تواصل العاصمة الامريكيةواشنطن تعزيز إجراءاتها الأمنية، استعدادا لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، الاربعاء المقبل، وسط تأكيد الادارة الجديدة للبيت الابيض عزمها استئناف القيام بدورها دوليا كشريك مع القوى الكبرى في مجموعة من الملفات. ووسط هذا التأهب الامني، قال بايدن "يمكن للأمريكيين أن يثقوا بأننا سنضمن حفل تنصيب آمنا، وأن الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس سيؤديان القسم بصفتهما الرئيس الجديد ونائبته للولايات المتحدة بطريقة تتوافق مع تاريخنا وعاداتنا وتكرّم الشعب الأمريكي والولاياتالمتحدة". وتعهد مايك بنس، نائب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بضمان أمن حفل تنصيب الرئيس بايدن و باحترام تاريخ الولاياتالمتحدة وضمان انتقال السلطة بأمان إلى الرئيس المنتخب. إقرأ أيضا: الولاياتالمتحدة تستعد لتنصيب بايدين, وسط إجراءات أمنية مشددة وبدأ فعلا جهاز الخدمة السرية في البلاد تنفيذ ترتيباته الأمنية الخاصة بحفل التنصيب أي قبل نحو أسبوع مما كان مقررًا أصلًا، وذلك بعد اقتحام مؤيدو ترامب مبنى الكونغرس (الكابيتول) يوم السادس يناير في محاولة لمنع التصديق النهائي على فوز بايدن. وقال ماثيو ميلر مدير المكتب الميداني لجهاز الخدمة السرية في واشنطن للصحافيين "لا يمكننا أن نسمح بتكرار الفوضى والممارسات غير القانونية التي شاهدتها الولاياتالمتحدة والعالم الأسبوع الماضي". من جانبه، أوضح تشاد وولف، القائم بأعمال وزير الداخلية في بيان "إنه في ضوء أحداث الأسبوع الماضي وتطورات الوضع الأمني قبل حفل التنصيب" صدرت أوامر لجهاز الخدمة السرية ببدء عملياته الأمنية يوم 13 يناير بدلا من 19 يناير، مضيفا أن الوكالات الاتحادية وتلك الخاصة بالولايات "ستواصل تنسيق خططها وتحديد الموارد لهذا الحدث المهم". وكانت السلطات الامنية -بحسب تقارير صحفية- توقعت ارتفاع عدد قوات الحرس الوطني في العاصمة بحلول يوم التنصيب الرئاسي إلى نحو 20 ألفا، فيما نشرت قيادة الحرس الوطني، وهي تتبع لوزارة الدفاع، نحو 7 آلاف من عناصرها في شوارع واشنطن وحول المباني الحساسة لدعم القوات الأمنية. وذكرت التقارير أنه على غير العادة، تم تزويد أفراد الحرس الوطني المنتشرين في محيط مبنى الكونغرس بالأسلحة. كما أعلنت هيئة المتنزهات الوطنية عن إغلاق منطقة "ناشيونال مول" والمعالم الأمريكية الشهيرة في واشنطن حتى 21 يناير على الأقل، و أقيمت نقاط تفتيش على مداخل وسط المدينة، فيما أكد حاكم فرجينيا إغلاق أربعة جسور تربط الولاية بواشنطن أثناء حفل التنصيب. وتشهد مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي دوما إجراءات أمنية مشددة بقيادة جهاز الخدمة السرية، إلا أن إجراءات تأمين المراسم هذا العام ستكون أكبر من المعتاد بعد أعمال العنف التي أدت الى مقتل عدد من الاشخاص واعتقال 100 شخص على خلفية الهجوم على الكابيتول. == بايدن يؤكد استئناف واشنطن القيام بدورها كشريك مع القوى الكبرى == الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة، أشار إلى العودة إلى السياسة الأمريكية التقليدية، واستئناف واشنطن القيام بدورها على صعيد العالم كشريك مع القوى الكبرى في مجموعة من الملفات الدولية. وشدد بايدن مع أعضاء فريقه الرئيسيين -الذين اختارهم لمهام الدبلوماسية والأمن في حكومته المقبلة- عودة التعددية كرسالة رئيسية لحكمه، خلافا لشعار "أمريكا أولاً" الذي أطلقه دونالد ترامب. وقال بايدن وبجانبه نائبته كمالا هاريس "إنه فريق يعكس أن أمريكا عادت، وهي جاهزة لقيادة العالم وعدم الانسحاب منه" مضيفا "لا يمكننا بمفردنا أن نعالج مشكلات العالم". في سياق متصل ،قال أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي حقيبة وزارة الخارجية: "لا يمكننا بمفردنا أن نعالج مشكلات العالم علينا أن نعمل مع الدول الاخرى". بدورها أكدت السفيرة الأمريكية المقبلة لدى الأممالمتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، "عودة تعددية الأقطاب وعودة الدبلوماسية". الادارة الجديدة للبيت الأبيض كشفت ، أن الرئيس المنتخب تعهد بتوقيع عدة مراسيم يوم تنصيبه التي "ستعيد الولاياتالمتحدة إلى مكانتها الدولية". وقال رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة بايدن في بيان أمس إن الرئيس الأمريكي المنتخب سيوقع على عدد من المراسيم فور تسلمه منصبه ،الأربعاء المقبل. إقرأ أيضا: الكونغرس يصادق على تنصيب بايدن رئيسا للولايات المتحدة بعد "يوم أسود" على الديمقراطية في البلاد وذكر البيان أن بايدن سيوقع على إلغاء حظر السفر لمواطني عدة دول منها دول ذات غالبية مسلمة وسيعيد الولاياتالمتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ. وأَضاف أنه سيوقع أيضا على قرار تنفيذي بإلزام ارتداء الكمامات في المؤسسات الفيدرالية وعلى متن وسائل النقل بين الولايات، مثلما سيصدر تعليماته بلم شمل الأطفال الذين فصلوا عن أسرهم على الحدود مع المكسيك. كما كشف بايدن النقاب عن مقترح خطة تحفيز اقتصادية بقيمة 1،9 تريليون دولار لدعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات كورونا. وتضمن المقترح الذى حمل اسم "خطة الإنقاذ الأمريكية" العديد من تدابير التحفيز للأفراد والشركات الأمريكية تشمل مدفوعات مباشرة لمعظم الأمريكيين بقيمة 1400 دولار، لتضاف إلى 600 دولار الحالية، ما يرفع القيمة الاجمالية للمدفوعات إلى 2000 دولار. وتضمنت الخطة زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارا فى الساعة، ورفع قيمة مدفوعات إعانة البطالة بقيمة 400 دولار أسبوعيا حتى نهاية سبتمبر المقبل. كما شملت الحزمة مساعدات للحكومات المحلية والولايات بقيمة 350 مليار دولار، و170 مليار دولار للمؤسسات التعليمية، و50 مليار دولار لاختبارات الفيروس.