عرض فيلم وثائقي، مساء أمس الاثنين، المعارك الضارية الدائرة رحاها، على طول الجدار العازل، بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي، والجيش المغربي، عقب خرق الأخير لاتفاق وقف إطلاق النار، في 13 نوفمبر الماضي. ونقل الوثائقي الذي بث على القناة التلفزيونية الثالثة الإخبارية، وحمل عنوان قطاع المحبس 48 ساعة في قلب المعركة المخفية"، حقيقة الوضع السائد في ساحة المعركة بين جبهة البوليساريو والمخزن، مقابل تعتيم إعلامي ممارس من قبل الأخير، حول ما يحدث فعليا على الأرض، حيث تعمدت الرباط ممارسة التعتيم والتضليل وتفادي نقل الواقع. وسلط الضوء على الهجمات المركزة التي يشنها جيش التحرير الشعبي الصحراوي، على مواقع تخندق قوات الاحتلال المغربي، على طول جدار العازل، محولا بذلك مساحات شاسعة منه إلى أنقاض بفعل القصف المتواصل. كما استعرض الوثائقي، في حوالي 20 دقيقة، فصول الأزمة في الصحراء الغربية، منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع من لدن الطرفين سنة 1991، عقب العدوان المغربي على متظاهرين صحراويين سلميين، في المنطقة العازلة بالكركرات، احتجاجا على فتح الثغرة غير الشرعية هناك، وما تلى ذلك من إعلان جبهة البوليساريو إنهاء العمل بالاتفاق، والعودة إلى الكفاح المسلح. إقرأ أيضا: الصحراء الغربية: المخزن يحشد جهازا كاملا في إطار"حرب المعلومات" ونقل الفيلم الوثائقي، الذي عايش فيه طاقم التلفزيون وقائع الأحداث، بمعية مفارز متقدمة لوحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، صورا حية وواقعية للهجمات الضارية التي تستهدف بصورة متواصلة، معاقل ونقاط تمركز القوات المغربية المتخندقة خلف أحزمة، لم تعد تقيهم من ضربات المقاتلين الصحراويين. كما بيّن مدى تمرس المقاتل الصحراوي وجاهزيته، وهو العارف بخبايا الأرض والميدان، ومدى العزيمة وروح التضحية المغروسة في الجيل الجديد المقاتل، العازم السير على درب أجداده وآبائه، وكله إصرار على بذل الغالي والنفيس إلى غاية تحرير كل شبر من أرضه المغتصبة. وكشفت الشهادات الحية للقيادات العسكرية والمقاتلين الصحراويين - التي نقلها ذات الوثائقي- عن إرادتهم وتصميمهم على تحرير أرضهم المحتلة، والمضي قدما نحو النصر أو الشهادة، وكلهم قناعة أن حرب التحرير مسؤولية كل الأجيال. وقال سيدي أوكال، الأمين العام لوزارة الأمن والتوثيق الصحراوية، في هذا الصدد: "لقد نسفت المملكة المغربية في 13 نوفمبر 2020، مخطط السلام واتفاق وقف إطلاق النار نهائيا، بالفعل الدنيء الذي أقدمت عليه في منطقة الكركرات، من خلال خروجها من الحزام الدفاعي وأخذها لأراض جديدة، أضافتها إلى الأراضي المحتلة، وبموجب ذلك تحررت جبهة البوليساريو نهائيا من اتفاق وقف اطلاق النار، وأصدرت الجمهورية الصحراوية قرارا بهذا الموجب، ومنذ ذلك التاريخ دخل جيش التحرير الصحراوي في حرب"، مضيفا "يحاول المغرب أن يتكتم على هذه الحرب، وأن يخفيها، ويظهر أن المنطقة هادئة ولا وجود للحرب فيها". إقرأ أيضا: الجيش الصحراوي يوجّه قصفا مدمرا لقواعد الاحتلال المغربي وعلى نقيض الادعاءات المغربية، كشف الوثائقي، أنه وعلى أرض الواقع، هناك حرب مكتملة الأركان بهجمات وغارات وقصف مركز ليلا ونهارا على عدة محاور، تستخدم فيها مختلف أصناف الأسلحة التي تبين مدى تمرس وحدات جيش التحرير الصحراوي، وقدراته القتالية في مواجهة حرب فرضت عليه عنوة، من قبل الاحتلال المغربي.