يتوجه السوريون يوم غد الاثنين الى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء اول مجلس الشعب تعددي حزبي في ظل الدستور الجديد للبلاد الذي الغى حكم حزب البعث للدولة والمجتمع وسط استمرار العنف والاحتجاجات خاصة في العاصمة دمشق وحلب. و قال وزير الاعلام السوري عدنان محمود في تصريحات صحفية يوم الأحد أن " السوريين من خلال المشاركة في هذه الانتخابات يتحدون حملة الإرهاب والعدوان على سوريا الذي تشنه قوى دولية واقليمية متورطة في الحرب الارهابية على سوريا ". واعتبر الوزير أن " هذه الانتخابات هي الأولى التي تجرى على أساس الدستور الجديد الذي أقره الشعب السوري (..) وعلى أساس التعددية السياسة والحزبية". و من جهة اخرى اعتبر المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة عمر ادلبي أن "اجراء الانتخابات تحت النيران يدل على عدم جدية النظام بالاتجاه نحو حل سياسي للأزمة" مضيفا أن " النظام مستمر على اتباع نفس السلوك الذي اتبعه منذ سنة أي تجاهل الوقائع التي فرضتها الثورة على الحياة السياسية". و كانت الدعاية الانتخابية قد توقفت الساعة السابعة من صباح يوم الأحد ليتوجه السوريون صباح غد الاثنين إلى صناديق الاقتراع لممارسة أول استحقاق دستوري في انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 في ظل الدستور الجديد الذي تم اقراره في فيفري الماضي . و أوضح العميد حسن جلالي معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية أن تم اتخاذ "كل الإجراءات لتأمين مراكز الانتخاب في كافة الدوائر الانتخابية بالمحافظات وأن مستلزمات العملية الانتخابية أصبحت جاهزة بالمراكز". ويتعين على الناخبين السوريين الذي يبلغ عددهم نحو 14 مليون ناخب اختيار 250 مرشحا لمجلس الشعب القادم من اصل 7195 مرشحا ومرشحة منهم 710 نساء . و يتطلع المسؤولون السوريون إلى أن تسهم نتائج الانتخابات التي ستجرى بحضور وتغطية من ممثلي أكثر من 200 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية في رسم ملامح مستقبل سوريا. وبالرغم من تواجد بعثة المراقبة الأممية لوقف القتال يتواصل العنف والاحتجاجات عشية الانتخابات في مختلف المدن السورية مخلفا 9 قتلى والعديد من الجرحى. و قد شهدت دمشق وحلب العديد من التفجيرات الانتحارية حيث وقع انفجار مساء السبت في منطقة دف الشوك بادمشق أدى الى مقتل اثنين واصابة 5 اخرين. و في حلب قتل 6 أشخاص من بينهم امرأة وطفلاها في انفجار سيارة مفخخة وضعها إرهابي أمام مغسلة للسيارات بحي السكري بالمدينة. و اغتالت مجموعة مسلحة الطبيب المقدم اسماعيل أحمد سليمان من الخدمات الطبية باطلاق الرصاص عليه أمام عيادته في حي الانصاري حسبما أفادت وسائل اعلام رسمية. و في دمشق انفجرت قنبلة مزروعة على جانب طريق صباح السبت محدثة بعض الأضرار. كما استخدمت الشرطة أمس السبت الغاز المسيل للدموع لتفريق الالاف من المواطنين احتشدوا في جنازة جماعية . و جاءت أعمال العنف الأخيرة في وقت كان يتجول فيه المراقبون الأمميون في /دوما وحرستا/ وهما من أكثر المناطق توترا في البلاد حيث شهدتا اشتباكات دامية بين المتمردين المسلحين والقوات الحكومية. وكان رئيس بعثة مراقبي الأممالمتحدة إلى سوريا الجنرال روبرت مود قد زار أول أمس محافظتي اللاذقية وحلب ودعا جميع الأطراف في سوريا الى التعاون من أجل اعادة الاستقرار والأمن للبلاد. و لفت الجنرال النرويجي الانتباه الى أن "مهمته تقوم على أساس تحقيق هدفين رئيسيين هما مراقبة وقف أعمال العنف وتنفيذ بنود خطة المبعوث الأممي الى سوريا كوفي عنان ذات النقاط الست " مضيفا " نحن بحاجة إلى دعم ومشاركة والتزام الجميع بالخطة". و تابع أنه " على كل شخص أن يساعد سوريا في الانتقال من العنف إلى السلام وتجنب عمليات الاغتيال العنيفة كما أنه مطلوب من الهيئات الدولية الأخرى داخل وخارج سوريا الالتزام بتحقيق هذا الخيار" بحسب ما نقلته الوكالة الرسمية. و من جانبه قال ياسر الشوفي محافظ حلب أن " المجموعات الارهابية تنتهك وقف اطلاق النار وتستغل وجود المراقبين لارتكاب جرائم شنيعة وترويع المواطنين ". و ينتشر المراقبون الأمميون في المناطق المتوترة في أرجاء سوريا في حماة وحمص وسط البلاد ومحافظة ادلب الشمالية ومحافظة درعا الجنوبية. و كان الفريق قد وصل قبل أسبوعين لمراقبة وقف اطلاق النار برعاية الأممالمتحدة الذي دخل حيز التنفيذ في 12 أبريل الماضي في اطار خطة من ست نقاط قدمها المبعوث الأممي-العربي المشترك كوفي عنان .