دعا المشاركون في الندوة القانونية الدولية, يوم السبت, الى القيام بخطوات عملية ووضع الية محاسبة وملاحقة الكيان الصهيوني على جرائمه المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني. وأجمع المشاركون, من مستشارين قانونيين ومناصرين للقضية الفلسطينية من 52 دولة عبر العالم, خلال مشاركتهم في الندوة القانونية الدولية "جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين", المنظمة من قبل جمعية "البركة" الجزائرية للعمل الخيري والانساني بمقرها بالعاصمة, على ضرورة تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية القانونية لجرائمه, وعلى عدوانه الأخير على قطاع غزة, إلى جانب انتهاكاته الممارسة بشكل يومي في القدس الشريف, من خلال التهجير القسري للمدنيين بحي الشيخ جراح والسلوان, واستباحة باحات المسجد الأقصى. وأكد سفير دولة فلسطين لدى الجزائر, أمين رمزي مقبول, أن الوقت قد حان لمحاسبة الكيان المحتل على جرائمه الصهيونية اليومية, موضحا أن الاخيرة موثقة ومسجلة منذ وعد بلفور عام 1917, أي قبل 1948, وتستحق تحرك العالم, وشعوب العالم لنن تقبل الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. ودعا أمين مقبول الى الانتباه للبعد القانوني للجرائم والمذابح المرتكبة من قبل الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني, والدفع به الى الامام. وأشار السفير الفلسطيني في الجزائر إلى أنه ومنذ أضحت فلسطين دولة عضو مراقب في الاممالمتحدة استطاعت أن ترفع 3 ملفات بدء من قضية الاستيطان وقضية التعذيب الى العدوان على قطاع غزة في 2014, وبدأت تناضل من أجدل وضع هذه الملفات حيز التنفيذ, مبرزا أن ضغوطات جرت لمنع حدوث ذلك. وفي السياق, قال ممثل حركة "حماس" في الجزائر, محمد عثمان أبو البراء, إن "الخذلان والمأساة والتآمر من القريب والصديق, واحساسنا بالمسؤولية تجاه مليار ونصف المليار مسلم جعلنا نتوحد" في وجه الكيان الصهيوني, مؤكدا أن الشعب الفلسطيني قال كلمته, المتمثلة في أنه "لا عودة عن طريق التحرر الكامل لفلسطيني, والشباب الفلسطيني راهن على النضال ولن يستسلم". وأشار محمد عثمان, الى أن الاحتلال الصهيوني "لا زال يتجرع الهزيمة سياسيا واعلاميا واجتماعيا واقتصاديا, الأمر الذي سينعكس على نظرة المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية", مبرزا أن الفلسطينيين اليوم أمام تحولات وجب استثمارها في دعم النضال الفلسطيني. ووجه ممثل "حماس" في الجزائر طلبا للسلطة الفلسطينية, عن طريق السفير أمين مقبول, قال فيه "نريد أن نتوحد على برنامج نضالي, ليس فقط أمام الاعلام, فالشعب الفلسطيني عندما انتصر في أراضي 48 قال أنا فلسطيني, والضفة الغربية تعاني من ممارسات عنصرية, وقطاع غزة محاصر منذ أكثر من 14 سنة.. ونريد ايصال رسالتنا الى السلطة الفلسطينية مفادها اننا نسعى الى أن نتوافق جميعا على برنامج واحد للنضال" من أجل مواجهة الاحتلال الصهيوني. كما تحدث عن فضح اعلام الكيان المحتل نفسه والاعلام الغربي, حاليا, لوحشية الكيان المحتل وممارساته ضد الفلسطينيين, مردفا "كما أن الاعلام في وسائط التواصل الاجتماعي فضح كل شيء قام به الاحتلال". اقرأ أيضا : وزير العدل الفلسطيني يطالب الدول العربية والاسلامية بسن تشريعات لملاحقة الكيان الصهيوني من جانبه, أكد احمد ابراهيمي, رئيس جمعية "البركة" أن "الشعب الفلسطيني أسقط الحلم الصهيوني, ودب الخلافات في الوسط الاستراتيجي للصهاينة", مشيدا ب"تجمع الفصائل الفلسطينية كلها حول دولة فلسطين, في وجه الكيان الصهيوني". وقال أحمد ابراهيمي, إن الندوة القانونية الدولية, التي نظمتها جمعيته "ليست للاستعراض, وإنما تهدف الى الوصول لمخرجات عملية" و مؤكدا على "دعم كل من يرفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني من أجل رسم مسار يواكب الاحداث المقبلة في فلسطين". ومن جهتها, أشادت رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية, سعيدة نغزة ب"دفاع الشعب الفلسطيني المستميت على أرضه, الذي حال دون تحقيق مآرب بني صهيون, رغم استعمالهم احدث المقاتلات والقنابل الفتاكة ضد شعب قال كلمته الوحيد.. لن نرضخ", مؤكدة موقف الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية, الثابت لصالح فلسطين. وتساءلت السيدة نغزة, عما ينتظره العالم لمحاكمة قادة "اسرائيل", بسبب "جرائم الحرب التي اقترفوها ضد أماكن آهلة وأطفال ونساء وشيوخ عزل", مردفة "أين هو دور مجلس الأمن والأمم المتحدة؟ لما كل هذا الانحياز؟". وعلى صعيد ذي صلة, قال عمار الموسوي ممثل "حزب الله" اللبناني, إن معركة"سيف القدس", أكدت بأن "الشعب الفلسطيني حي ومتمرد وخلاق, وأنه رغم الجراح والآلام صابر وصامد ومقاوم", مردفا "كما برهن أنه رافض لأن تسرق منه القدس, وأن يذل المسجد الأقصى, ورفع أصواته وبنادقه وصواريخه دفاعا عن المقدسات التي يعمل المحتل الصهيوني على سرقتها". وأبرز عمار الموسوي, أن هذه المعركة "أعادت الاعتبار الى المقاومة الفلسطينية, ولأولوية القضية المركزية", مضيفا "رغم أنها كانت مكلفة إلا أنها كانت مشرقة, وتليق بالكبار من أصل فلسطين". واعتبر المتحدث ان "الاصوات التي بدأت تعلو لملاحقة الصهاينة على جرائمهم في غزة وعمليات قتل المدنيين في القدس والصفة الغربية ما هي الا بداية لوضع حد لما عرف بسياسة الافلات من العقاب". واستنكر الموسوي الدعم الامريكي والغربي "الأعمى" للكيان الصهيوني, ما جعل هذا الأخير سابقا "فوق القانون وفوق المحاسبة", مؤكدا أن حيلولة واشنطن دون اصدار بيان في مجلس الأمن يدين الاعتداءات الصهيونية على القطاع, إنما هو "لمنح الكيان الصهيوني المزيد من الوقت, لفرض شروطه". ودعا الى ادانة جرائم العدو الصهيوني, وتأسيس دعاوى قانونية لمحاسبة الكيان والجهات والسياسات التي تتستر على جرائمه". ومن جهته دعا شيخ الطريقة القادرية في الجزائر, حسن الحسني, الى ادانة جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل, مشيرا إلى أن المقاومة القانونية تعتبر واحدة من أهم اشكال المقاومة.