أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، يوم الجمعة، أن القيادة الصحراوية تعتبر كل ما يمر عبر الثغرة غير القانونية التي فتحها المغرب عبر الجدار غير الشرعي بمنطقة الكركرات خرق متواصل لمخطط التسوية للنزاع في الصحراء الغربية. وأكد السيد عمار في تصريح ل (واج) أن "حركة المرور التجارية والمدنية" المزعومة التي أثيرت في بيانات وتقارير الأمين العام الأخيرة تمر عبر منطقة خاضعة لسيطرة وإدارة جبهة البوليساريو ولا تعترف الأممالمتحدة بأي سيادة مغربية أو ولاية إدارية عليها وبالتالي "كل ما يمر عبر هذه الثغرة فهو غير قانوني ونعتبره خرقا متواصلا لبنود الاتفاقية العسكرية رقم واحد ولروح مخطط التسوية للنزاع في الصحراء الغربية ". إقرأ أيضا: جبهة البوليساريو تؤكد أن مهام بعثة المينورسو هي تنظيم استفتاء تقرير المصير وليس "تسهيل حركة المرور" وجاء تصريح ممثل جبهة البوليساريو لدى الاممالمتحدة تعقيبا على تعليق المتحدث الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة، ستيفان دوجاريك، اول امس الاربعاء والتي تحدث فيها عن "حركة المرور التجارية والمدنية غير المنتظمة" عبر الثغرة غير القانونية على خلفية المظاهرات السلمية التي ينظمها هذه الايام مدنيون صحراويون للتنديد بالاحتلال المغربي والمطالبة بتنظيم استفتاء حر ونزيه. وأبرز السيد عمار أن تعليق الناطق الرسمي الاممي جاء ردا على سلسلة الاحتجاجات العفوية والسلمية التي يقوم بها مدنيون صحراويون من رجال ونساء وأطفال ليس فقط في منطقة الكركرات، إنما على امتداد التراب الوطني الصحراوي للتعبير على "رفضهم الاحتلال المغربي لاجزاء من التراب الوطني". كما يطالب المتظاهرون السلميون الاممالمتحدة ومجلس الامن ب"اتخاذ كل الخطوات العملية من اجل خلق الظروف الملائمة لكي تتمكن البعثة الاممية من تنفيذ الولاية الحصرية التي أنشئت من أجلها في ابريل 1991 وهي تنظيم استفتاء حر عادل ونزيه يتمكن من خلاله شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". وهو المطلب الذي اعتبره الدبلوماسي الصحراوي "رئيسي" وينادي به كل الصحراويين والصحراويات دون تمييز أو استثناء. أما الحديث عن "حركة المرور التجاري والمدني" وخاصة عبر الثغرة غير القانونية في منطقة الكركرات فهو كما قال ممثل البوليساريو "بعيد كل البعد عن الصواب وقد عبرت القيادة الصحراوية مرارا عن رأيها الرافض له في العديد من المناسبات". وكان رئيس الجمهورية الصحراوية، الامين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، قد بعث مساء امس برسالة إلى الامين العام للامم المتحدة تعقيبا على تصريحات الناطق الرسمي باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك حول الحركة للصحراويين ضد الثغرة غير القانونية في الكركرات . وذكّر الرئيس الصحراوي الأمين العام للامم المتحدة، انطونيو غوتيريس، في رسالته، أن المهمة الأساسية لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) هي تنظيم استفتاء لتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وليست تنظيم وتسهيل "حركة المرور التجارية والمدنية. وشدد الرئيس الصحراوي - في رسالته التي وجهها أيضا الى مجلس الامن الدولي - على أنه "لا يمكن لأي احد أن يمنع المواطنين الصحراويين من ممارسة حقوقهم المشروعة في التظاهر السلمي والتعبير عن رفضهم للاحتلال المغربي سواء كان ذلك في الاجزاء المحتلة من الصحراء الغربية أو في أي مكان آخر من الإقليم". تجدر الاشارة الى أن منطقة الكركرات تصنف ك"منطقة منزوعة السلاح" تخضع لمراقبة بعثة المينورسو ولا يحق لطرفي النزاع التواجد بها بموجب اتفاق وقف اطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو في 1991، بعد مواجهة مسلحة بدأت في عام 1975 على اثر الغزو العسكري المغربي لإقليم الصحراء الغربية، غير أن الاحتلال المغربي استحدث استخدام المعبر في خرق للاتفاق . ودعت الحكومة الصحراوية بعثة المينورسو لأن تضطلع بدورها في المنطقة قائلة "إنه من غير المقبول بتاتا أن تستمر البعثة في غض الطرف عن استمرار وجود الثغرة غير القانونية المغربية وما يمر عبرها يوميا من بضائع، بما فيها الأطنان الهائلة من المخدرات".