شراكات مع الناشرين السنغاليين -في إشارة إلى "بابيروس"- هو "وضع الكاتب الجزائري في محيطه الإفريقي" و"وضع الكتاب الإفريقي في متناول القارئ الجزائري". وتطرقت من جهتها حسين نوارة مديرة النشر بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية (إيناغ) إلى مشاكل النشر في الجزائر معتبرة أن "الضبابية" حوله خصوصا فيما يتعلق بتقديم الإحصائيات حول حجم ونوعية الإصدارات "تحول دون أي انطلاقة جدية" له. وأكدت المتحدثة أن النصوص القانونية "لا تحل مشاكل النشر" في إشارة إلى قانون أنشطة وسوق الكتاب داعية إلى أهمية إيجاد "سياسية استراتيجية ذات ميكانيزمات في إطار السياسة الثقافية العامة" للبلاد. ولم يحظ قانون أنشطة وسوق الكتاب بنصوص تطبيقية لتنفيذه إلى حد الآن رغم أن موجود منذ 2015. وتشارك السنغال في صالون الجزائر الدولي ال24 للكتاب كضيف شرف حيث تمثلها 4 دور نشر بقرابة 400 عنوان. وتختتم فعاليات صالون الجزائر الدولي ال24 للكتاب غدا السبت.