أعلنت اللجنة الرباعية حول ليبيا، أن الملتقى الوطني الليبي الجامع سيعقد من 14 الى 16 افريل الجاري بمدينة غدامس الليبية، بينما ستعقد ندوة المصالحة الليبية في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا في شهر جويلية المقبل. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد في تونس الليلة الماضية عقب اجتماع اللجنة الرباعية حول ليبيا، بحضور انطونيو غوتيريش الأمن العام للأمم المتحدة، وأحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، وموسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، وفيدريكا موغيريني المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الاوروبي، على هامش القمة العربية الثلاثين. وشددت اللجنة الرباعية المكونة من الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي، على حرص جميع الأطراف المعنية بالشأن الليبي على انجاح العملية السياسية في ليبيا وبناء الدولة الليبية وكافة مؤسساتها، وإرساء الأمن والاستقرار، من خلال إشراك كل الفرقاء ومختلف مكونات الشعب الليبي في صياغة مستقبل ليبيا الجديدة. وعبرت اللجنة عن تأييدها للجهود التي يبذلها غسان سلامة، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الى ليبيا، في تقريب وجهات النظر بين مختلف مكونات الطيف السياسي الليبي من أجل التوصل الى حل سياسي للأزمة التي تعصف بهذا البلد منذ أكثر من ثماني سنوات. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر الصحفي، ضرورة أن يعي القادة الليبيون المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم في ايجاد تسوية سياسية ترضي جميع الاطراف، لما لهذه المسألة من تأثير على بلدهم وعلى دول الجوار، وعلى كامل المنطقة والعالم بأسره، مشيرا الى أن الرباعية ستسعى إلى أن يشمل مؤتمر المصالحة الذي تم اقراره في قمة الاتحاد الافريقي الاخيرة في فيفري الماضي، كل مكونات المجتمع الليبي. وأوضح أن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الافريقي سيعملون بشكل أكبر على وضع الآليات الكفيلة بإنجاح المسار السياسي في ليبيا خدمة للليبيين ولكل محبي السلام. ومن جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية، أن اجتماع تونس هو الخامس من نوعه حول ليبيا، ولكنه الأول على مستوى رؤساء هذه المنظمات، مضيفا أن الرباعية اتفقت على الالتقاء على فترات متقاربة للبحث في الشأن الليبي انطلاقا من الرغبة في مزيد تعزيز عملية التواصل والتنسيق وتكثيف تبادل المعلومات، معربا عن أمله في نجاح هذا المسار السياسي بمشاركة كل الليبيين. من ناحيته، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، أن الاتحاد سيرافق الشعب الليبي في هذه المرحلة الهامة من تاريخه وأن الوقت قد حان لتتحادث كل الاطراف فيما بينها وتتخذ القرارات اللازمة، مشيرا الى أن مشاركة جميع الأطراف الليبية في ندوة أديس أبابا للمصالحة شرط أساسي للتوصل فيما بعد الى تنظيم الانتخابات التي ينتظرها الشعب الليبي. وشدد على أن الأزمة الليبية قد أضرت بشكل كبير بليبيا وبدول الجوار، قائلا أن ما يحدث الآن في الساحل الافريقي: في مالي وفي بوركينا فاسو له علاقة بما جرى وبما يجري الآن في ليبيا. وأضاف أن الاتحاد الافريقي بوصفه منظمة قارية، يولي أهمية كبرى لليبيا، هذا البلد الكبير الذي كان أحد مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية والمؤسس للاتحاد الافريقي الذي خلف منظمة الوحدة الافريقية، قائلا في هذا الصدد: إن من واجبنا اليوم أن نعمل بالتعاون مع كل شركائنا الاستراتيجيين على مساندة ودعم المسار الليبي في هذه المرحلة الدقيقة . وفي ذات السياق، اكدت المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عزم الاتحاد على مواصلة العمل لتعزيز جهود الاطراف الليبية في التوصل الى تسوية سياسية تنهي آلام الشعب الليبي ومعاناة دول الجوار من جراء ازمة ليبيا، مشيرة الى أن الامكانيات الكفيلة بطي صفحة الماضي متوفرة ولابد من استغلالها. وجددت حرص الاتحاد الأوروبي على التعاون مع الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي على وضع خارطة طريق من اجل إشراك كل الاطراف الاقليمية والدولية لدعم المسار الليبي.