تجري التحضيرات الفلسطينية للانتخابات العامة المقررة ابتداء من مايو المقبل, وذلك تمهيدا لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والشراكة الوطنية الكاملة وصولا إلى المصالحة. ومن المقرر أن يجري الفلسطينيون الانتخابات التشريعية في 22 مايو المقبل, تتبعها انتخابات رئاسية في 31 يوليو المقبل , بعد توصل الفصائل الفلسطينية, الثلاثاء الماضي, الى اتفاق حول كل القضايا الرئيسية لإجراء الانتخابات , بموجب محادثات عقدتها برعاية مصرية في القاهرة. وتوصلت الفصائل الفلسطينية عقب يومين من الاجتماعات بالقاهرة إلى تفاهم تمثل في وثيقة من 15 بندا كانت بمثابة "خريطة طريق" لإتمام وإنجاز الانتخابات. وفي السياق, قال اللواء جبريل الرجوب, أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح), رئيس وفدها إلى الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة, أن الاتفاق بين الفصائل "ينص على أن يتوج إجراء الانتخابات التشريعية بتشكيل حكومة ائتلاف وطني تتولى تنفيذ آليات متفق عليها بشأن إنهاء الانقسام الداخلي". و أضاف أن الحكومة المنشودة "ستتولى العمل على مسار وحدة كافة مؤسسات وأجهزة الدولة سواء الأمنية أو المدنية, ورسم سياسة وطنية موحدة ترتكز على العدالة والمساواة في كافة المحافظات الفلسطينية". وذكر أن "الانقسام الداخلي له امتدادات بجوانب قانونية ووظيفية واجتماعية ولذلك تم الاتفاق على تشكيل لجنة وطنية من شخصيات وازنة لوضع أسس ورؤية استراتيجية لإنهاء الانقسام بعيدا عن منطق المحاصصة" .كما أبرز المسؤول الفلسطيني أن اجتماعات الفصائل "أفرزت خارطة طريق بمعالم واضحة لإنهاء الانقسام وتحقيق الشراكة الوطنية الكاملة" . ويرى خبراء سياسيون أن قدرة الفلسطينيين على إجراء الانتخابات في موعدها, يؤدي الى إنهاء الانقسام بشكل حاسم وأن يوحد الفلسطينيين على برنامج وطني موحد. اقرأ أيضا : بوقدوم يجدد موقف الجزائر الثابت واللامشروط الداعم للشعب الفلسطيني الفصائل الفلسطينية تستعد عمليا لخوض الانتخابات وبدأت الفصائل الفلسطينية رسميا, الاستعداد العملي لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة في انتظار أن تشرع قريبا, في إعداد خططها الانتخابية, بما يشمل البرنامج السياسي واختيار المرشحين وكذلك بحث مسألة التحالفات والدخول في قوائم مشتركة. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح), صبري صيدم, أن الحركة تتجه نحو تشكيل قائمة موحدة لخوض انتخابات المجلس التشريعي (البرلمان) . وأَضاف إنه لا صحة لما يتردد في وسائل إعلام عن "خلافات وانشقاقات" محتملة داخل الحركة قبيل خوض الانتخابات, مشيرا إلى أن تحضيرات واسعة تجري على قدم وساق داخل الأطر التنظيمية لحركة (فتح) في متابعة ملف الانتخابات "للتوافق على قائمة انتخابية موحدة تراعي الأسس المحددة من اللجنة المركزية" . وأفاد بأن اللجنة المركزية لفتح تلقت رسالة من العضو فيها المعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي, مروان البرغوثي, أكد فيها التزامه بموقف الحركة ووحدة قائمتها الانتخابية. من جانبه, ذكر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية , حرص الحركة على توفير "المناخ الوطني اللازم" لإنجاز الانتخابات الفلسطينية العامة المقبلة بكافة مراحلها. وقال هنية , في بيان عقب اتصال هاتفي أجراه مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية حنا ناصر, "إن حماس ستقوم بكل ما يتعلق بها من التزامات من حيث الحريات والأمن وضمان شروط النزاهة بالتعاون مع لجنة الانتخابات" . وأضاف أن "الأمل معقود على متابعة اللجنة لتأمين الحريات والعمل على ضمانة نزاهة الإجراءات في الضفة الغربية كذلك, وعدم السماح للاحتلال الإسرائيلي بالتدخل في العملية الانتخابية, وصولا إلى احترام نتائج الانتخابات من جميع الأطراف". يأتي ذلك فيما ذكرت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية امس الثلاثاء ارتفاع عدد المسجلين للانتخابات إلى 2.57 مليون مواطن ومواطنة حتى صباح امس يشكلون ما نسبته 91.7 في المائة من أصحاب حق التسجيل . وأضافت أن طواقم التسجيل المتنقلة أضافت 66 ألف مواطن ومواطنة للسجل الانتخابي, إلى جانب 306 آلاف سجلوا ذاتيا من خلال موقع اللجنة الإلكتروني, وأكثر من 2000 سجلوا ورقيا في مكاتب المناطق الانتخابية. وكانت عملية التسجيل الميداني للانتخابات الفلسطينية قد بدأت في 10 فبراير الجاري. وكان الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, قد أصدر في 15 من شهر يناير الماضي, مرسوما بالدعوة لانتخابات فلسطينية عامة على ثلاث مراحل ابتداء من مايو المقبل. وبموجب المرسوم ستجري الانتخابات التشريعية في 22 مايو المقبل, تتبعها الانتخابات الرئاسية في 31 يوليو المقبل, على أن تتبع بانتخابات لتشكيل المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في 31 أغسطس المقبل.