أظهر البحث العلمي خلال هذه المرحلة التي يميزها تفشي فيروس كورونا المستجد، إحساسا كبيرا بالمسؤولية و مشاركة فعالة في مكافحة هذه الجائحة من خلال عمليات المرافقة التي جعلت من العلم حليفا في معركة القضاء على كوفيد-19. وكان مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة انطلاقا من إنتاجه الهلام الكحولي المعقم و إلى غاية تصنيع أجهزة الكشف السريع عن كوفيد-19 مرورا بعمليات الدعم اللوجيست، من بين الهياكل العلمية الأولى التي عملت على تعزيز و دعم الجهود المبذولة من أجل وقف تفشي هذا الفيروس التاجي الجديد. وقد رافق مركز البحث في البيوتيكنولوجيا، أول مؤسسة في البيوتكنولوجيا بالجزائر، قرارات السلطات العليا المتعلقة بفتح ملحقات جهوية من أجل تخفيف الضغط على المخبر المرجعي الخاص بمعهد باستور الجزائر وتم اقتراحه لاحتواء ملحقة قسنطينة لتكون بمثابة القوة الأخرى في معركة القضاء على فيروس كورونا. وأكد مدير المركز، عمار عزيون لوأج، أن جائحة كوفيد-19 "دفعتنا إلى مواجهة التحديات و إثبات روح وطنية علمية حقيقة من أجل تقديم الدعم و المساعدة". و أضاف: "تقوم ملحقة باستور الجزائر الموجودة على مستوى مركز البحث في البيوتكنولوجيا منذ دخولها حيز الخدمة، مطلع أبريل الجاري، بإجراء ما بين 50 و 80 تحليلا لتشخيص كوفيد-19 كما تسمح إمكانياتها بإجراء 200 تحليل في اليوم". البحث العلمي، ديناميكية في خدمة المجتمع لقد وفرت هذه المنشأة الخاصة بالبحث العلمي أحسن الظروف لفائدة المخبريين من أجل إجراء التحاليل محليا من بينها مخبرا للحجر الصحي تم تهيئته وفقا للمعايير المطلوبة مزود بالمعدات اللوجيستية اللازمة و الوسائل الضرورية لمعالجة المخلفات البيولوجية لتأمين الممارسين بالإضافة إلى مصلحة لتسيير المخاطر البيولوجية. وأطلق مركز البحث في البيوتكنولوجيا الذي يتوفر كذلك على إمكانيات بشرية مؤهلة و وسائل لوجيستية متطورة، تحديا لتصنيع الآلاف من أجهزة الكشف السريع عن فيروس كورونا المستجد من خلال الاعتماد على تكنولوجية "كريسبر" (التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد)، و هي أداة لتعديل الشريط الوراثي (الجينوم). و أوضح مدير المركز أن هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، يعرف "تقدما ملحوظا فيما سيصبح حقيقة ملموسة في غضون أيام قليلة" كما أن استراتيجية المركز هي تحويل بقية هذه التكنولوجيا إلى هيئات و مؤسسات صحية أخرى عبر الوطن. وستمكن أجهزة الكشف السريع الموجودة في مرحلة التصنيع من طرف مركز البحث في البيوتكنولوجيا، من تحديد الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد و ستتيح كذلك إمكانية إجراء "فحص شامل للأشخاص المصابين"، كما أفاد به السيد عزيون الذي أشار إلى أن الكواشف الضرورية لهذه العملية قد تم طلبها و ستكون متوفرة "قريبا جدا". وكثف المركز اتصالاته الدولية كما نجح في تحقيق الحصرية في توزيع اختبارات تشخيص كوفيد-19 عن طريق تقنية النسخ العكسي- تفاعل البوليميراز المتسلسل لفائدة المخابر الجزائرية و الإفريقية في إطار شراكة و تعاون مع جامعة نامور (بلجيكا) المبادرة بعملية تضامنية دولية. وحسب السيد عزيون، فإن هذا البروتوكول التشخيصي لكوفيد-19، القائم على تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل المطور بجامعة نامور و المتقن من طرف مركز البحث في البيوتكنولوجيا، موجه للمخابر في إطار مكافحة تفشي فيروس كورونا، مؤكدا في نفس السياق على أن اختيار المركز من أجل تنفيذ هذه المهمة الدولية لم تكن "صدفة" لأن لديه المهارات اللازمة في مجال التكوين في مجال استعمال هذا البروتوكول التشخيصي. وانعكست حيوية العلم أيضا في المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا بقسنطينة من خلال مبادرة طلبة النادي العلمي في إنتاج الهلام الكحولي المطهر و توزيعه لفائدة الأطقم الطبية و شبه الطبية بمستشفى ديدوش مراد و المطار الدولي محمد بوضياف و كذا لفائدة عمال جامعة قسنطينة 3 كمساهمة من المدرسة خلال هذا الظرف الصحي الاستثنائي. وبرأي مدير المدرسة، دوادي خليفي، فإن هذه المنشأة التي يمثلها تتوفر على مؤهلات بشرية و لوجستية قادرة على استقبال أجهزة تشخيص كوفيد-19 بالنظر لتوفرها على مخابر متطورة جدا و مجهزة بالمعدات و الوسائل اللازمة لإجراء هذا النوع من الاختبارات. وأكد أن المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا بقسنطينة "مجهزة بأحدث المخابر و مزودة بمحطة للسلامة الميكرو بيولوجية تسمح بضمان إجراء اختبارات الكشف عن كوفيد -19".