أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، اليوم الأحد موافقة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم على تنظيم كأس أمم إفريقيا للعبة داخل القاعات بمدينة العيون المحتلة بالصحراء الغربية يشكل "اعتداء على القانون الدولي وانتهاكا صارخا للميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي". وأوضح السيد الطالب عمر، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، خلال نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الدولية" للقناة الدولية للإذاعة الجزائرية، أن "اقدام مؤسسة أو هيئة إفريقية على مثل هكذا فعل يشكل اعتداء على القانون الدولي وانتهاكا صارخا للميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي الذي وقع عليه المغرب والدولة الصحراوية التي تعد عضوا مؤسسا للاتحاد". وذكر الديبلوماسي الصحراوي بأن "الأممالمتحدة تعتبر إلى حد الساعة الصحراء الغربية إقليما لم يقرر مصيره بعد وتدرس حالته كل سنة من ضمن ال17 اقليم التي لم يتم بعد تسوية الاستعمار منها، ووجود بعثة الأممالمتحدة بالصحراء الغربية لتنظيم الاستفتاء بالإقليم يشكل دليلا واضحا على أنها أن منطقة نزاع وخاضعة لتسوية الاستعمار ولها خصوصيتها وقوانينها...". كما أوضح السيد الطالب عمر انه يجب الامتناع عن استنزاف ثروات الصحراء الغربية المحتلة أو تغيير وضعيتها القانونية في انتظار أن يحسم موضوع السيادة بشكل نهائي بالصوت الحر للسكان الصحراويين"، مشددا على أن أي خطة غير هذا تعتبر "خرقا فاضح وغير مقبول، وتعرقل المساعي السلمية الجارية وتتناقض مع مبادئ الاتحاد الإفريقي ومنظماته، التي دأبت على دعم قضايا التحرر والدفاع عنها". وأكد أن موافقة الكونفدرالية الافريقية على قرار الجامعة المغربية لكرة القدم بتنظيم المنافسة بالعيون المحتلة، يبقى "محاولة من النظام المغربي لتضليل بعض الأطراف التي ربما لا تدرك أبعاد ومخاطر هذه الخطوة التي تم الإقدام عليها". وأضاف في هذا الصدد، أن "المغرب دخل الاتحاد الإفريقي بخارطة واضحة، تلك المعترف بها دوليا ولا تضم إطلاقا الصحراء الغربية"، وبالتالي هذا الإجراء يشكل خرقا واضحا للشرعية الدولية، والدولة الصحراوية ستستعمل الآليات الإفريقية التي تسمح لها بتقديم شكوى والطعن في هذا العمل المضر". وقال ان الدولة الصحراوية "ستتصل بالدول من أجل أن تنسحب من المشاركة، وتدين وتستنكر هذه الخطوة التي تحرف الرياضة كأسلوب حضاري مدني تضامني عن أهدافه الانسانية وغاياته السامية التي تربط بين الشعوب لتحوله لوسيلة لدعم الظلم والاستعمار". كما ثمن السفير الصحراوي، موقف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في هذا الخصوص، والتي بعثت برسالة إلى الكونفدرالية الإفريقية ترفض من خلالها المشاركة في مثل هذا لنوع من اللقاءات وتعبر عن رفضها له مثلما، كان الحال بالنسبة لجنوب إفريقيا وهيئاتها الرياضية التي أعربت أيضا عن رفضتها المشاركة في هذه التظاهرة الكروية. وجاءت موافقة الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم (كاف) على قرار اقامة منافسات كأس افريقيا لكرة القدم داخل القاعة 2020، (28 يناير - 7 فبراير) بمدينة العيون الصحراوية المحتلة، متناقضة تماما مع لوائح الاممالمتحدة و الاتحاد الافريقي و انحراف للهيئة المشرفة على كرة القدم الافريقية. وقد نددت العديد من البلدان والمنظمات بإصرار المغرب على تنظيم المنافسة بمدينة العيون المحتلة، تعبيرا عن رفضهم القوي لهذا المسعى الذي يضرب عرض الحائط الشرعية الدولية و اللوائح الأممية المتعلقة بتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وفي هذا الصدد، وجهت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم رسالة لرئيس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم "اعربت فيها عن تنديديها واعتراضها" على قرار اقامة كاس افريقيا للأمم داخل القاعة 2020، وهددت بعدم المشاركة في "احتفالات الذكرى ال63 (8 فبراير المقبل) لإنشاء الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم في حال ما تمت دعوتها على هامش تنظيم اجتماع اللجنة التنفيذية للهيئة الكروية الافريقية. ودعت الاتحادية، الهيئة الكروية الإفريقية الى إعادة النظر في تعيين مكان تنظيم الحدث في مدينة العيون المحتلة حتى لا يتم "اقرار سياسة الامر الواقع"، مجددة "التأكيد على موقفها المتوافق دوما مع المبادئ التي طالما دافعت عليها الجزائر". وبدورها، اتخذت اللجنة التنفيذية لكرة القدم في جنوب أفريقيا، قرار الانسحاب من هذا الموعد القاري، بالرغم من إمكانية تعرضها لغرامة من قبل الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم وتبعات أخرى قد تنجر عن هذا القرار. وتعتبر الأممالمتحدة مدينة العيون المحتلة التابعة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "اقليما غير مستقل" يوجد تحت الاحتلال المغربي. ويشكل القرار "غير المفهوم و المدان" الذي اتخذته الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، "انحرافا حقيقيا واستفزازا" من قبل الهيئة المشرفة على كرة القدم تحت قيادة الرئيس الجديد الملغاشي أحمد أحمد. ومنذ إنشاء الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم في سنة 1957، تعد هذه المرة الأولى التي يتقرر فيها لعب إحدى منافساتها في إقليم محتل، مما أثار استهجان و شجب بلدان عدة منها الجزائروجنوب افريقيا.