من المرتقب أن يتحدد إنتاج الكنوا في الجزائر بدءا من سنة 2017، حيث تخطط الحكومة لاستغلاله كبديل للقمح وحل لتقليص فاتورة الاستيراد التي تكلف الخزينة العمومية الملايير من العملة الصعبة سنويا. كشفت مليكة فضيلة حمانة، المديرة الفرعية للبحث بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أول أمس، للمجلة العلمية الدولية ”سيديف”، فإن أن الجزائر تعتزم البدء رسميًّا في إنتاج حبوب الكينوا عام 2017، وذلك بعد تواصل تجارب زراعتها في 7 مناطق بيئاتها متنوعة، وتحقيقها نتائجَ جيدة. توضح حمانة، مديرة مشروع زارعة الكينوا بالجزائر، للمجلة العلمية أنه تم اختيار مواقع تمتاز بالتربة المالحة لزراعة الحبوب بها، مثل ولاية غليزان ومستغانم، أما في ولايتي بسكرة والوادي فتمت زراعتها في تربة رملية وتحت أشجار النخيل، لمعرفة شدة تحملها المناخ الصحراوي الجاف. ووفق المصدر ذاته، فالنتائج كانت إيجابية، لكن موجة الجليد التي ضربت ولايات الوسط واستمرت أسابيعَ أضرت بالمحصول”. وأضافت حمانة ”لا يعني ذلك أن المناخ البارد لا يلائم زراعة النبتة، ففي أمريكا اللاتينية تنمو غير بعيد عن جبال الأنديز (موطنها الأصلي)، حيث تشتد برودة الجو”، وتعزو السبب إلى طبيعة البذور التي لم تكن جيدة. ومن جهته، قال جمال سويسي، رئيس قسم البحوث والتجارب في المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية بولاية بسكرة (جنوب البلاد لذات المجلة العلمية: ”في نوفمبر الماضي، جنينا من الهكتار الواحد بولايات بسكرة وڤالمة وغليزان نحو 10 -15 قنطارًا من حبوب الكينوا، وتراوحت غلة بعض الأصناف بين 25 و55 قنطارًا”. ويضيف سويسي: ”ننتظر انقضاء فبراير الجاري لجني بقية المحصول؛ لتقييم نتائج المشروع”. وتشير حمانة إلى أن الجزائر اشترطت على منظمة الأغذية والزراعة إقامة دراسات ميدانية للمشروع وتجربته عامين على الأقل قبل البدء في تعميم نتائجه، ”بغية التحقق من خلو حبات الكينوا من أمراض نباتية قد تضر بالمحاصيل الزراعية الأخرى، وكذا التعرف على مقاومتها للآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية في البلاد”. وأضافت ”لا نريد أن تكون زراعة الكينوا منافسًا لزراعة أنواع الحبوب الأخرى في البلاد من قمح وشعير، بل مكملًا لها”، وعليه نسعى لضمان أعلى إنتاج في ظل الظروف المناخية المختلفة. وهي تعدد مزايا الكينوا، ذكرت مليكة أنها ”تُزرع في درجات حرارة تتراوح بين 8 درجات و38 درجة مئوية، كما يمكن أن تُزرع من مستوى سطح البحر إلى ارتفاع أربعة آلاف متر”. ورغم فوائد الكينوا، ومردودها التنموي، إلا أن تعميم زراعتها يواجه مخاوف الفلاحين من زراعة نبتة دخيلة عليهم، ما يستلزم بدء التجارب والحملات الترويجية في أوساطهم. يؤكد سويسي أنه ”بعد معرفة جدوى المشروع ستتواصل المصالح المعنية بشؤون الفلاحين النموذجيين في الصحراء، ومن المتوقع أن يكون ذلك ابتداء من العام المقبل”. وأشار سويسي أيضًا إلى إمكانية ”تسويق المحصول وتصديره للخارج في ظل أزمة النفط الحالية”.