أكد الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، عز الدين ميهوبي، اليوم السبت بالجزائر العاصمة، أن الحراك الشعبي أعطى "مفاهيم جديدة" للعمل الديموقراطي، معتبرا إياه "لحظة مهمة وفارقة في تاريخ الجزائر المعاصر". وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى 23 لتأسيس الحزب، قال السيد ميهوبي أن الجزائر عرفت "تغيرا جذريا" بفضل الحراك الشعبي الذي يحتفل اليوم السبت بعامه الأول، وذلك عن طريق إعطائه "مفاهيم جديدة للعمل الديموقراطي" من خلال "تكريسه لمبدأ تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور". وبعد أن ذكر بأن حزبه تفاعل بصورة "تلقائية" مع هذا الحراك سيما عن طريق الدعوة إلى التكفل بكل مطالبه بعيدا عن "الشعبوية"، أوضح السيد ميهوبي أنه من الضروري التماشي مع التحولات التي طالب بها الحراك الذي يعد، كما وصفه، "لحظة مهمة وفارقة في تاريخ الجزائر المعاصر". ونوه السيد ميهوبي بالمرافقة "الإيجابية و السريعة" لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي وقيادتها لمطالب الحراك عن طريق "تأمين المناخ الذي يحقق كل أهدافه سواء كانت سياسية أو مؤسساتية"، فضلا عن "حماية الدولة والدخول في وضع مختلف عما كان من قبل". وذكر بالمناسبة بأن خروج العائلات إلى الشارع كان هدفه التحذير من أن "الدولة مقبلة على وضع خطير ومرتبط ببلوغ درجة عالية من الهشاشة في الأداء والفساد". وفي سياق متصل، تحدث الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي عن الحكومة الجديدة وعن تصريحات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التي تصب كلها، كما قال، في منحى "استعادة الثقة المطلوبة التي اهتزت بفعل التردي الذي شهدته الحياة السياسية منذ سنوات". كما تحدث السيد ميهوبي عن الدستور الجديد الذي هو في طور الانجاز في انتظار اعطاء مسودة منه لكل الأحزاب والهيئات والمنظمات من أجل الابداء برأيهم، معبرا عن أمله في أن يحقق هذا الدستور "تطلعات الجزائريين في بناء مؤسسات قوية ومتينة وأن يسد كل الثغرات ويقضي على الاختلالات". وتابع قائلا: "نأمل في أن يحقق الدستور أيضا التوافق المطلوب بين الجزائريين وأن يكون قاعدة لاستقرار المؤسسات"، مجددا استعداد حزبه للمشاركة في الحوار والمشاورات في هذا الشأن. ومن جهة أخرى، أكد السيد ميهوبي أن المؤتمر الاستثنائي للحزب المبرمج يومي 18 و19 مارس القادم بمشاركة أزيد من 1400 مناضل، سيكون فرصة لتحديد "المسافة" بينه وبين الهيئات والمؤسسات وكذا الأحزاب، مبرزا أنه تم وضع الحزب اليوم على "السكة الحقيقية" وهي "سكة التفاعل، على حد قوله، مع المتغيرات الجديدة، أساسها الإنصاف للشعب والتفاعل معه مباشرة".