تنطلق اليوم ببلدة تيفاريتي بالأراضي الصحراوية المحررة الاحتفالات بالذكرى ال32 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية في مناسبة تريد جبهة البوليزاريو أن تجعل منها محطة لتجديد تمسكها بخيار مواصلة الكفاح من أجل الاستقلال· وبرمجت لجنة تحضير الذكرى استعراضات عسكرية وثقافية ضخمة بحجم اهمية المناسبة والتي ستكون ايضا فرصة لتنصيب المجلس الوطني الصحراوي بعد شهر من انتخاب أعضائه ال53 وكذا انتخاب رئيس له·ولا تستبعد مصادر صحراوية ان يتم تجديد الثقة في الرئيس المنتهية عهدته السيد محفوظ علي بيبا الذي يرأس كذلك الوفد الصحراوي في المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب· وتعد الاحتفالات التي تقام ببلدة تيفاريتي في الأراضي الصحراوية المحررة الأولى من نوعها بعد انعقاد المؤتمر ال12 للجبهة شهر ديسمبر الماضي، وينتظر ان يتطرق القادة السياسيون مع مختلف ممثلي الدول المشاركة في التظاهرة الى مستقبل المفاوضات مع المغرب والخطوات المنتظر اتخاذها على ضوء نتائج الجولات السابقة· وأعلن منسق جبهة البوليزاريو مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء (المينورسو) أمحمد خداد ان هذه الاحتفالات " ستكون فرصة لإبلاغ الدول المساندة للقضية الصحراوية بالقرارات المنبثقة عن المؤتمر ال12 لجبهة البوليزاريو ومنها على وجه الخصوص تمسك الصحراويين بالعودة الى العمل المسلح كخيار "مفروض" لنيل الاستقلال بعد فشل "فرصة السلام" التي لم تستغل من طرف المغرب والمجتمع الدولي· وفي نفس السياق، قال خطري أدوه عضو قيادة جبهة البوليزاريو في تصريح ل"المساء" ان الاحتفالات ستكون مميزة من الناحية السياسية كونها تأتي بعد انعقاد المؤتمر الثاني عشر للجبهة وسيمكن من مناقشة مدى تطور المفاوضات مع ممثلي الدول الصديقة كما سيسمح بتجديد العهد مع مواصلة النضال رغم استمرار مآسي الشعب الصحراوي سواء في الاراضي المحتلة من خلال تعرضها للبطش والتعذيب من قبل الاستعمار المغربي أو في مخيمات اللاجئين عبر تقليص منظمات الاغاثة الدولية للمساعدات الانسانية في محاولة للتاثير على معنويات الصحراويين· واوضح ان المفاوضات لا يمكن ان تستمر في الدوران في حلقة مفرغة وأن قيادة البوليزاريو ستتخذ الاجراءات التي تراها مناسبة على ضوء تقييم شامل للجولات التي تم عقدها· وأبرز المسؤول الصحراوي أن الرسالة الأساسية التي سيوجهها الصحراويون عبر هذه الاحتفالات هو التأكيد وفوق أراضيه المحررة (تيفاريتي) على التمسك بالحلول السلمية للكفاح ولكن مع عدم التنازل عن الحق في الاستقلال والحرية واقامة دولة مستقلة فوق جميع التراب الصحراوي، كما سيؤكد الصحراويون على تمسكهم كذلك بكل الحلول المشروعة في الكفاح بما في ذلك حمل السلاح والعودة للحرب· وحسب أدوه فإن هذه الاحتفالات تعتبر محطة يتم من خلالها تجديد العهد مع الكفاح رغم تقاعس المغرب في تطبيق الشرعية الدولية وتجاهل المجتمع الدولي لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره رغم تعهداته المقدمة قبل وبعد وقف إطلاق النار سنة 1991 · ومن جهة أخرى كشف القيادي في جبهة البوليزاريو عن مشاركة قياسية لوفود دبلوماسية أجنبية وجمعيات ومنظمات اوروبية وافريقية مساندة للشعب الصحراوي وستعرف الاحتفالات تقديم سفير إحدى الدول المشاركة لأوراق اعتماده كسفير لدى الجمهورية العربية الصحراوية· وان لم يتم الكشف عن دولة السفير الجديد الا أن مصادر صحراوية غير رسمية أكدت أن الامر يتعلق بسفير جنوب إفريقيا· وبالموازاة مع هذا تواصلت بمخيم السمارة أمس ولليوم الثاني على التوالي الاحتفالات المخلدة لذكرى تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية المقامة في جميع مخيمات اللاجئين والتي تسبق الاحتفالات الرسمية· وتابع ممثلو جمعيات التضامن مع الشعب الصحراوي والرياضيون الذين شاركوا في ماراطون التضامن مع الشعب الصحراوي استعراضات قدمها تلامذة مختلف الاطوار الدارسية ومراكز التكوين بالولاية وعكست مسار نضال الشعب الصحراوي من اجل الاستقلال· وكان مخيم السمارة احتضن اول امس ماراطون التضامن بمشاركة 600 عداء يمثلون القارات الخمس·