أكدت رئيسة حزب اليسار الالماني، كاتيا كيبنغ، أن أوروبا بإمكانها المساهمة في التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الغربية، إذ بدون انحياز أو دعم للنظام المغربي لن يكون بوسعه التمادي في تجاهل الديمقراطية وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية . وشددت كاتيا كيبنغ، في مقال نشرته اليوم الاثنين على حسابها في "الفيسبوك"، على ان "دعم الطغاة والمستبدين هو دعم حقيقي للإرهاب" وقالت أن الوقت قد حان للقطيعة النهائية مع سياسة دعم الانظمة المستبدة التي تسوق نفسها كحارس حدود واستغلال ذلك لابتزاز أوروبا ...فنحن كأوروبيين مدينون للديمقراطيين في المغرب وللشعب الصحراوي وللاستقلالية والديمقراطية في أوروبا نفسها". و إنتقدت كاتيا كينتغ، بحسب ما ذكرته وكالة الانباء الصحراوية (واص)، سياسة حكومة بلادها المتعلقة بشؤون اللاجئين و تداعياتها السلبية التي تمس من حقوقهم الإنسانية والاساسية، مؤكدة أن هذه السياسة لها "انعكاسات خطيرة "على الامن والديمقراطية ليس بألمانيا فقط بل بدول الجوار الأوروبي ايضا. وحسب ذات المتحدثة، فان ذلك يظهر جليا، "في الدعم المقدم لبعض الانظمة الدكتاتورية مثل الملكية بالمغرب، في الوقت الذي تتزايد فيه تقارير المنظمات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية التي تتحدث في عدة مناسبات عن الاعتقالات والتعذيب على نطاق واسع وسوء المعاملة والاحتجاز التعسفي بالاضافة الى تجريم الصحافيين والمدونين والنشطاء الحقوقيين، حيث أن حرية الرأي لا وجود لها في المغرب، وعلاوة على هذا كله، يستمر المغرب في احتلاله لما يزيد عن ثلاثة عقود لجزء كبير من الصحراء الغربية منتهكا بذلك القانون الدولي". وأضافت كاتيا كيينغ، في مقالها المصادف للذكرى ال47 لتأسيس جبهة البوليساريو، أن انتهاك المغرب للقانون الدولي في الصحراء الغربية يحدث غالبا بالتعاون مع الشركات الأوروبية المتورطة في نهب الموارد الطبيعة مثل الفوسفات من تلك الأراضي التي تعيش على وقع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقمع الوحشي بصورة دائمة ومتكررة، حيث يحدث ذلك في ظل تعطل خطة السلام التي تشرف عليها الأممالمتحدة. ومن جهة أخرى تطرقت كاتيا كيبنغ إلى تعاطي المجتمع الدولي، خاصة بأوروبا مع قضية الصحراء الغربية، كإقليم خاضع للاحتلال العسكري المغربي، مقسم إلى جزأين بسبب جدار العار المليء بالألغام والأسلاك الشائكة الذي يفصل سكان الأراضي المحتلة عن إخوانهم في مخيمات اللاجئين، مشددة على ان انسداد الأفاق (عدم التوصل الى حل للنزاع) يوفر أرضية خصبة لإنعدام الأمن والاستقرار الذي يشكل أمرا مهما وإستراتيجيا لأوروبا. وكانت ألمانيا دعت شهر ابريل الماضي ، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف جاد وحازم لحلحلة حالة الاحتقان التي آل إليها مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية. جاء ذلك في بيان اصدره ، يورغن شولتز، نائب السفير الألماني في الأممالمتحدة، بعد اجتماع مجلس الأمن، وخصص لبحث الوضع في هذا الإقليم المحتل، حيث جدد التأكيد على دعم برلين الثابت للجهود المبذولة لتسوية قضية النزاع في الصحراء الغربية وطالب بإلحاح من الأممالمتحدة تعيين مبعوث جديد في أقرب وقت ممكن. وقبل ذلك، أكد تقرير أعده قسم الأبحاث بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) في ال18 مارس الماضي , حول الجوانب القانونية للنزاع في الصحراء الغربية, على وجود "انتهاكات كبيرة" لاتفاقية جنيف الرابعة من قبل المغرب, معتبرا اياه "قوة احتلال".