أعرب رئيس الجمهورية الصحراوية, الأمين العام لجبهة البوليساريو, ابراهيم غالي, عن أمله في أن تنخرط الولاياتالمتحدة بشكل فعال, في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بما يتفق مع الشرعية والقانون الدولي, حسبما ذكرت وكالة الانباء الصحراوية (واص) يوم الأحد. وقال الرئيس الصحراوي في رسالة تهنئة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بمناسبة انتخابه لقيادة بلاده "نأمل أن تنخرط الولاياتالمتحدة, تحت قيادتكم, وبفعالية في الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سريع وسلمي ودائم لقضية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية على أساس ممارسة شعبنا لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". وأوضح أن "المطلوب الآن هو ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية اللازمة لكي تتمكن الأممالمتحدة من استئناف تنفيذ خطة السلام دون مزيد من التأخير من خلال السماح لشعبنا بممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال عبر التعبير الحر والحقيقي عن إرادته ودون أي قيود أو معوقات". كما أكد السيد ابراهيم غالي على أن الطرف الصحراوي يعتقد "اعتقادا راسخا بأن الحل السلمي والعادل والديمقراطي لقضية الصحراء الغربية سيكون له أثر كبير على أفريقيا والمنطقة بأسرها لأنه سيعجل بالاندماج في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل. كما أنه سيكون بمثابة قصة نجاح بالنسبة للأمم المتحدة تعزز مصداقيتها بوصفها أداة لا غنى عنها لصون السلم والأمن الدوليين". وبعد أن أشار الى ان القضية الصحراوية "ليست صراعا عرقيا أو دينيا أو حربا أهلية" بل قضية استعمار لم تحل بعد كما تقر بذلك الأممالمتحدة وأجهزتها الفرعية منذ عام 1963, أوضح الرئيس غالي في رسالته أن "استمرار احتلال المغرب لأجزاء من الاراضي الصحراوية وغيره من التحديات الأمنية الإقليمية يجعل التوصل إلى حل سريع وسلمي ودائم لقضية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية أمرا ضروريا وملحا أكثر من أي وقت مضى". وأدان في هذا الصدد استمرار احتلال المغرب لأراضي بلاده بالقوة وبصورة غير قانونية منذ 31 أكتوبر 1975, على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية للعام 1975 والعديد من قرارات الأممالمتحدة التي تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. "إن موقف العرقلة المغربية قد أدى حتى الآن إلى حرمان شعبنا من حقه المعترف به دوليا وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وهذا هو السبب الرئيسي الذي منع بعثة "المينورسو" حتى الآن من التنفيذ الكامل للولاية التي أنشئت من أجلها منذ حوالي ثلاثة عقود", تضيف رسالة الرئيس الصحراوي إلى نظيره الأمريكي. اقرأ أيضا : إبراهيم غالي يشيد بعلاقات الصداقة والتضامن بين الشعبين الصحراوي والنيوزلندي بالمقابل, أبرز الامين العام لجبهة البوليساريو, محاولات الأممالمتحدة خلال السنوات ال 29 الماضية تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس الأمن بهدف استكمال إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية, واطلاقها لعملية سلام قبلها رسميا طرفا النزاع, جبهة البوليساريو والمغرب, بهدف إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير في الإقليم. ولتحقيق هذه الغاية يوضح الرئيس غالي, أنشأ مجلس الأمن بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في عام 1991 من اجل الإشراف على وقف إطلاق النار الذي قبله الطرفان, مشيرا إلى تمكن البعثة من تحديد وتجميع قائمة الناخبين في الاستفتاء. وحسب ما جاء في نص رسالة الرئيس الصحراوي الى الرئيس الامريكي المنتخب, فإن ممارسات الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية لم تقتصر على جانب عرقلته لعملية السلام التابعة للأمم المتحدة فحسب بل "يواصل بشكل ممنهج انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة ونهب الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي بصورة غير قانونية". هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان تم توثيقها والإعلان عنها من قبل منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية "هيومن رايتس وتش" و"روبرت كينيدي لحقوق الإنسان" (مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان سابقا) ومفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان وغيرها. من جهة أخرى أكد الرئيس الصحراوي على قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية التي قام ويقوم عليها المجتمع الصحراوي رغم الاحتلال, الى جانب المساواة بين الجنسين وسيادة القانون الذي تلعب فيه المرأة دورا أساسيا في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقال في ذات السياق "كما هو معترف به على نطاق واسع في المنطقة وخارجها, فقد بنى المجتمع الصحراوي ثقافة سمتها الاعتدال والتسامح وتنبذ بشدة العنف وكل أنواع التطرف. كما نواصل الإسهام بفعالية في الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة وفقا لالتزاماتنا الإقليمية كعضو في الاتحاد الافريقي". واختتم الرئيس الصحراوي رسالته قائلا "نعتقد اعتقادا راسخا بأن الحل السلمي والعادل والديمقراطي لقضية الصحراء الغربية سيكون له أثر كبير على أفريقيا والمنطقة بأسرها لأنه سيعجل بالاندماج في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل, كما أنه سيكون بمثابة قصة نجاح بالنسبة للأمم المتحدة تعزز مصداقيتها بوصفها أداة لا غنى عنها لصون السلم والأمن الدوليين".