تيفاريتي (الأراضي الصحراوية المحررة) - دعت أحزاب سياسية أوروبية (فرنسية ألمانية وايطالية واسبانية) خلال اليومين الأول والثاني من أشغال المؤتمر ال15 لجبهة البوليسارية، حكومات بلدانهم لتغيير مواقفها الداعم للمحتل المغربي الذي يعتبر المسؤول المحوري لعدم الاستقرار الأمني في الساحل الإفريقي. وأكد في هذا السياق ممثل الحزب الشيوعي الفرنسي، السيد باسكال تور، في مداخلة له خلال انعقاد أشغال المؤتمر المنعقد في بلدة تيفاريتي بالأراضي الصحراوية المحررة، أن موقف الحزب وحركات التضامن الفرنسية تقف "متضامنة مع الشعب الصحراوي وتوجه رسالة واضحة إلى الحكومه الفرنسية للكف عن دعمها ومساندتها السلبية للمحتل المغربي". وأكد السيد تور، أن المغرب يلعب "دورا محوريا" في أسباب التوتر وعدم الاستقرار الأمني الذي تشهده منطقة الساحل الإفريقي لا سيما في ظل انتشار تهريب المخدرات والاتجار بالبشر الى جانب ظاهرة الإرهاب التي تعتبر اكبر تهديد للمنطقة، متسائلا في نفس السياق "كيف يمكن لفرنسا التي تدعي أنها تقود حربا ضد الإرهاب ومنظمات التهريب تقدم دعما غير مشروط للمغرب في إحتلاله للأراضي الصحراوية". وشدد ممثل الحزب، على ان الدولة الفرنسية بالنظر الى مواقفها السلبي "لا يمكنها ان تقرر مصير الشعوب" واذا رغبت في ذلك فعليها اولا تغيير موقفها المنحاز الى المغرب والبحث عن حل سلمي عادل يحترم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ولا بد لها ان تبقى الى جانب الصحراويين باعتبارهم، كما قال، "عنصر محوري لضمان الاستقرار الامني في المنطقة، لا سيما وان الشعب الصحراوي شعب مسالم يحترم القانون الدولي". وبدوره، اكد ممثل الحزب الشيوعي الاسباني فيكتور لوكاس، أنه شرف للحزب الشيوعي والشعب الاسباني المشاركة في المؤتمر الذي يحمل اسم الرفيق "القائد البخاري أحمد" الذي كافح بدون كلل او ملل عن حقوق الشعب الصحراوي حتى فقدناه السنة الماضية. وأكد أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظروف "جد استثنائية " وخاصة في ظل الازمة التي يمر بها نظام الرأسمالي الامبريالي والتي بدات في (2007 2008)، وهو النظام، كما قال، الذي يقوم على الهيمنة والقمع والحروب واستنزاف الشعوب واضطهادها، مؤكدا ان الأزمة التي يعاني منها النظام الرأسمالي وعدم قدرته على توفير الارباح هو ما يسبب هذا العنف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بمشاركة حلفائها في مختلف بقاع العالم . أما باسكال ايرامسو نائب حزب اليسار الايطالي، فاكد من جهته ان التضامن الايطالي مع قضية الصحراء الغربية، "ما فتئ يتعزز مع الزمن بفضل تمثيلية البوليساريو في ايطاليا وجمعيات التضامن الايطالية مع الشعب الصحراوي". وأشار إلى أن الشعب الصحراوي جعل من المقاومة السلمية "نموذجا فريدا"، مشددا على ان النضال الصحراوي هو نضال ايطالي وهو الذي يصب في نفس المبادئ التي يدافع عنها الشعب الايطالي المتمثلة في القيم المشتركة على راسها الحرية والديمقراطية. وأعرب السيد باسكال، عن "أسفه" لمواصلة القادة في أوروبا خدمة مصالحهم الاقتصادية على حساب حقوق الانسان، وكمواطن اوروبي، قال انه "يقع على عاتقه دين للدفاع عن مثل وقيم والحرية والديمقراطية التي تتضمنها جميع دساتير الدول الأوروبية غير انها تناست واختارت الوقوف مع الطرف الاخر خدمة لمصالحها الخاصة".