يعد طبق الكسكسي أو ما يسمى محليا ب"أتشو أزوار" أحد أهم الأطباق التقليدية للاحتفال برأس السنة الأمازيغية "يناير" لدى سكان مدينة بوسمغون جنوب ولاية البيض. ويحتفل سكان هذه المنطقة الضاربة جذورها في التاريخ برأس السنة الأمازيغية وكلهم فخر بإنتمائهم الأمازيغي ولا يكاد يخلو بيت من بيوت بوسمغون خلال هذه المناسبة من طبق الكسكسي التقليدي المسمى ب"أتشو ازوار" حيث لا يزال أمازيغ بوسمغون يحافظون على إعداده منذ قرون وبالطريقة التي ورثوها عن الأجداد ، وفقا لما أفاد به لوأجغريسي بلحاجي أحد سكان المنطقة وباحث في تاريخ القصور واللغة الأمازيغية. ويدخل في تحضير هذا الطبق كل من الدقيق الذي يتم تحضيره من طرف النسوة مع إضافة مختلف أنواع الخضروات والحبوب على غرار الفول والحمص والعدس والبزلاء و البطاطس والجزر والطماطم فضلا عن "الكليلة" وهي نوع من اللبن المجفف وغيرها. كما يحرص سكان بوسمغون أن تكون مكونات هذا الطبق من إنتاج محلي من خلال ما تجود به واحة وبساتين بوسمغون من خيرات . ويتفادى في إعداد "أتشو أزوار" خلال هذه المناسبة كل من اللحم بمختلف أنواعه والفلفل الحار وهي عادة موروثة لدى الأجداد ، إستنادا للمتحدث الذي أرجع ذلك إلى تفاؤل السكان بحلول عام تكون فيه وفرة في المنتوج الفلاحي وتسوده المودة والحب بين جميع السكان. من جانبها أبرزت معزوزي زوبيدة من سكان بوسمغون بأنه بعد إعداد هذا الطبق وتحضير المرق يتم إضافة حبة تمر إلى هذا المرق ومن تكون من نصيبه "نواة" التمر فيتفاؤل له بالنجاح في حياته وهي طريقة لتحفيز أبنائهم على الاجتهاد في حياتهم، كما يتم إضافة حبة من فاكهة الرمان بعد الانتهاء من تحضير الطبق والشروع في تقديمه للعائلة. كما يقدم سكان بوسمغون هذا الطبق في أواني جديدة كما هو الشأن بالنسبة للقصعة أو ما تسمى "بالجفنة" المصنوعة بالخشب المحلي والتي يجتمع حولها جميع أفراد العائلة وهي عادة لا تزال باقية وراسخة لحد الآن ، يضيف نفس المصدر. ويتم أيضا خلال هذه المناسبة تقديم طبق "ملح ديمزريط" أو ما يسمى لدى البعض ب "الشرشم" والذي يتكون أساسا من القمح والفول و حبات من البطاطس حيث يقدم جنبا إلى جنب مع طبق الكسكسي أو "أتشو أزوار".