تتسارع الدول لاحتواء جائحة كورونا, وسط الدعوة إلى وقف النزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم والعمل على إنشاء ممرات للمساعدات المنقذة للحياة لمواجهة هذا الوباء القاتل. الأمين العام للمنظمة الاممية, أنطونيو غوتيريس, دعا في وقت سابق الى وقف فوري للنزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم والتركيز على محاربة فيروس كورونا "الذي يعصف بعالمنا", مشيراً إلى أن المتضررين من الحروب والفيروس هم الناس الأكثر ضعفاً. ونشرت الأممالمتحدة على موقعها الإلكتروني ان غوتيريش قال ايضا للأطراف المتحاربة: "اتركوا الأعمال العدائية وأخرسوا البنادق وأخمدوا المدافع وأوقفوا الغارات الجوية". وأكد المسؤول الاممي أن هذا الأمر "حاسم الأهمية من أجل المساعدة على إنشاء ممرات لإيصال المساعدات المنقذة للحياة", مضيفا "ضعوا حداً لمرض الحرب وحاربوا المرض الذي يعصف بعالمنا. ويبدأ ذلك بوقف القتال في كل مكان. الآن". وبعد النداء الذي وجهه غوتيريش الأسبوع الماضي للتضامن مع الدول الفقيرة والضعيفة تفادياً ل"ملايين" الضحايا تعتزم الأممالمتحدة أن تنشر ابتداء من الأربعاء خطة إنسانية عالمية لمواجهة الوباء مع إنشاء صندوق مخصص لمكافحته دولياً. استجابة لنداء غوتيريس لمواجهة الفيروس وغداة مطالبة غوتيريس بضرورة وقف إطلاق النار في جميع أرجاء العالم لتسهيل الاستجابة العالمية لاحتواء الجائحة, أعلن الحزب الشيوعي الفلبيني وقفا مؤقتا لإطلاق النار مع الحكومة في بلاده للتفرغ لمواجهة الوباء. وذكر "الحزب الشيوعي الفلبيني" إنه وجه تعليمات لجناحه العسكري "الجيش الشعبي الجديد" لوقف الهجمات والانتقال إلى الدفاع اعتبارا من امس الأربعاء وحتى 15 أبريل المقبل. ورحبت الأممالمتحدة بإعلان الحزب الشيوعي الفلبيني وقفا مؤقتا لإطلاق النار مع الحكومة في بلاده للتفرغ لمواجهة كورونا. وفي بيان أصدره المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغريك حث غوتيريس "الطرفين للتوصل لحل سياسي دائم وإنهاء هذا الصراع الطويل الأمد", معربا عن أمله في أن "يكون هذا مثالا في جميع أنحاء العالم لإسكات المدافع والالتقاء بينما نواجه التهديد العالمي لكورونا". كما دعا غوتيريس الأطراف المتقاتلة في اليمن إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والتركيز على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض وبذل قصارى جهدهم لمواجهة الانتشار المحتمل للفيروس. ورحبت الحكومة اليمينة الأربعاء بدعوة غوتيريس بوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات الفيروس في البلاد. وذكرت وكالة الانباء "سبأ" أن حكومة الجمهورية اليمنية ترحب بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار الفيروس وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل مؤكدة انها ستتعامل بكل إيجابية مع جهود الأممالمتحدة الرامية لإستعادة الدولة وإيقاف نزيف الدم اليمني واستعدادها للانخراط من أجل العمل وبشكل جاد لمواجهة مخاطر الفيروس ومنعه من الانتشار داخل الأراضي اليمنية. كما دعت بعثة الأممالمتحدة للدعم أطراف النزاع في ليبيا إلى "وقف التحشيد العسكري وتحويل تركيزهم" إلى المعركة ضد كورونا . و قالت البعثة الأممية في بيان اصدرته ليلة أمس, "ندعو إلى وقف هذا التصعيد فورا بما في ذلك وقف الأعمال العدائية وتحشيد القوات ووقف تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا, فالليبيون بحاجة إلى تحويل تركيزهم إلى المعركة ضد فيروس كورونا". وأضافت, "بينما ينخرط العالم أجمع في محاربة انتشار وباء كورونا الذي أنهك عددا من البلدان الغنية بالموارد, تستمر الهجمات والهجمات المضادة في ليبيا في التسبب بالمزيد من المعاناة والخسائر في صفوف المدنيين". وذكرت الأممالمتحدة "جميع أطراف النزاع في ليبيا بالتزاماتها وفقا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لضمان حماية المدنيين". من جهة اخرى, وفي ضوء هذه الأزمة الصحية الراهنة, قرر التحالف الدولي من جهته, اليوم تعليق أنشطته التدريبية لقوات الأمن العراقية "بشكل مؤقت" موضحا أن القرار يأتي بالتنسيق مع الحكومة العراقية. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في بيان أنها جمدت ولمدة شهرين كل تنقلات العسكريين الأمريكيين حول العالم بما في ذلك عمليات إرسال الجنود إلى مناطق القتال أو إعادتهم إلى وطنهم وذلك في إطار مساعي كبح انتشار الوباء موضحة إن مارك إسبر وزير الدفاع, أمر بوقف تنقلات كل موظفي "البنتاغون" الموجودين في الخارج من مدنيين وعسكريين لمدة 60 يوما. ويشمل قرار التجميد الذي سيسري على حوالي 900 ألف عنصر في القوات المسلحة الأمريكية منتشرين في الخارج. وقد أدى الفيروس الى وفاة أكثر من 000 21 شخص و تسجيل أكثر من 000 471 حالة عدوى في العالم منذ ظهوره في شهر ديسمبر الماضي, بحسب اخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية.