أكد المحافظ السامي لتطوير السهوب، أمجكوح مصطفى، اليوم الأربعاء بولاية الجلفة، أن ترقية زراعة "الكينوا" بالجزائر تستدعي إنشاء غراسات نموذجية لدى الفلاحين وضمان المرافقة الميدانية لهؤلاء لخوض غمار التجربة في هذا المنتوج الذي يعد مكملا للحبوب. وقال السيد أمجكوك -- على هامش دورة تدريبية لإطارات المحافظة يجري تنظيمها على مدار يومين كاملين بالتعاون مع المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية ببسكرة -- على ضرورة التقرب من الفلاحين وتبسيط المفاهيم الإرشادية بشأن غراسة الكينوا من خلال مرافقة نماذج يتم إختيارها بعناية ويتم دعمها تقنيا. وأضاف ذات المسؤول أنه من الممكن تشجيع غراسة الكينوا عبر مشتلة المحافظة، الكائن ببلدية تعظميت (50 كلم جنوبالجلفة)، وكذا اختيار فلاحين بالمناطق ذات التربة المالحة (وهو ما يلائم هذا النبتة العشبية) وذلك على مستوى بلدية الزعفران كنموذج للمرافقة. وكما أشار السيد أمجكوح إلى إمكانية تعميم هذه المرافقة التقنية للفلاحين عبر المحافظات الجهوية للولايات السهبية للوصول إلى نتائج إيجابية في ترقية ودعم غراسة الكينوا لما لها من أهمية في شعبة الحبوب ذات الخصوصية من حيث فوائدها الغذائية وحتى العلفية عند جفاف محصولها. من جهتها عرضت مؤطرة الدورة حليمة خالد، مهندسة بالمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية، وبشكل دقيق كل ما يخص نبتة الكينوا ودورة حياتها وكيفية بذرها وصولا إلى إنتاجها الذي يتحقق بمتابعة تقنية جد خاصة لكون هذه التجربة دخلت الجزائر عام 2013 وبدأت تجاربها البحثية في العام الموالي. إقرأ أيضا: تجربة زراعة الكينوا بورقلة: تحقيق نتائج مشجعة تصل إلى 32 قنطار في الهكتار ولاقت هذه الدورة التدريبية في يومها الاول تجاوبا كبيرا من طرف تقنيي المحافظة وإطاراتها من خلال النقاش الذي دار مع المؤطرة في كثير من الجوانب المتصلة بهذا النوع من البذور القادم من موطنه الأصلي بأمريكا اللاتينية بجبال الأنديز. وجدير بالذكر، تعتبر زراعة نبتة الكينوا (نبات عشبي خالي من الغلوتين) ذات أهمية كبرى في الغراسات النموذجية، التي تعول عليها الجزائر - حسب المختصين - فهي إلى جانب كونها مكمل لشعبة الحبوب، لاسيما منها القمح، قد تجد ظروفها الطبيعية في عدد من المناطق بربوع الوطن. وتعرف الكينوا بقيمتها الغذائية العالية، إذ تحوي جميع الأحماض الأمينية الأساسية وتخلو من الغلوتين، وبقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية والبيئية القاسية، مثل الجفاف والتربة الهشة. كما لها فاعلية كبرى في مجابهة التصحر. كما تتميز هذه الحبوب بقدرتها على النمو في التربة ذات الملوحة العالية، علما أن هناك تجارب نموذجية بعدد من ولايات الوطن على غرار بسكرة ووادي سوف وأدرار.