أكد مركز المصلحة الوطنية وهو مجموعة تفكير أمريكية (ثينك تانك) أن قرار الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب بإعلان السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية, "قد عرض الأمن الغذائي العالمي الى الخطر". و كان البيت الابيض قد اعلن يوم امس الخميس عن تفاوضه حول اتفاق مع المغرب من اجل تطبيع علاقاته مع اسرائيل, و بالمقابل تعترف الولاياتالمتحدةالامريكية بالسيادة المزعومة للمغرب على الاراضي الصحراوية غير المستقلة, الامر الذي اعلنه الرئيس الامريكي ترامب في تغريدة على موقع تويتر. و في منشور له, ذكر مركز ثينك تانك ان الصحراء الغربية, التي تعتبر منطقة غنية بالثروات مثل منطقة كولورادو, تمتلك احتياطي عالمي هام لمادة الفوسفات و التي تعتبر ذات اهمية بالغة في صنع الاسمدة مما يعني انها جد هامة في الانتاج الغذائي العالمي في المستقبل. و امام هذا الواقع, تساءلت مجموعة التفكير عن "سبب وضع الرئيس ترامب مصالح اسرائيل فوق كل الاعتبارات الاخرى, لاسيما الامن الامريكي". و حسب ذات المركز, فان دوافع المغرب, الذي يسعى الى تأكيد سيادته المزعومة على الصحراء الغربية, تعتبر اقتصادية في مجملها. و بضمه للاراضي الصحراوية بطريقة غير شرعية, يتحكم المغرب في قرابة 73 بالمئة من الاحتياطي العالمي للفوسفات التي تعتبر ثروة غير متجددة و ذات اهمية بالغة في صناعة الاسمدة, مما يجعل مسألة التحكم في احتياطي الفوسفات مكسبا ذو أهمية عالمية. و نظرا لمكانته الهامة في الحسابات الاقتصادية للمغرب, يتواجد النزاع مع الصحراء الغربية في قلب السياسة المغربية منذ عدة عشريات, يضيف المصدر. وأشارت مجموعة التفكير أن منظمة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي دعما حق الصحراويين في تقرير المصير ولكن المغرب رد باستعمار الإقليم واستغلال ثرواته. واستمر النزاع إلى غاية وقف إطلاق النار الذي تفاوضت حوله الأممالمتحدة سنة 1991, شريطة تنظيم استفتاء تقرير المصير ولكن المغرب رفض حدوث التصويت مفضلا فرض السيطرة الفعلية. وحسب المنشور, فان احتلال الصحراء الغربية من طرف المغرب وقمعه الوحشي لمقاومة السكان الصحراويين وتعنته امام الإدانة الدولية كلها امور ساهمت في تفسير لما "يميل المغرب أكثر إلى خيار الإسرائليين بدلا من الفلسطينيين". وقد نشأ النزاعان من الخروج الفوضوي للقوى الاستعمارية الأوروبية (بريطانيا في فلسطين وإسبانيا في الصحراء الغربية) وركزت حكومتي المحتلين الإسرائيلي والمغربي على السيطرة الفعلية على الإقليم لكي يقوضا تدريجيا المعارضة الدولية مع مرور الزمن. بالرغم من وجود علاقات ودية بين المغرب وإسرائيل, اعتبرت مجموعة التفكير أن "الدعم الشعبي لفلسطين كان هاما من الناحية التاريخية بحيث ان الحكومة المغربية تعرض نفسها لتمرد مفتوح من خلال تطبيع علاقاتها مع إسرائيل".