تعقد مجموعة اتصال الاتحاد الافريقي حول ليبيا الخميس بمدينة أويو اجتماعا سيخصص لبحث الوضع في ليبيا و التحضير للندوة الشاملة حول المصالحة الوطنية في ليبيا الرامية إلى إخراج هذا البلد من الأزمة. و سيشهد اجتماع مجموعة الاتصال مشاركة بعض الفاعلين المشاركين في حل الأزمة الليبية سيما رؤساء دول و حكومات أربعة دول أعضاء في اللجنة رفيعة المستوى, على غرار الوزير الأول, عبد العزيز جراد و رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي, موسى فقي محمد و مفوض السلم والأمن بالاتحاد الافريقي, اسماعيل شرقي و ممثلي الأممالمتحدة. و ستحضر هذه القمة السلطتان المتخاصمتان المُطالبتان بالحكم في ليبيا: حكومة الوفاق الوطني المُعترف بها من طرف الأممالمتحدة و الكائن مقرها بطرابلس و السلطة الأخرى المُمثلة للشرق المتمتعة بحكومة و برلمان تحت اشراف المشير, خليفة حفتر. و يندرج هذا اللقاء في اطار تطبيق مخطط عمل الاتحاد الافريقي حول التحضير للندوة الشاملة حول المصالحة الوطنية في ليبيا الذي صادقت عليه ندوة برلين. و خلال انعقاد القمة الثامنة للجنة المنعقد نهاية يناير ببرازافيل أعد الاتحاد الافريقي خارطة طريق من أجل تنظيم نهاية السنة الجارية "الندوة الشاملة حول المصالحة الوطنية" الرامية إلى وضع حد للأزمة السائدة في هذا البلد. وتحدد خارطة الطريق التي أقرتها اللجنة المراحل الرئيسية لهذا المسار لاسيما إنشاء اللجنة التحضيرية للمنتدى وإعداد رزنامة الاجتماعات ومسودة الموارد المالية الضرورية لنجاح المهمة. وسيقترح منتدى المصالحة الوطنية الشامل بين الفرقاء الليبيين فترة انتقالية ويقدم مشروع الدستور كما سيقترح تاريخا للاستفتاء حول الدستور وموعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية. الجزائر تعمل من أجل وضع حد للاقتتال وكانت الجزائر قد عرضت احتضان منتدى المصالحة الوطنية لتقريب مواقف الأطراف المتصارعة في ليبيا من أجل التوصل لحل للأزمة ووضع الأسس لدولة جديدة مستقرة. كما تم وقف اطلاق النار في ليبيا منذ 12 يناير الماضي بعد الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها الجزائر من أجل التوصل الى حل سياسي للأزمة مثلما دعت اليه الأممالمتحدة. وتدعم الجزائر, التي تدعو الى وقف جميع التدخلات الخارجية في ليبيا, بقوة الجهود المتواصلة من أجل وضع حد نهائي للاقتتال, وتوفير الظروف المواتية للحوار بين الليبيين الذي تعتبره "الوسيلة الوحيدة والفريدة من أجل التوصل إلى مخرج للأزمة, ومنع هذا البلد الافريقي من أن يكون مسرحا للتنافس بين الدول". ومن جهته, أوضح وزير الشؤون الخارجية, صبري بوقدوم, في عديد المناسبات أن حل الأزمة الليبية "سياسي بحت", مشيرا, في كل مرة, إلى "قدرة الأشقاء الليبيين على تجاوز اختلافاتهم دون تدخل أجنبي". كما أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية مجددا "استعداد الجزائر التام لمرافقة الأشقاء الليبيين في مسار الحوار والتسوية السياسية مع الوقوف على نفس المسافة من جميع الأطراف وبنفس مستوى الصراحة والثقة". وعليه قد تكون قمة اليوم الخميس فرصة للتقريب بين جميع الأطراف بغية إعادة السلم إلى ليبيا بعد فشل الجهود الدولية المبذولة إلى حد الآن. وكان رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا, دنيس ساسو نغيسو قد دعا المجتمع الدولي إلى عدم تهميش إفريقيا في تسوية الأزمة الليبية, واصفا أي تسوية لا تأخذ في الحسبان جهود القارة ودورها "بغير الفعالة" و"غير المنتجة". ويؤكد القادة الأفارقة من جهتهم أن افريقيا "هي الأقدر على تحقيق تقدم في مسار السلم في ليبيا". وأوضح ديبلوماسي لم يرغب في الكشف عن اسمه أن "الاتحاد الافريقي ليس له أي أجندة سياسية في هذا البلد, وأن الوساطة الافريقية قد أبانت عن الفعالية مثلما كان عليه الحال في السودان". كما تعتبر بعض الدول الافريقية استقالة غسان سلامة, الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا, بمثابة الفرصة السانحة لإفريقيا من أجل تأدية دور أكبر في حل النزاع بهذا البلد. ويأملون في أن يُلبى مطلبهم المتمثل في تعيين مبعوث مشترك بين الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة.