يتوجه السوريون، غدا الأربعاء، إلى مراكز الانتخاب المنتشرة في معظم المحافظات السورية لاختيار رئيس للبلاد ، وسط إجراءات أمنية مشددة . ويتنافس في هذه الانتخابات التي تعد الثانية منذ تعديل الدستور في عام 2012 ، ثلاثة مرشحين، هم الرئيس الحالي بشار الأسد، وعبد الله سلوم عبد الله وهو برلماني سابق وينتمي لحزب (الوحدويون الاشتراكيون) أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ( الائتلاف الذي يقوده حزب البعث الحاكم في سوريا ، ومحمود مرعي وهو محام ومعارض سوري . وأعلنت وزارة الداخلية السورية ، أن نحو 18 مليون سوري يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية. وقال وزير الداخلية السوري ،محمد الرحمون، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء ، أن عدد الذين يحق لهم التصويت تجاوزوا ال 18 من العمر، وغير محرومين قانونا من التصويت، يبلغ 18 مليونا، و107 آلاف سوري، داخل سوريا وخارجها، وذلك بعد استبعاد المحرومين من حق الانتخاب وفق قانون الانتخابات العامة. ونقلت وكالة الانباء السورية، عن الرحمون ، ان العدد يشمل جميع المواطنين السوريين على قاعدة البيانات في الشؤون المدنية ممن يحق له التصويت، موضحا أن "هناك الكثير من المواطنين أرغمتهم الظروف إلى المغادرة إلى دول الجوار من مراكز غير رسمية وبالتالي لا يوجد إحصاء دقيق لمن هم في هذه المناطق". وفي رده عن سؤال حول التصويت في المناطق التي مازالت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" ، أوضح الوزير السوري إنه "تم إحداث مراكز انتخابية على كامل الجغرافيا السورية، أما في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية، فقد تم إحداث مراكز بمحاذاة تلك المناطق للسماح والتسهيل للمواطنين لممارسة حقهم بسهولة ويسر". وأشار بالمناسبة إلى أنه " تم استكمال جميع التحضيرات والتجهيزات اللوجستية اللازمة للعملية الانتخابية الخاصة بالاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخابات رئيس الجمهورية". وتستعد سوريا لهذا الاستحقاق ، وسط إجراءات أمنية مشددة ، بحسب الإعلام المحلي ، حيث تمت اقامة عدة حواجز بدمشق خاصة عند مداخلها وانتشار قوات الامن بها ، تحسبا لوقوع أي طارئ قبل يوم من بدء الانتخابات الرئاسية. إقرأ ايضا: الأوضاع السياسية والإنسانية في سوريا محور إحاطة اليوم في مجلس الأمن وبدأ الصمت الانتخابي للانتخابات الرئاسية السورية صباح اليوم الثلاثاء، بعد 8 أيام من الدعاية الانتخابية وقبل يوم واحد من بدء الاقتراع ، وهذا وفقا لما حددته اللجنة القضائية العليا للانتخابات في البلاد . وكانت المحكمة الدستورية العليا في سوريا، قد حددت مدة الحملات الانتخابية للمرشحين، من يوم 16 إلى 24 من شهر مايو الجاري. من جانبه، أعلن عضو اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي، مخلص قيسية، أن المراكز الانتخابية جاهزة بشكل كامل في جميع المحافظات استعدادا لإجراء الانتخابات الرئاسية ، حيث تم تزويد جميع المراكز بالمستلزمات اللوجستية من صناديق ومطبوعات وحبر سري، إضافة إلى اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا من تباعد مكاني وتوفير الكمامات والمعقمات. في غضون ذلك وصلت في الفترة الاخيرة ، عدة وفود عربية وأجنبية إلى سوريا، لمراقبة الانتخابات الرئاسية. وكانت روسيا اعلنت انها سترسل وفدا من المراقبين للانتخابات الرئاسية السورية، برئاسة السيناتور، سيرغي موراتوف. كما وصل إلى دمشق وفدين من مجلس النواب العراقي والثاني من مجلس الشورى الإسلامي الإيراني تلبية لدعوة من مجلس الشعب السوري لمراقبة الانتخابات.وبخصوص الانتخابات دائما، أكد بشار الجعفري نائب وزير الخارجية السوري، أمس لاثنين ، أنه وعلى الرغم من " كل محاولات القوى التي تستهدف سوريا وحلفاءها للتشويش على الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية ، فإن ذلك لم ولن يؤثر في حسن سير هذا الاستحقاق الوطني". جاء ذلك خلال لقاء الجعفري مع وفد يضم مجموعة من الزوار من جنسيات أمريكية وأوروبية وكندية وإفريقية يزورون سوريا للمشاركة في مواكبة وتغطية مجريات الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية. وأكد الجعفري، أن هذا الاستحقاق هو تطبيق لما ينص عليه الدستور السوري وتعبير عن التزام الحكومة بتنفيذ أحكام الدستور بما يضمن للمواطنين السوريين المقيمين في الخارج والداخل ممارسة حقهم الانتخابي وإفشال المخططات الرامية إلى إيجاد فراغ دستوري في البلاد.