قال مصدرون و خبراء اقتصاديون، اليوم الاربعاء، إن الجزائر تملك حظوظا كبيرة لولوج السوق الافريقية، و تصدير منتجاتها، خاصة بعد انشاء منطقة التبادل الحر الافريقية، مؤكدين على اهمية الديبلوماسية الاقتصادية في البحث عن أسواق جديدة والتعريف بالمنتجات الوطنية. جاء ذلك خلال جلسة استماع ، نظمتها لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعية والتجارة والتخطيط والاتصال بالمجلس الشعبي الوطني، لطرح انشغالات المتعاملين الاقتصاديين و العمل على "إيجاد الحلول المناسبة لرسم خارطة الطريق للنموذج الاقتصادي الجديد". و تمحور نقاش الخبراء حول موضوع الدبلوماسية الاقتصادية، لما " تُتيحه من قنوات اتصال، و أطر للتعاون مع الدول الاجنبية"، لخدمة اقتصاد البلاد من خلال "البحث عن أسواق جديدة واستقطاب الاستثمار الأجنبي". وأكد رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية بالمجلس الشعبي الوطني، لوهيبي نبيل في تصريح ل(واج) على هامش الجلسة، أن الجزائر " تملك حاليا حظوظا كبيرة لبناء النموذج الاقتصادي الجديد من خلال اعطاء السياسة الخارجية بعدا اقتصاديا". وأضاف النائب بالبرلمان،" أن دور الدبلوماسية مهم جدا لولوج الاسواق الخارجية"، لذا يجب -حسبه- "خلق ميكانيزمات دبلوماسية جديدة لفتح المجال للاستثمار والتصدير"، لتعزيز تواجد الجزائر على الساحة الافريقية والدولية. ولفت إلى أن " الاقتصاد سند قوي للمواقف السياسية للبلاد، خاصة في ظل التحديات الإقليمية " الحالية. وأشار السيد لوهيبي نبيل الى أن " الجزائر متواجدة بقوة على الساحة السياسية من خلال مواقفها على الصعيدين الإقليمي والدولي"، لذا يجب "استغلال هذه الأهمية السياسية لدعم التواجد الإقتصادي". من جهته، أكد رئيس جمعية المصدرين "انيكسال"علي باي ناصر، في تصريح لواج، على حظوظ الجزائر الكبيرة في التصدير للبلدان الافريقية، بالنظر إلى " الطلب الكبير والشامل في القارة الافريقية" . إقرأ أيضا: طاقة: الجزائر تسعى لتطوير تعاون مربح للطرفين مع البلدان الافريقية وقال في هذا الاطار،هناك قطاعات مهمة يمكن المراهنة عليها كقطاع الاسمنت والصلب، والذي وصلت قيمة صادراته في ظرف وجيز الى قرابة 100 مليون دولار أغلبها كانت نحو الدول الافريقية. وأكد على أهمية استغلال منطقة التبادل الحر الافريقية، مرافعا " لضرورة تسوية العراقيل اللوجستيكية"، خاصة على مستوى النقل البحري، أين يعاني المصدرون-حسبه- من "نقص الحاويات"، لافتا الى ان 97 في المائة من الشركات في هذا المجال هي شركات أجنبية. وشدد رئيس جمعية "انيكسال" على أهمية الذهاب بصفة مستعجلة الى "منطقة تجارة حرة على مستوى منطقة عين قزام بأقصى الجنوب الجزائري، للاستجابة للطلب القادم من افريقيا"، مضيفا، "يجب ان نكون بالقرب من مختلف الدول الافريقية لتصدير منتجاتنا". وأبرز أن دور الدبلوماسية مهم جدا في هذا الميدان من خلال منح المصدرين كافة المعطيات حول الصناعات والاستثمارات التي تحتاجها الدول الافريقية، داعيا إلى تكوين مجموعات ضغط سياسية "لوبيينغ سياسي" لمرافقة المصدرين والمتعاملين الاقتصاديين، ما يستوجب- حسبه- "دعم سياسي و دبلوماسي قوي". وأشار الى ان الجزائر بإمكانها المراهنة على الصناعة الصيدلانية لجلب العملة الصعبة. وختم السيد ناصر باي بالتأكيد على ان الحفاظ على احتياطي الصرف من العملة الصعبة "لا يتوقف على تخفيض الواردات فقط بل يجب الرفع من قيمة الصادرات، و الاستثمار في الصناعة المصدرة". وفي سياق متصل، ابرز الخبير البنكي ،فريد بورناني في مداخلته، قدرات الجزائر في التصدير الى الاسواق الافريقية، قائلا" الجزائر تملك فرصا كبيرة لولوج الاسواق الخارجية، خاصة الافريقية " لكن الأمر يتطلب -حسبه- القيام "بإصلاحات في مجال المنظومة البنكية وفي التشريعات" الاقتصادية. وأكد بورناني على "ضرورة تفعيل العمل الديبلوماسي، وتحديد الدول الصديقة، التي ستتعامل معها الجزائر من اجل ترقية التبادلات التجارية. من جانبه، اكد الإطار السابق بوزارة الصناعة، مالك العيدوني على أهمية الدبلوماسية الاقتصادية للتعريف بالثروات الطاقوية و المنجمية الهامة للجزائر، لافتا الى ضرورة ترقية الصناعات التحويلية، "لأنها ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. وتساءل عن فائدة تصدير الجزائر لغازها الطبيعي كمادة خام واعادة شراء المشتقات الغازية في حين تملك امكانيات لترقية الصناعة التحويلية.