تم، اليوم الثلاثاء بمقر المديرية العامة لاتصالات الجزائر بالمحمدية، تتويج الفائزين في المسابقة الوطنية لتطوير البرمجيات وتطبيقات الهاتف المحمول لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال المصابين بالتوحد في طبعتها الأولى. وتهدف هذه المسابقة التي نظمت فعالياتها بمبادرة من وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية وبالتعاون مع وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة والوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، "تشجيع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وتسهيل اندماجهم في مجتمع المعلومات". وعرفت المسابقة التي فتحت أبوابها في 19 يناير إلى غاية 20 مايو من هذه السنة، 23 مشروعا مقترحا تم اختيار عشرة منها. وسيستفيد أصحابها ب"مرافقة فعلية لمدة سنة تقدمها الوكالة الوطنية لترقية الحضائر التكنولوجية وتطويرها"، إسهاما من وزارة البريد لتحفيز مبادرات الاستثمار في ميدان تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وقد منحت المرتبة الأولى لمشروع تطبيق طبي موجه للأشخاص المعاقين حركيا لمساعدتهم على الاتصال والتواصل مع الآخرين باستعمال العينين، والمرتبة الثانية لمشروع تطبيق موجه للأشخاص الذين يجدون صعوبة أو لا يستطيعون استعمال شاشة الهاتف النقال بواسطة أيديهم، في حين تم منح المرتبة الثالثة لمشروع تطبيق "أبصرني" الموجه للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية لمساعدتهم على عبور الطريق بأمان وذلك بالتعرف على لون إشارة المرور باستعمال هاتفهم النقال. وفي كلمة افتتاحية له خلال حفل توزيع الجوائز، ذكر الأمين العام لوزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، عبد الرزاق حني، أن المغزى من استراتيجية تطوير البنى التحتية الطموحة التي تشرف الوزارة على رسمها ومرافقة تجسيدها يكمن بالأخص في "تعميم وتكثيف استخدامات تكنولوجيات الإعلام والاتصال بصفة شاملة ومتكافئة". وأشار أن قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية يبوئ ذوي الهمم العالية "مكانة مركزية في صلب اهتمامات استراتيجيته، ويولي عناية خاصة لتلبية تطلعاتهم وتغذية شغفهم المتنامي، على غرار باقي المستخدمين لمزايا التكنولوجيات الرقمية وفوائدها الجمة". وفي هذا الإطار، أكد السيد هني أن البرمجيات والتطبيقات الجديدة التي سيتم وضعها تحت تصرف فئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة، ستكون مجانية على منصات التحميل، وذلك بهدف المساهمة، كما قال، في تسيير حياتها اليومية ومرافقة اندماجها المهني والاجتماعي. وأبرز بالمناسبة، أن المسابقة غطت عدة ميادين ألا وهي "التقنيات الصوتية واللمسية وتطبيقات برمجية وأجهزة التعامل مع لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية وتطبيقات وأجهزة تقنيات طريقة برايل للمكفوفين وتطبيقات الألعاب والبرامج التعليمية والتوعوية وكذا تطبيقات تهدف لزيادة الوعي بين أطفال التوحد". ومن جهتها، وفي كلمة وجيزة قالت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، قرأها نيابة عنها الأمين العام للوزارة، زهير شطاح، أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي اضطراب التوحد مكانة "مرموقة" في المنظومة التشريعية تماشيا والتزامات الدولة، مما يجعل من "ترقية سبل التكفل بها لا سيما الطفولة التزاما سياديا جسد ضمن طيات القانون الأسمى للبلاد في تعديله الأخير". وأشارت أن المبادرة التي أنشأت في ظل التضامن الحكومي لأحسن تطبيق رقمي للهاتف النقال ل "خير دليل على إصرار الإرادة السياسية على تحقيق هذا المسعى في إطار مسعى التطور الرقمي والتكنولوجي". وقد أشرف أيضا على هذا الحفل الختامي رئيس ديوان الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، فريد حيول.