أكد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو, الممثل الدائم لدى الأممالمتحدة, سيدي محمد عمار, على ضرورة المفاوضات المباشرة لحل النزاع في الصحراء الغربية من أجل التوصل إلى تسوية بما يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير وفقا للمعايير والممارسات الدولية, محذرا من حالة الجمود في عملية التسوية ومحاولات فرض الأمر الواقع التي تسمح بإطالة أمد النزاع ومعاناة الصحراويين, حسبما أفادت وكالة الانباء الصحراوية (واص). وأوضح الدبلوماسي الصحراوي - وفقا لما نقلته يومية ألمانية - أن استمرار عملية التسوية التي تشرف عليها الأممالمتحدة "بصيغتها الحالية وغياب إرادة حقيقة من مجلس الأمن لإنهاء النزاع, يفقد شعبنا الثقة العملية السياسية". و أضاف أن "من بين الأسباب التي من شأنها أن تزيد من تفاقم الوضع , هو غياب مبادرات من الجهات المعنية لدفع العملية إلى الأمام , وهو ما يخدم للأسف خيار المغرب المفضل , أي اللعب على الوقت وإطالة أمد النزاع ومعاناة الشعب الصحراوي, على أمل أن يقبل المجتمع الدولي ويعترف بالاحتلال غير المشروع , وضم أجزاء من الصحراء الغربية", تضيف (واص). و شدد الممثل الصحراوي الدائم لدى الأممالمتحدة على أن المفاوضات المباشرة بين الطرفين "ضرورية لحل النزاع, ومع ذلك, فإن مطالبة المجلس الطرفين من وجهة نظر واقعية بالعمل نحو تحقيق حل سياسي متفق عليه , يتعارض مع حق تقرير المصير نفسه الذي يجب أن يمارسه الشعب المعني بتصفية الاستعمار". وفي هذه الحالة, يضيف المسؤول الصحراوي, فإن "المالك الحصري للحق في تقرير المصير, هو الشعب الصحراوي الذي ينبغي أن يمارس حقه بطريقة حرة و مباشرة وديمقراطية , وفقاً للمعايير والممارسات الدولية. بدلا من هذه المقاربة التناقضية لتقرير المصير التي تسفر إلى حد كبير المأزق الذي يواجه حالياً عملية السلام التابعة للأمم المتحدة". و لفت محمد عمار إلى أن تتبع مسار عملية السلام التابعة للأمم المتحدة منذ عام 1991 ,"يظهر أنها تعرضت لإنزلاقات وتحولات جذرية أثناء تطبيقها, وهو ما أدى إلى الطريق المسدود الذي يواجه العملية اليوم". وبعبارة أخرى, يضيف المتحدث , "فمن دعم مجلس الأمن الواضح لحل قائم على استفتاء تقرير المصير الذي اتفق عليه الطرفان في عام 1988 ووافق عليه مجلس الأمن نفسه , انتقل المجلس إلى الدعوة إلى حل سياسي مقبول من الطرفين من شأنه أن يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره", ومنذ أبريل عام 2018 , إلى "التشديد على حل سياسي واقعي وعملي ودائم يقوم على التوافق". وفي "ظل الجمود ومحاولات فرض الأمر الواقع , وقبول بعض الأطراف بالوضع الراهن كذريعة لعدم القيام بأي شيء أو اتخاذ موقف في هذا الإتجاه", شدد المسؤول الصحراوي على أن الشعب الصحراوي "لن يقبل أبداً بهذا الوضع المرفوض تحت أي مبرر كان, كما عبر عن ذلك في العديد من الأحداث والمناسبات, ولا جبهة البوليساريو التي أكدت ذلك عشية مصادقة مجلس الأمن على قراراه (2494) في 30 أكتوبر 2019 وفي رسالة الرئيس إبراهيم غالي إلى الأمين العام الأممالمتحدة". و قال أن استمرار قضية الصحراء الغربية دون حل "يعود إلى نظرة الاطراف المتورطة وذات المصالح في استمراره, التي ترى في النزاع منخفض الشدةولا يمس مصالح اي دولة قوية", مضيفا في ذات السياق ان ذلك "لا يعني ان ان عدم تحذيرنا لهم من أن الوضع الراهن خطير و غير مستدام واختبار صبر الصحراويين أو اعتباره أمرا مفروغا منه". يذكر أن جبهة البوليساريو وعلى لسان ممثلها الدائم لدى الأممالمتحدة, قد أكدت أيام قبل عقد مجلس الأمن لجلسته الخاصة بالقضية الصحراوية في 9 أبريل الماضي, أنها ستبقى ملتزمة بالحل السلمي للنزاع في الصحراء الغربية و أنها لن تكون أبدًا شريكاً في أية عملية لا تحترم وتضمن بشكل كامل ممارسة شعب الصحراء الغربية لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال , وفقاً لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة.