دعا محافظ بنك الجزائر ايمن بن عبد الرحمان صندوق النقد الدولي الى تخصيص موارده البشرية والمالية للاستجابة الى الحاجيات الفورية للبلدان الناشئة وفي طريق النمو التي تواجه جائحة فيروس كورونا. وفي كلمة ألقاها خلال ندوة مرئية عن بعد مع اللجنة النقدية والمالية الدولية عقدها يوم 27 مارس طلب السيد بن عبد الرحمان من صندوق النقد الدولي ان يخصص موارده البشرية والمالية للاستجابة على "الحاجيات الفورية لأسواق البلدان الناشئة والنامية من خلال تمويل استعجالي وملائم للاقتصاد العالمي عبر منح سيولة إضافية حتمية. وأعرب محافظ بنك الجزائر عن ارتياحه للدعم الذي تقدمه الهيئة المالية الدولية ولالتزامها بتنفيذ استراتيجية شاملة لمساعدة البلدان الأعضاء على تقليص أثر الجائحة، مذكرا بان البلدان السائرة في طريق النمو التي مسها كوفيد-19 قد اتخذت إجراءات صحية جبارة لمواجهة الجائحة املا في ان لا يكون تأثير هذه الجائحة على النمو مدمرا. وفي هذا السياق اعتبر انه "يُمكن لعضو من هذه البلدان أن يكون بحاجة لدعم فوري من طرف صندوق النقد الدولي، مشيرا في هذا السياق الى "حالات غانا والباكستان وإيران وأفغانستان وتونس" الذين طلبوا من الصندوق دعما ماليا استعجاليا. وأضاف قائلا "من اجل دعم الاستئناف النهائي يتعين على المجموعة الدولية ان تركز على التحكم في الجائحة والتغلب عليها وترقية تعاون استعجالي في قطاع الصحة". و أشاد السيد بن عبد الرحمان باستجابة صندوق النقد الدولي للأزمة لا سيما من خلال الرفع المؤقت لحدود الحصول على التسهيلات المالية الاستعجالية، مشيرا الى انه بالإضافة الى احتياجات التمويل المرفوقة بالجائحة هناك العديد من البلدان الناشئة و السائرة في طريق النمو ستكون مُعرضة من الآن فصاعدا الى خروج هام للاستثمارات المالية الأجنبية في حين هناك بلدان أخرى ستواجه تأثير الانخفاض الكبير لأسعار النفط. وسيتولد عن هذه العوامل، كما قال، ضغوطات اضافية على موازين المدفوعات للبلدان المُتاثرة. وفي هذا الشأن دعا محافظ بنك الجزائر صندوق النقد الدولي الى البقاء "في يقظة" وتوقع بعد ستة أشهر، إن اقتضت الحاجة، زيادة إضافية لحدود الحصول على السيولة. واسترسل يقول "اننا نُشحع أيضا الصندوق على التحلي بالليونة اللازمة عندما تجد البلدان المشاركة في برامج صعوبة في تطبيق الشروط المسبقة". من جهة أخرى أعرب السيد بن عبد الرحمان عن تشجيعه لاقتراح منحة عامة جديدة هامة للحق في الاستخراج الخاص، مُتطرقا في هذا الشأن الى عمليات خروج جماعية ومتواصلة للاستثمارات المالية الأجنبية من اقتصادات السوق الناشئة. وخلال مداخلته أوضح محافظ البنك المركزي ان العالم يواجه ازمة إنسانية مست جميع البلدان الغنية والفقيرة، مؤكدا ان التعاون العالمي ضروري. وبالتالي يتعين على صندوق النقد الدولي ان يُطبق مبدأ الحياد على أوسع نطاق في دعمه للبلدان الأعضاء.